افتتح متحف قطر الوطني، الثلاثاء، المعرض التاريخي "مسار الزمن: الفن والأجداد في أوقيانوسيا - متحف المتروبوليتان للفنون"، ويحكي مع أكثر من 120 عملاً جانباً من التعبير الإبداعي والابتكار على مر القرون في جميع أنحاء جزر المحيط الهادئ الأوقيانوسية.
ومن المقرر أن يستمر المعرض حتى 15 يناير/ كانون الثاني 2024.
وجاءت استضافة متحف قطر لهذه القطع الاستثنائية، بسبب تجديد جناح مايكل سي. روكفلر في متحف المتروبوليتان للفنون، وهي تغادر جدرانه لأوّل مرّة منذ أن أهدى نيلسون روكفلر المجموعة إلى متحف المتروبوليتان في عام 1969.
وأشرف على "مسار الزمن" عدد من القيمين الفنيين أبرزهم مايا نوكو، وإيفلين إيه جيه هول، وجون إيه فريدي، قيِّم الفن الأوقيانوسي في متحف المتروبوليتان للفنون، ويتناول المعرض الفنون البصرية في أوقيانوسيا من منظور جديد يستكشف عمق الروابط المتجذرة بين الشعوب الأسترونيزية (سكان المحيط الهادئ).
وتمتاز التحف المعروضة بقيمتها الفنية والتاريخية، وتتنوع بين المنحوتات الخشبية وقطع الزينة الشخصية والمنسوجات. وأبدعت هذه الأعمال الفنية، التي تمتد جذورها إلى القرن الثامن عشر وحتى وقتنا الحاضر، على أيدي شعوب منطقة جنوب شرق آسيا المليئة بالجزر إلى أستراليا وبابوا غينيا الجديدة إلى أرخبيلات الجزر في شمال وشرق المحيط الهادئ.
وقال المدير التنفيذي لمتحف المتروبوليتان للفنون، ماكس هولين: "من خلال مجموعة استثنائية من المنحوتات الضخمة والأقنعة الاحتفالية والأزياء الملكية من ثقافات جزر أوقيانوسيا النابضة بالحياة، يقدم المعرض تنوعاً فنياً ينقل وجهات نظر السكان الأصليين والمعارف الجديدة على حد سواء، وسيشكل المعرض بالتأكيد مصدراً عميقاً للإلهام بالنسبة للجميع".
وجرى تقسيم المعرض لثلاثة أقسام، يتناول كل قسم منها موضوعاً معيناً: السفر والمحيط، والأسلاف والأرض، والزمن والتأثير. يستكشف كل قسم من هذه الأقسام الأفكار المتعلقة بلغة الفن الأوقيانوسي البصرية واسعة النطاق ويضع الفن في مشهد مفاهيمي متكامل.
في قسم "السفر والمحيط" تعرض مجموعة من الأعمال التاريخية من مثلث الجزر في جنوب شرق آسيا، بما فيها منسوجات قيِّمة تصدرت الشبكات الواسعة للتجارة والتبادلات البحرية التي ميَّزت أولى العلاقات بين مجموعات الجزر في الأجزاء الغربية والشمالية من أوقيانوسيا.
أما قسم "الأسلاف والأرض" فيسلط الضوء على الدور الذي تلعبه الأبنية الاحتفالية، وسط المشهد العمراني لأوقيانوسيا. تحكي الأعمال في هذا القسم عدداً كبيراً من القصص المتعلقة بقوة الأسلاف وأدائهم، وتتضمن بعضاً من أعظم إنجازات سكان جزر المحيط الهادئ في مجال الفنون البصرية: أعمالاً جريئة وضخمة، مثل آلة الطبل المشقوق الشاهقة، ونماذج منحوتة تصور الأسلاف بشكل متقن.
وتوضح هذه الأعمال الفنية الجذابة كيف يستخدم سكان الجزر الفن جسراً للعودة إلى الماضي، وتنشيط علاقة تفاعلية ومستمرة مع الأسلاف للاستفادة من دعمهم في الوقت الحاضر.
فيما خصّص قسم "الزمن والتأثير" لعرض أعمالٍ تعكس أفكاراً حول الزمن، والطريقة التي تنكشف بها خفايا التأثير والكفاءة البصرييْن. يجمع هذا القسم الأفكار الرئيسية في المعرض، مسلّماً بتوجهات جديدة للتفكير في الحياة من خلال الفن، ومُرشداً الزوار إلى فهم الغاية والكيفية وراء الفن الأوقيانوسي، بدلاً من التعرف على شكله فقط.
تشمل الأعمال الفنية منحوتات أسماك القرش الخشبية والأقنعة المصنوعة من قواقع السلاحف، فضلاً عن قلائد أصداف اللؤلؤ من المناطق الساحلية في غينيا الجديدة، إلى جانب مجموعة من الأعمال الفنية التفاعلية لفنانين من السكان الأصليين المتمركزين في أستراليا اليوم.