مخاوف من التزييف بواسطة الذكاء الاصطناعي في الانتخابات الهندية

22 ابريل 2024
مسؤولو الاقتراع مع آلات تصويت في ولاية تشاتيسجاره، 17 إبريل 2024 (إدريس محمد/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- انتشرت مقاطع فيديو مزيفة بالذكاء الاصطناعي تظهر نجمي بوليوود، عامر خان ورانفير سينغ، ينتقدان رئيس الوزراء الهندي، مما يسلط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في التأثير على الانتخابات ونشر المعلومات المضللة.
- عامر خان ورانفير سينغ نفيا صحة المقاطع، وأكدت منصات مثل "فيسبوك" و"إكس" ومواقع تدقيق الحقائق أن المقاطع مزورة، مما يبرز تحديات المنصات الاجتماعية في التعامل مع المحتوى المزيف.
- الانتخابات الهندية تشهد استخدامات مبتكرة للذكاء الاصطناعي بما في ذلك إنشاء مقاطع فيديو وصوتيات للتأثير على الناخبين، مما يعكس تحولاً في استراتيجيات الحملات الانتخابية ويثير تساؤلات حول أخلاقيات وتأثيرات الذكاء الاصطناعي.

في مقاطع فيديو مزيفة بواسطة الذكاء الاصطناعي انتشرت عبر الإنترنت، ظهر اثنان من أبرز نجوم بوليوود في الهند، وهما ينتقدان رئيس الوزراء ناريندرا مودي ويطلبان من الناس التصويت لحزب المؤتمر الهندي المعارض في الانتخابات العامة الجارية في البلاد، بحسب وكالة رويترز.

وظهر عامر خان في مقطع مدته 30 ثانية، ورانفير سينغ في مقطع آخر مدته 41 ثانية، وهما يقولان إنّ مودي فشل في الوفاء بوعوده الانتخابية وفشل في معالجة القضايا الاقتصادية الحرجة خلال فترتيه كرئيس للوزراء، قبل أن ينتهي المقطعان اللذان أنشئا بواسطة الذكاء الاصطناعي برمز حملة حزب المؤتمر وشعارها: "صوتوا للعدالة، صوتوا للمؤتمر".

بحسب مراجعة أجرتها "رويترز" شوهد مقطعا الفيديو أكثر من نصف مليون مرة منذ أسبوع الماضي على منصات التواصل الاجتماعي. أكّد انتشار المقطعين الدور الذي يمكن أن يلعبه المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي في الانتخابات الهندية التي بدأت الجمعة الماضي وتستمر حتى يونيو/ حزيران المقبل، وسط مخاوف من استخدام الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق، بشكل متزايد بالانتخابات في أماكن أخرى من العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وباكستان وإندونيسيا.

لوقت طويل ركزت الحملات الانتخابية في الهند على التواصل المباشر، إن كان من خلال زيارة المنازل أو في التجمعات العامة، ولم يبدأ الاستخدام المكثف لتطبيقي واتساب وفيسبوك كأدوات مهمة في الحملات الانتخابية إلّا في العام 2019، فيما تشهد الانتخابات الحالية، التي من المتوقع أن يضمن فيها مودي ولاية ثالثة نادرة، أول استخدام للذكاء الاصطناعي.

وكانت المتحدثة باسم حزب المؤتمر الهندي، سوجاتا بول، قد شاركت المقطع المزيف لسينغ مع متابعيها البالغ عددهم 16000 متابع على "إكس" في 17 إبريل/ نيسان الحالي، وبحلول بعد ظهر السبت، تمت إعادة مشاركة منشورها 2900 مرة، وحصلت على 8700 إعجاب وحقّقت أكثر من 438000 مشاهدة.

وقالت بول لوكالة رويترز عبر الهاتف إنّها كانت على علم بأن مقطع الفيديو صنّف على أنّه متلاعب به بواسطة "إكس"، لكنها لم ترغب في حذفه، لأنها اعتقدت عند نشره بأنه "فيديو إبداعي" والشخص الظاهر فيه يشبه سينغ. لكن، لم يعد المنشور ظاهراً على المنصة بعد ساعات من إرسال "رويترز" طلب تعليق إلى رئيس خلية وسائل التواصل الاجتماعي في حزب المؤتمر الهندي، الذي لم يرد.

