مستخدمو الإنترنت الصينيون منقسمون حول الغزو الروسي لأوكرانيا

04 مارس 2022
من آثار القصف الروسي على خاركيف الأوكرانية (سيرغي بوبوك/فرانس برس)
+ الخط -

بينما يدين الغرب روسيا، يحظى الرئيس فلاديمير بوتين بمؤيدين صريحين في الصين، حيث يخبر الحزب الشيوعي الحاكم شعبه بأنه هدف آخر للمضايقات التي تقودها الولايات المتحدة.

قال وانغ يونغ تشون، أحد المسؤولين السابقين الكبار في الحزب" "إذا تدمرت روسيا، فسنكون اللاحقين. هذا أمر مؤكد... الولايات المتحدة تريد السيطرة على العالم".

تعكس مثل هذه التعليقات موقف الحزب الحاكم، وهو أقرب موقف تجاه بوتين يكنّه حليف رئيسي: يجب أن تتوقف الحرب، ولكن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الحرب.

وحاولت حكومة الرئيس شي جين بينغ أن تنأى بنفسها عن الهجوم الروسي، لكنها تجنبت انتقاد موسكو. وقد عرضت القيام بدور الوسيط، ونددت بالعقوبات التجارية والمالية ضد روسيا.

سيطرة الحزب الحاكم على جميع وسائل الإعلام الصينية والرقابة المكثفة على الإنترنت تجعلان من الصعب قياس الرأي العام. لكن ما يسمح به الحزب عبر الإنترنت ويطلب من وسائل الإعلام نشره يوضح ما يريده الحزب أن يفكر الجمهور فيه.

طُلب من وسائل الإعلام الأسبوع الماضي نشر محتوى مؤيد لروسيا فقط، وفرض الرقابة على الآراء المعادية لروسيا أو المؤيدة للغرب، وفقًا لنسخة من التعليمات نشرت على حساب بإحدى وسائل التواصل الاجتماعي لصحيفة "بكين نيوز". وتم حذف هذا المنشور في وقت لاحق.

وعلى الإنترنت وفي وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر عبارات التعاطف مع أوكرانيا، والدعم لروسيا، ولكن ليس انتقادًا لموسكو.

قال منشور موقع باسم داكي مينغ يي على منصة "ويبو": "عندما تبدأ الحرب، أليس أبناء الناس العاديين هم وقود المدافع؟... أولئك الذين ماتوا هم أبناء الناس العاديين".

ظهرت رسالة لفترة وجيزة على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد روسيا لمهاجمتها جارة أضعف، ثم تم حذفها. كانت الرسالة موقعة من خمسة أساتذة بجامعات بارزة.

قال أكاديميون من جامعات، بينها جامعة تسينغهوا في بكين، والتي ارتادها العديد من قادة الحزب الحاكم: "إننا نقف ضد الحروب غير العادلة".

وانتقدت التعليقات التي نشرها القوميون أساتذة الجامعات لفشلهم في التمسك بموقف الحياد الرسمي للحزب الحاكم.

وأمضى الحزب الحاكم عقودًا في استخدام الكتب المدرسية ووسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة بالكامل لتغذية الشعور بالظلم القومي. ويتهم الحزب الحاكم الولايات المتحدة بمحاولة عرقلة ارتقاء الصين إلى موقعها الصحيح في القيادة العالمية.

وتكرر وسائل الإعلام الحكومية موقف بكين بأن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين هم المسؤولون عن حرب أوكرانيا لأنهم فشلوا في الاستجابة للمخاوف الروسية بضرورة منع جارتها الديمقراطية من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ويردد ذلك صدى شكاوى الصين من أن واشنطن وحلفاءها يتدخلون في شؤونها الداخلية وقضايا السيادة الوطنية، بما في ذلك مطالبتها بتايوان، والنزاعات على مناطق في بحر الصين الجنوبي، وكذلك في شينجيانغ، في أقصى غربي البلاد، حيث تواجه الصين اتهامات باحتجاز أكثر من مليون شخص من الأويغور.

(أسوشييتد برس)

المساهمون