محمود رضا الذي عرّف العالم على "حلاوة شمسنا"

24 فبراير 2021
همّش نظام حسني مبارك نشاط فرقة رضا (فيسبوك)
+ الخط -

من منّا لا يتذكّر محمود رضا؟ من منا لا يتذكّر إبداعات محمود رضا في الرقص الشعبي، ورسم خطوط راقصة مستوحاة من البيئة وليست وافدة عليها؟ من أجل هذا الإبداع، جاب محمود رضا البلاد شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، ليمتعنا بلوحات ساحرة، يمتزج فيها الشعبي مع روعة التصميم التقني، لكي تخرج لنا معزوفة بصرية  شديدة الجمال والروعة.

بالطبع، إذا ذكرنا محمود رضا، لن نستطيع استثناء رفاق دربه الذين شاركوه تلك الإبداعات العظيمة. كان أخوه علي رضا، المنوط به إخراج عروض فرقة رضا، وكانت فريدة فهمي تصمّم ملابس وإكسسوارات الفرقة. كذلك كان الموسيقار علي إسماعيل، صانع مجد الفرقة السمعي، موسيقاه شكلت وعي أجيال كاملة ارتبطت باستعراضات وإبداع محمود رضا.

جالت فرقة رضا العالم بأسره ليتمتع العالم بـ"حلاوة شمسنا". وتصبح الفرقة سفيرة مصر فوق العادة. وعلى الرغم من رحيل أحد مبدعيها علي إسماعيل، إلا أن الفرقة استمرت في تقديم الدعم لكل موهبة حقيقية.

أسندت الفرقة للمغني والملحن فؤاد عبد المجيد، إعداد استعراضات عن أشعار أندلسية بديعة. نجح فؤاد، ونجحت الفرقة كالعادة في الاستحواذ على مشاعر معجبيها ومريديها من الجماهير المصرية والعربية.

ثمّ أتى عصر مبارك لكي تعاني الفرقة من الإهمال المتعمد، بل والتعنت من وزارة الثقافة التي آلت على نفسها أن تُحجّم نجاح الفرقة؛ بل والعمل على تفكيكها وإفشالها. قرر مبدعها ومدربها الأساسي محمود رضا  ترك الفرقة، بحجة خروجه إلى التقاعد. وبدأت الوزارة في محاصرة الفرقة مادياً حتى وصلت إلى حالة من البؤس والتعاسة تثير الحزن. وتعددت الأسباب قبل وقفها، إذ كان هناك همس مفاده أن كبرياء فريدة فهمي جعلها ترفض أن تصبح من حملة مباخر السيدة سوزان مبارك. وقيل من ضمن من قيل إن وزير الثقافة فاروق حسني لا يطيق محمود رضا لأنه متكبّر.
مع شديد الحزن والأسى، رحل الأخوان رضا ولم يتبق من المؤسسين إلا البديعة فريدة فهمي شاهدة على أمجاد وإبداعات فرقة كانت في يوم من الأيام سفيرة لنا ووجهاً مشرفاً لمصر، التي  آمل ألا تكون كالقطة التي تأكل أولادها.

المساهمون