مخرجتان تحملان حقائق قاسية إلى أوسكار 2021

31 مارس 2021
فيلم "إلى أين تذهبين يا عايدة؟" للبوسنية ياسمينا زابانيتش (تويتر)
+ الخط -

لقي إدراج اثنتين من صانعات الأفلام: كلويه جاو وإيميرالد فينيل، في ترشيحات أفضل مخرج في أوسكار 2021، ترحيباً بوصفه حدثاً تاريخياً يقع للمرة الأولى في تاريخ جوائز أوسكار. إذ احتلّت النساء والأقليات العرقية مساحة واسعة في ترشيحات الأوسكار لهذا العام.

لكن شبكة "بي بي سي" سلطت الضوء على مخرجتين أخريين تدخلان هذا السباق للفوز بجائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية: كوثر بن هنية من تونس مع فيلمها "الرجل الذي باع ظهره"، وياسمينا زابانيتش من البوسنة مع فيلم "إلى أين تذهبين يا عايدة؟" Quo Vadis Aida.

كلا الفيلمين استلهما موضوعهما من كابوس الحرب والمذابح واللجوء. فها هو فيلم "إلى أين تذهبين يا عايدة؟" يحكي قصة مترجمة فورية كانت تعمل مع قوات حفظ السلام الهولندية يوم 11 يوليو/ تموز 1995، حين أعدمت قوات صرب البوسنة أكثر من ثمانية آلاف رجل وصبي مسلم. ويبيّن الفيلم كيفية استغلال الصرب ضعف القوات الدولية.

حصل الفيلم على التمويل من قبل تسع دول أوروبية، بما في ذلك البوسنة والهرسك. وتشرح زابانيتش "عندما بدأنا الفيلم قبل خمس سنوات بدا الأمر مهمة مستحيلة".

أضافت "البوسنة ليس لديها صناعة أفلام. نحن ننتج فيلماً واحداً سنوياً، بميزانية تبلغ حوالي مليون يورو. لكن هذا الفيلم، جزئياً بسبب الإضافات التي نحتاجها، سيكلف أربعة أضعاف ذلك على الأقل لذلك كان لا بد من إنتاج مشترك مع دول أخرى".

وإحدى المواجهات التي خاضتها المخرجة حساسية الموضوع، وتقول "هذا أيضاً موضوع حساس ومؤلم، وبمجرد أن ذكرنا عبارة "إبادة جماعية"، ابتعد كثير من الناس قائلين "إنه صعب للغاية ". الآن أعتقد، لا، أنت فقط الذي تعتقد أن الجمهور لا يريد رؤية الأشياء الصعبة".

"ترشيحات الجوائز هي شرف لا يُصدق. يأمل المخرج دائماً أن تصل قصته إلى قلوب الناس بأعداد كبيرة، والآن لدينا ترشيحات بافتا وأوسكار، أعرف عدد الأشخاص الذين سيشاهدون الفيلم الآن".

أما كوثر بن هنية، فقد اختارت لبطولة فيلمها "الرجل الذي باع ظهره"، يقوم ببطولته يحيى مهايني، الذي يمثل للمرة الأولى في دور "سام علي"، وهو لاجئ سوري يوافق على تحويل نفسه إلى لوحة بشرية ويتم عرضه في صالات العرض الأوروبية. وتشارك في الفيلم الممثلة الإيطالية الشهيرة مونيكا بيلوتشي بصفتها مالكة معرض.

والقصة مستوحاة من مثال واقعي لتيم شتاينر، الذي وافق على رسم لوحة على ظهره من قبل الفنان البلجيكي ويم ديلفوي ثم بيعه إلى جامع فني ألماني.

وقالت المخرجة بن هنية إنها تريد أن تُظهر للجمهور مدى صعوبة تحرك اللاجئ حول العالم، مقارنةً بحركة البضائع. وأضافت "هدفي هو أن يعيش الجمهور تجربة هذا اللاجئ، الذي كان إنساناً عادياً، ولكن ليس مولوداً في المكان المناسب"، كما يقول للفنان الذي يقابله.

ومضت تقول "أردتُ أن أعطي إمكانية التعاطف، لفهم رحلة اللاجئ. لكن رحلته ليست كما يتخيل دائماً. ليس لدينا قارب، ولا غرق في البحر. أردت هذا المزيج بين عالم بقاء اللاجئ وعالم الفن المعاصر الفاخر لإحداث هذا التباين".

"إذن في الفيلم، صاحب المعرض، وحارس المتحف، ومدير المتحف، لديهم رد فعل للعمل مع عمل فني، لأنهم وقعوا عقداً، وهذا ما يعرفونه. لا يمكنهم التعامل مع سام كإنسان" على حد تعبيرها.

وبشأن ترشيحها لجائزة أوسكار قالت "إنه أول ترشيح على الإطلاق لتونس، وأود أن أجلب لأفريقيا جائزة الأوسكار. أنا عربية أيضاً، وحلمي أن أقدم لجميع البلدان الناطقة بالعربية جائزة أوسكار".

المساهمون