مروان خوري: الكلمة المغناة مسؤولية كبيرة

13 نوفمبر 2021
طرح الفنان اللبناني أغنيتين بالعربية الفصحى أخيراً (مروان خوري/فيسبوك)
+ الخط -

للعام الثامن على التوالي، التقى الفنان اللبناني مروان خوري جمهوره المصري ضمن فعاليات الدورة الـ 30 من "مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية" التي تختتم الثلاثاء المقبل. وأحيا مروان خوري حفلين، الأول في الإسكندرية والثاني في القاهرة.

"العربي الجديد" التقت خوري في هذا الحوار على هامش مشاركته في المهرجان.

حدثنا عن مشاركتك للعام الثامن في "مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية"؟

ألمس محبة كبيرة بيني وبين الشعب المصري والقائمين على المهرجان، وشرف كبير لي أن أتواجد لسنوات طويلة في هذا الحدث الغنائي الذي يعد من أقوى وأهم الأحداث الفنية في المنطقة، فنحن كمطربين نبحث عن الغناء أمام جمهور واع ومتذوق للموسيقى. وأنا أعتبر أن دار الأوبرا المصرية بمثابة حصن الأمان للحفاظ على التراث من كل ما حولنا من متغيرات، فليس من السهل، وسط ما نعيشه، أن يحافظ مهرجان على هويته.

للمرة الأولى تغني على خشبة مسرح "النافورة" في دار الأوبرا، فما رأيك في التجربة؟

بالنسبة لي، وإن كانت تجربة جديدة لي في مصر، فأنا اعتدت عليها في بعض المهرجانات الأخرى، ولكن الغناء في منطقة مفتوحة يتطلب تدريبات إضافية حتى لا تحدث مشاكل في الصوت. وكنت سعيداً لأن الطقس كان جيداً، فضلاً عن أن النظر في عيون ووجوه الجمهور يُخرج أفضل ما لدى المطرب.

ما مدى تأثر الموسيقى في العالم العربي بوباء فيروس كورونا؟

الموسيقى دائماً ما تتأثر بأي شيء، وأنا على اقتناع تام بأن الدولة التي تشهد هدوءاً واستقراراً تتألق فيها الموسيقى وتتطور، ولاحظت أنه في زمن كورونا والعزلة والحظر الذي عشناه جميعاً عاد الكثيرون للاستماع الى الموسيقى الكلاسيكية القديمة.

إلى جانب إحيائك حفلين في المهرجان كُرمت في الافتتاح، فماذا يمثل لك؟

يمثل لي الكثير، فتكريمي على خشبة مسرح عريق مثل دار الأوبرا وفي مهرجان مثل "مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية" يدعو للفخر. وأنا سعيد وفخور وممتن لكل من شرّفني سواء بالتكريم أو بالمشاركة.

هل ترى التكريم دليلاً على النجاح؟

ليس أي تكريم، فهناك تكريمات غير مقنعة، وهناك أخرى من جهات غنائية وموسيقية محترمة مثل مهرجان الموسيقى العربية، وأنا أعتز بمثل هذه التكريمات التي تمثل لي حافزاً للاستمرار ودعماً نفسياً ومعنويا كبيراً، وهي إشارة إلى أنني أسير في الطريق الصحيح، وأن هناك من يرى هذا النجاح ويشعر به ويقدره.

لماذا تحرص على الغناء للموسيقار محمد عبد الوهاب في حفلاتك؟

لأنه بالنسبة لي رمز موسيقى وغنائي كبير تعلمت وتربيت على أغانيه وموسيقاه، مثلما تربيت على موسيقى الرحابنة.

ما سبب غنائك القصائد بالفصحى؟

لم أغنها كثيراً، ولكن طرحت أخيراً أغنيتين من هذا النوع، وكان إصدارهما في توقيتات متقاربة فقط، وأرى أن الجمهور يحب مني غناء مثل هذا النوع لأنه يفتقدها بالتأكيد، ولكني لن أحصر نفسي بالطبع فيها، لأنني أحب أن أقدم كافة الأشكال الغنائية.

البعض من الجمهور يرى أن كلمات أغانيك تحمل قدراً من الجرأة، فما ردك؟

لا أراها جريئة بقدر ما هي غير مستهلكة وغير تقليدية، وأحب أن أؤكد أن الفارق كبير جداً بين أن أغني أغاني تجرح آذان المستمعين إليها وبين الجرأة في انتقاء الكلمات، وأنا لا أقبل أن أقدم ألفاظاً خارجة أو خادشة لا تليق بي أو بجمهوري، لأنني أعلم جيداً قيمة ما أقدمه، ولا بد أن يعي الجميع قيمة الكلمة التي يكتبها أو يغنيها، فهي مسؤولية كبيرة.

ما سبب كتابتك للكلمات في أغانيك؟

أحب أن تكون الكلمات التي أغنيها تعبر عني وأشعر بها، ولكن هناك بعض الأغاني على الجانب الآخر كانت من كلمات شعراء آخرين، وحينما أجدها مناسبة لا أتردد في قبولها وغنائها. أحب التنوع عادة.

إلى أي مدى أثرت عليك الأزمة التي يشهدها بلدك لبنان كمبدع؟

إصدار أغنية في لبنان حالياً يحصل بعد جهد، لأن الأوضاع غير جيدة على الإطلاق على كافة المستويات، ونحتاج كمبدعين إلى جهاد وإصرار على الحياة وتمسك بالعيش وسط كل ما نعاني، وأتمنى أن تعود الأمور إلى طبيعتها في لبنان. وأنا على يقين أن لبنان يمرض ولا يموت، وسيعيش بشعبه المحب للحياة والصخب.

ما الجديد في مشروعاتك الغنائية؟

أعد مجموعة أغان من كلماتي وألحاني، لكن لن تطرح من خلال ألبوم مثلما قيل، بل سأطلقها على فترات، فأنا أحب جداً مثل هذه الطريقة وهي أفضل من الألبوم الكامل، هذا بالإضافة إلى ارتباطي بحفلتين في العراق، تحديداً أربيل وبغداد.

المساهمون