في تقليد سنوي تشهده مدن عدة في محافظتي دهوك وأربيل، ضمن إقليم كردستان العراق مع بدء موسم تساقط الثلوج، بدأ متطوعون وأعضاء في منظمات المجتمع المدني بحملة واسعة، لإطعام الطيور والحيوانات البرية الموجودة في المناطق الجبلية، وذلك بعد أيام من إعلان هيئة الأحوال الجوية بالإقليم عن ارتفاع في معدلات تساقط الثلوج محذرة المواطنين من ارتياد المناطق الجبلية غير المخدومة بالطرق.
وشهد جبل كارة الواقع شمال شرقي محافظة دهوك أولى تلك الحملات بتوزيع كميات كبيرة من الحبوب، والأطعمة التي تناسب مختلف الحيوانات الموجودة في المنطقة.
ونقلت وسائل إعلام كردية عراقية عن عضو منظمة "زين"، لحماية البيئة نيجيرفان عبد الخالف قوله إنه تم صناعة أعشاش وبيوت أيضاً للحيوانات، فضلاً عن توفير أنواع مختلفة من الطعام لها، بهدف الحفاظ على الحيوانات البرية بأنواعها"، وأضاف أنهم سيعودون بعد وقت آخر للتأكد من استهلاكها من قبل الحيوانات حتى يتم توفير كميات أخرى لها.
من جانبه، قال شوان عقراوي وهو ناشط في محافظة دهوك إن "المناطق الجبلية تخسر كل شتاء أنواعاً مهمة من الحيوانات بفعل الثلوج التي تقضي على فرص حصولها على الطعام".
مجموعة من الشاب في محافظة دهوك يقومون بنثر حبوب القمح وكذلك الصمون فوق جبل كاره بعد سقوط الثلوج لاطعام الطيور والحيوانات الموجودة هناك لانقاذها من الموت جوعاً👏👏
Posted by مدينة دهوك السياحية on Saturday, 6 February 2021
ويضيف عقراوي لـ"العربي الجديد"، أن المنطقة فيها دببة، وثعالب، وذئاب، وخنازير برية، وأرانب، وماعز جبلي، وسناجب، وقطط، وطيور مختلفة وكلها اعتبرت ضمن محرمات قانون الصيد، منذ سنوات، إذ تم فرض عقوبات شديدة على من يمارس صيد تلك الحيوانات، لذا تكاثرت وازدهرت في المنطقة الجبلية من جبال كارة، وقره داغ، وكورك وسرمين، وحصارروست، ومار دانيال، وسفين وغيرها، وفق قوله.
وتقدم السلطات المحلية في إقليم كردستان العراق من خلال وزارة البيئة مساعدات للمتطوعين في هذا الإطار، بحسب عضو "منظمة السلام" في أربيل علي آغا الذي أوضح في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، بأن هذا التقليد ليس حديثاً بل إنه قديم جداً، مشيراً إلى أن الناس توارثوا من الأجداد قصص إطعامهم الطيور والحيوانات.
بالصور تقليد كوردي قديم يتم نشر ونثر الأطعمة للطيور والحيوانات على الجبال والمرتفعات في كوردستان من أجل أطعام الطيور...
Posted by كوردستان بالعربية on Thursday, 2 January 2020
ويضيف آغا أن التطور الحالي هو "توسعة التقليد المتوارث عن أجدادنا بجعله التزاماً سنوياً، نسعى من خلاله لجعل المناطق الجبلية في الإقليم واجهة سياحية لغير العراقيين من خلال الحفاظ على التنوع البيئي فيها"، معرباً عن أمله بأن يكون هذا التقليد مستقبلاً قانوناً رسمياً في الإقليم.
وختم بالقول إن "الحيوانات الموجودة في هذه الجبال ليست خطيرة على البشر، كما يعتقد البعض عند سماعه بوجود دببة وذئاب رمادية وغيرها، إلا في حال هاجمها أحد".