مخطوطات نادرة في معرض الدوحة الدولي للكتاب

18 يونيو 2023
نسخ طبق الأصل من أهم وأغلى وأكثر المخطوطات غموضاً (حسين بيضون)
+ الخط -
يشهد معرض الدوحة الدولي للكتاب، في دورته الـ32 المقامة حالياً في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، عرض مجموعة من المخطوطات النادرة التي تزداد قيمتها التاريخية والمادية باستمرار.
وفي كل نسخة من نسخ معرض الدوحة للكتاب على مدار الأعوام الماضية، كان رواده على موعد مع النوادر من الكنوز والمخطوطات، التي تمثل إرثا إنسانيا لا يقدر بثمن، سواء من مخطوطات علمية أو تاريخية أو دينية، من بينها ما تقدمه دار مانيوسكريبتوم البولندية.
وأوضح ممثل الدار بارت فيلوس، لوكالة قنا، أن الدار تشارك للمرة الأولى في معرض الدوحة الدولي للكتاب، وهي متخصصة في صناعة نسخ طبق الأصل، بشكل علمي، من المخطوطات التي غيرت التاريخ الإنساني، و"لا تقدر بثمن كونها نادرة وتمثل جزءاً من تاريخ عالمنا".
وأضاف: "أحضرنا للمشاركة في معرض الدوحة للكتاب نسخاً طبق الأصل من أهم وأغلى وأكثر المخطوطات غموضاً على مر التاريخ البشري، حيث نقوم بصناعة نسخ طبق الأصل حتى تبدو تماماً مثل المخطوطات الأصلية، وتحمل نفس رائحتها، ويكون ملمسها مطابقاً لها أيضا".
وأشار إلى أن المخطوطات تشمل مخطوطة مصحف القرآن الذهبي الذي يعود تاريخه الى ألف عام، ويرجع أصله إلى العراق، وخطه أحد تلامذة مدرسة الخطاط الشهير أبو الحسن علي بن هلال بن عبد العزيز، المعروف بابن البواب، فهي مطابقة تماماً للنسخة الأصلية المحفوظة في مكتبة ميونخ الرئيسة.
وقال: "لدينا أيضا نسخة طبق الأصل من أكثر المخطوطات غموضاً حول العالم، وهي مخطوطة فوينيتش، التي يُحفظ أصلها في جامعة ييل الأميركية، وحتى الآن، لم يستطع أي شخص أن يقوم بفك شيفرتها أو حتى قراءتها، ذلك لأن لغتها غير معروفة، إلى جانب نسخ طبق الأصل من وثائق أول رحلات كريستوفر كولومبس لاكتشاف أميركا، ودفتر يومياته، والخرائط التي استخدمها، والخطاب الذي أرسله إلى ملكة إسبانيا، فضلاً عن نسخة طبق الأصل من أغلى مخطوطة في تاريخ البشرية، وهي مخطوطة ليوناردو دافنشي، التي تسمى باسم كودكس ليستر، نسبة إلى العائلة التي تملّكتها قروناً، وهي مملوكة حالياً لرجل الأعمال بيل غيتس، وتبلغ قيمتها اليوم أكثر من 60 مليون دولار".
المخطوطات تشمل مخطوطة مصحف القرآن الذهبي الذي يعود تاريخه الى ألف عام
وتابع ممثل دار مانيوسكريبتوم البولندية أن من النوادر التي تقدمها الدار نسخة لمخطوطة نيكولاس كوبرنيكوس "التي تعتبر أكثر المخطوطات أهمية حالياً من حيث الجانب العلمي، وهي حول نظرية مركزية الشمس، فعلى الرغم من أن علماء الفلك العرب عرفوا أن الأرض ليست مركز الكون، ولكن كوبرنيكوس هو الشخص الذي أثبت ذلك علميًا، حيث أحدث ثورة في تصور شكل العالم، كما أثر في السياسة والعلوم والفلسفة في العصر الحديث، إضافة إلى نسخة طبق الأصل من مخطوطة زيفوسكي البولندية، وتعتبر أهم كتاب في العالم الغربي عن الثقافة العربية، وهي تصف تاريخ الخيل العربية وتنسب الى الرحالة البولندي زيفوسكي الذى زار المنطقة منذ أكثر من مائتي عام وعاش بين البدو الرحل، فضلاً عن قطعة فنية عن محمل تقليدي من العنبر يعرض لأول مر في قطر".
وأشار إلى أن إعداد نسخ عن المخطوطات الأصلية يخضع إلى معايير، ويكون لكل نسخة رقم خاص بها لا يتكرر، كما يذكر ضمن بياناتها عدد النسخ التي جرى إصدارها من الكتاب ، ولا بد من تسجيل هذه النسخ والحصول على شهادات من مكاتب العدل المعتمدة التي تعطي وثيقة قانونية تؤكد صدق النسخة، لافتاً إلى أن هذه النسخ نادرة أيضاً وقد صدرت منها أعداد قليلة عالمياً، فمثلاً جرى إصدار 9 نسخ فقط من القرآن الذهبي، و600 نسخة من مخطوطة فوينيتش، و399 نسخة من وثائق كولومبوس، و199 نسخة من وثيقة ليوناردو دافنشي، و99 نسخة من وثيقة كوبرنيكوس و200 نسخة من مخطوطة زيفوسكي، حول العالم.
كما يقدم جناح مكتبة غلوبال للفنون، الذي يشارك سنوياً في معرض الدوحة الدولي للكتاب، مجموعة من نوادر المخطوطات العربية والأجنبية. وذكر مدير المكتب مسلم سقا أميني أن المكتبة لديها مجموعة كبيرة من المقتنيات الأثرية، من سيوف ودروع ومصاحف كبيرة ومخطوطات لها أهميتها في التراث الإسلامي، تشتمل على مخطوطات فقهية وأخرى علمية كتبت بخط اليد، وتتراوح أعمارها بين 150 و700 سنة.
 
وأضاف أن لدى المؤسسة مخطوطات لابن سينا وابن النفيس، ومخطوطات لكتابي البخاري ومسلم، تزيد أعمار بعضها على 800 سنة، ومنها مصحف نادر يرجع إلى السلطان مراد الأول، وتبلغ قيمته المالية مليون دولار، فضلا عن الاسطرلاب الخاص بالسلطان العثماني عبد الحميد.
وأشار إلى أن الشركة لديها مجموعة تصل إلى حوالي 250 ألف كتاب ما بين اللغة العربية والإنكليزية، يرجع بعضها إلى 1500 سنة، إلى جانب كتب مطبوعة ترجع إلى ما يقارب 100 سنة، فضلاً عن نسخة لمخطوطات نادرة ومنها كتاب عن أندر النباتات في العالم يرجع إلى عام 1974، والكتاب الأصلي محفوظ في المتحف الألماني.
(قنا)
المساهمون