في الوقت الذي قرر فيه صحافيو مكتب هيئة الإذاعة البريطانية في القاهرة "بي بي سي" عقد مؤتمر صحافي لإعلان خطوات التصعيد، في نهاية الإضراب الثالث على التوالي، خرجت محاولات من بين العاملين في المكتب لشق صف المضربين بالظهور على الهواء مباشرة.
ويعقد العاملون في مكتب هيئة الإذاعة البريطانية في القاهرة، اليوم الأربعاء، باعتباره اليوم الأخير لإضرابهم الثالث، مؤتمرًا صحافيًا لإعلان تطورات القضية وتفاصيل خطواتهم القادمة لمواجهة إدارة "بي بي سي".
وعاود العاملون في مكتب "بي بي سي" في القاهرة دخولهم في إضراب عن العمل لمدة 10 أيام قابلة للتمديد، بدأت من 21 أغسطس/ آب، وتنتهي في 30 من الشهر نفسه، وذلك احتجاجًا على تدني رواتبهم وتدهور أوضاعهم المعيشية و"السلوك التمييزي" الذي تنتهجه المؤسسة ضدهم في ما يخص السياسيات المالية.
وأكد العاملون في المكتب، في بيان لهم، استمرار تحركاتهم على كافة الأصعدة والمستويات لإيقاف حالة التمييز التي تمارسها إدارة المؤسسة ضدهم في ما يخص السياسات المالية. وقال المضربون في بيانهم "إننا إذ نعلن تمسكنا بمطالبنا، فإننا نؤكد على أننا منفتحون على أي حل جاد ترعاه نقابة الصحافيين يكفل تحقيق هذه المطالب على أن يتم ذلك خلال الأيام القادمة قبل بداية الإضراب القادم، والذي تم تقديم إخطار قانوني به لكل الأطراف، كما نؤكد استمرارنا في السعي بكل الطرق من أجل نيل حقوقنا المشروعة".
في السياق نفسه، انتقد عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين محمد الجارحي الذي شارك مع نقيب الصحافيين خالد البلشي ووكيل النقابة محمود كامل في التضامن مع إضراب العاملين، ظهور صحافية في مكتب هيئة الإذاعة البريطانية في القاهرة، في بث مباشر، لتقدم برنامج "بتوقيت مصر"، "لتشق صف المضربين"، بحسب تعبيره.
ولم تظهر الصحافية من المكتب أو استديو القناة في الطابق الثالث، وإنما أطلت على المشاهدين من استديو مؤجر في الطابق التاسع عشر، إذ إن كل المصورين والفنيين وطواقم الإعداد مضربون عن العمل.
وعلق الجارحي: "ما أدهشني أكثر في هذا الموقف المخزي، والذي يجلب العار لصاحبه، خاصة في ظل تماسك وتكاتف الجميع الذين يزيد عددهم عن 70 صحافيًا، أن التي حاولت شق الصف ليست في حاجة لذلك ولن تمسك لها الإدارة في لندن العصا ولن يعلقوا لها الفلكة، المؤسف أنها هي نفسها كانت تشكو قبل فترة ليست بالطويلة من تعنت الإدارة معها. اليوم تطعن زملاءها بخنجر مسموم وتقوم بدور المذيعة والمراسلة والمعدة، ولو طلبوا منها (أي حاجة) بالطبع لن تتردد".
وفي البيان الأول لإضراب العاملين في "بي بي سي"، برروا اللجوء لخيار الإضراب بالقول: "فقدت رواتبنا ما يقرب من نصف قيمتها بسبب تراجع قيمة الجنيه المصري منذ مارس/ آذار من عام 2022. ومنذ ذلك الحين طالبنا الإدارة مرارًا بتعديل رواتبنا وإعادة النظر فيها. لكن مطالبنا قوبلت إما بالتجاهل، وإما بعرض زيادات هزيلة. في الوقت نفسه، اتخذت الإدارة إجراءات لحل أزمات مشابهة في مكاتب أخرى لها بالمنطقة، فضلاً عن وجود سلوك تمييزي مع مكاتب أخرى في قواعد صرف الرواتب؛ وبناء عليه قررنا التصعيد إلى أن نحصل على حقوقنا كاملة؛ حيث إن الإدارة لم تترك أمامنا خيارًا آخر بعد أن طال انتظارنا لأشهر، على أمل أن نصل لحل عن طريق التسوية أو التفاوض".