وأعلن كل من عامر خان ورانفير سينغ إن مقاطع الفيديو مزيفة. كذلك، قالت "فيسبوك" و"إكس"، وما لا يقل عن ثمانية مواقع لتدقيق الحقائق، إن المقطعين خضعا للتلاعب، وهو ما ثبّتته أيضاً وحدة التحقق الرقمي في "رويترز"، من دون أن تتمكن من التأكد من الجهة التي أعدّت المقطعين. كان خان منزعجاً من الفيديو المزيف الذي انتشر على نطاق واسع، فيما كان سينغ يبحث القضية مع فريقه، وفقاً لمتحدث باسم كلا الممثلين، وكتب سينغ على "إكس" الجمعة: "احذروا من التزييف العميق أيها الأصدقاء". ولم يستجب مكتب مودي ورئيس تكنولوجيا المعلومات في حزب بهاراتيا جاناتا لطلبات التعليق.

تحقيق للشرطة

في الوقت الحالي، يبلغ عدد الناخبين في الهند قرابة مليار شخص، فيما يملك قرابة 900 مليون شخص إمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت، وأظهر استطلاع أجرته منظمة الأبحاث إسيا سنتر والمعهد الهندي لكلية إدارة الأعمال أن المواطن الهندي يقضي في المتوسط أكثر من ثلاث ساعات يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي.

وحظرت "إكس" بعض النسخ التي ظهرت لمقطعي خان وسينغ عن منصات التواصل الاجتماعي، لكن بقيت منها أكثر من 14 نسخة ظاهرة على المنصة بحلول السبت. فيما حذف "فيسبوك" مقطعي فيديو أبلغت "رويترز" الشركة عنهما، لكن إحدى النسخ لا تزال مرئية. وفيما قال "فيسبوك" في بيان إنه "أزال مقاطع الفيديو" لانتهاكها سياساته، لم ترد منصة إكس على استفسارات الوكالة الأميركية.

ونتيجة الانتشار الواسع للمقطعين، فتحت الشرطة تحقيقاً في القضية، ففي 17 إبريل، قدم خان شكوى رسمية في مومباي ضدّ مجهولين بتهمة انتحال الشخصية والغش لإنشاء الفيديو المزيف. لم ترد شرطة مومباي على طلب للتعليق، لكن ضابطين يعملان في قضية خان، رفضا الكشف عن هويتهما، قالا إنهما راسلا منصتي فيسبوك وإكس لإزالة الفيديو، ورداً على سؤال حول التقدم المحرز في القضية، قال أحدهما: "مثل هذه التحقيقات الفنية تستغرق وقتاً".

استحضار الموتى عبر الذكاء الاصطناعي

في انتخابات العام الحالي، يستخدم السياسيون الهنود الذكاء الاصطناعي بطرق متنوعة. في جنوب الهند، قال المتحدث باسم زعيم حزب المؤتمر الهندي، فيجاي فاسانث، إن فريقه أنشأ مقطعاً صوتياً وفيديو مدته دقيقتان باستخدام الذكاء الاصطناعي، يظهر فيه والده السياسي المتوفى الآن فاسانثا كومار، وهو يدعو الناخبين لدعم ابنه، قائلاً: "رغم أن جسدي ترككم جميعاً، إلا أن روحي لا تزال موجودة".

كذلك، نشر الحزب الشيوعي الهندي الماركسي مقاطع على موقع يوتيوب، تظهر فيها ساماتا، وهي مذيعة أنتجت بالذكاء الاصطناعي وترتدي الساري التقليدي وتتحدث بأسلوب يحاكي القنوات الإخبارية العادية، لتنتقد لحزب الحاكم في ولاية البنغال الغربية. في أحد المقاطع، زعمت ساماتا أن الحزب لا يهتم بالبيئة، حيث اختف العديد من المسطحات المائية بسبب البناء غير القانوني. لكن متحدثاً باسم الحزب الحاكم نفى الادعاءات، وقال إن حكومة الولاية حرصت على منع البناء، فيما لم يستجب الحزب الشيوعي الهندي لطلب "رويترز" الحصول على تعليق منه.

المساهمون