مسبار هيرا سينطلق لدراسة كويكب حرفت "ناسا" مساره

05 أكتوبر 2024
مسبار هيرا بلغت تكلفته 398 مليون دولار ومجهّز بـ12 أداة (كوين فان ويل/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قامت ناسا بمهمة "دارت" لاختبار تغيير مسار الكويكبات عبر الاصطدام، ونجحت في تغيير مدار الكويكب ديمورفوس بمقدار 33 دقيقة، مما يثبت جدوى التقنية، لكن يتطلب الأمر فهمًا أعمق لتأثيرات الاصطدام.

- الكويكبات الكبيرة نادرة الحدوث ولا تشكل تهديدًا في القرن المقبل، بينما الكويكبات الأصغر قد تصطدم بالأرض كل 20 ألف عام، ولم يتم رصد سوى 40% منها، مما يجعل الخطر منها أقل احتمالًا.

- المسبار الأوروبي "هيرا" سيطلق لدراسة ديمورفوس في ديسمبر 2026، بهدف توفير معلومات عن الكويكبات ذات الجاذبية المنخفضة لتحسين استراتيجيات الدفاع الكوكبي.

سيكون الكويكب ديمورفوس الذي اصطدمت به مركبة تابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) من أجل حرف مساره موضع دراسة بواسطة المسبار الأوروبي هيرا الذي يُتوقَع إطلاقه الاثنين، تهدف إلى معرفة كيفية حماية البشرية من أي تهديد مستقبلي قد تواجهه.

وفي حدث مشابه لفيلم هوليوودي، تحطمت مركبة مهمة "دارت" عمداً عام 2022 على كويكب ديمورفوس الذي يشكل "قمر" كويكب أكبر اسمه ديديموس. وكانت هذه المهمة الاختبارية الفريدة لـ"الدفاع عن الأرض" تهدف إلى معرفة ما إذا كان من الممكن حرف مسار كويكب في حال واجهت الأرض أي تهديد مماثل.

وتشير التقديرات إلى أنّ جسماً قطره كيلومتر واحد، وهو ما يؤدي في حال اصطدامه بالأرض إلى كارثة عالمية كانقراض الديناصورات، يصطدم بالأرض كل 500 ألف عام، بينما يصطدم كويكب قطره 140 متراً بالأرض كل 20 ألف عام.

ومن بين هذه الأجسام القريبة من الأرض، والتي يأتي معظمها من حزام كويكبات بين المريخ والمشتري، كل التي يبلغ قطرها كيلومتراً واحداً تقريباً معروفة، ولا يهدد أي منها الأرض في القرن المقبل. ولم يُرصد أي تهديد مباشر ناجم عن الكويكبات التي يبلغ قطرها 140 متراً، لكن 40% منها فقط رُصدت.

ومع أنّ هذا الخطر الطبيعي "من بين المخاطر الأقل احتمالاً"، ثمة "قدرة على اتخاذ إجراءات لحماية أنفسنا منه"، وفق ما يشير باتريك ميشال، المدير العلمي لمهمة "هيرا" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.

ويبلغ قطر ديمورفوس، الذي كان يبعد نحو 11 مليون كيلومتر من الأرض وقت اصطدامه بها، نحو 160 متراً، ولم يشكل أي خطر على كوكبنا. ومن خلال الاصطدام به، تمكنت مركبة ناسا، وهي بحجم ثلاجة كبيرة، من حرف مساره عن طريق خفض مداره بمقدار 33 دقيقة. إلا أننا لا نعرف ما هي تأثيرات الارتطام على الكويكب الصغير، أو حتى ما كانت بنيته الداخلية قبلها.

وإذا كانت تجربة "دارت" قد أثبتت جدوى هذه التقنية، فثمة حاجة إلى معرفة المزيد لتحديد الطاقة اللازمة لتوفير الفاعلية لحرف مسار أي كويكب يشكل تهديداً.

وتشير عمليات المحاكاة الرقمية إلى أن ديمورفوس هو كتلة من الصخور يرتبط بعضها ببعض عن طريق الجاذبية، وهو جسم قدرته على المقاومة صغيرة جداً، إذ "نغوص فيه كما في الرمال من دون تماسك"، على قول ميشال. ويضيف: "النتيجة أنّ دارت شوّهت ديمورفوس بالكامل، بل أحدثت حفرة فيه". لكن ثمة "احتمالات أخرى"، إذ لا يزال العلماء يجدون صعوبة في فهم هذه الأجسام ذات الجاذبية المنخفضة جداً، بحسب ميشال.

سيحمل مسبار هيرا الذي بلغت تكلفته 398 مليون دولار ومجهّز بـ12 أداة، قمرين اصطناعيين صغيرين، هما "يوفنتاس" و"ميلاني". سيحاول الأول الهبوط على ديمورفوس، وهي عملية أولى من نوعها على جسم بهذا الصغر. والقمر الاصطناعي مزوّد برادار منخفض التردد ومقياس جاذبية لرصد هيكل الكويكب وقياس مجال جاذبيته. أما المسبار الثاني، فيدرس تركيبة ديمورفوس باستخدام كاميرا متعددة الأطياف وأداة كاشفة للغبار.

ومن المقرر إطلاق المسبار الاثنين من كاب كانافيرال في الولايات المتحدة، على صاروخ فالكون 9. لكنّ خللاً رُصد أخيراً في الصاروخ التابع لـ"سبايس إكس" قد يتسبب بتأجيل عملية الإطلاق. وتأمل وكالة الفضاء الأوروبية في الحصول على الضوء الأخضر من السلطات الأميركية بحلول الأحد.

وتستمر نافذة الإطلاق حتى 27 أكتوبر/تشرين الأول الحالي. وبعد تحليقه حول المريخ في العام المقبل، سيصل "هيرا" قرب ديمورفوس في ديسمبر/كانون الأول 2026، لمدة أولية تصل إلى ستة أشهر. وفي نهاية مهمته، يأمل المسؤولون عن "هيرا" في توفير نهاية له مماثلة لسلفه "روزيتا" الذي استكشف المذنب تشوريوموف-غيراسيمينكو بين عامي 2014 و2016، عبر وضعه بدقة على ديمورفوس قبل انطفائه.

(فرانس برس)

المساهمون