ما مصير تطبيق تليغرام بعد اعتقال مؤسسه بافيل دوروف في فرنسا؟

26 اغسطس 2024
يملك التطبيق قرابة مليار مستخدم حول العالم (أرتور فيداك/ Getty)
+ الخط -

على الرغم من اعتقال مؤسس "تليغرام" بافيل دوروف في باريس، السبت الماضي، تشير التوقعات إلى أن التطبيق سيواصل عمله بشكل طبيعي، مع احتمال مواجهته لمشكلات على المدى الطويل، تتمثل بحجبه في بلدان الاتحاد الأوروبي أو حظر ميزات معيّنة.

وتوقعت مجموعة من الخبراء الروس في مجال التكنولوجيا، الذين استطلعت صحيفة إزفيستيا آراءهم في عددها الصادر الاثنين، ركوداً في تنمية "تليغرام" والمنتجات المرتبطة به في حال إطالة أمد مقاضاة دوروف، في الوقت الذي فقدت فيه العملة المشفرة "تون" ذات الصلة بالتطبيق 20% من قيمتها.

وأوضح المحلل في مجال التكنولوجيا ورئيس تحرير موقع فيرا المعني بالتكنولوجيا الرقمية يفغيني خاريتونوف أن "تليغرام" الذي يقترب عدد مستخدميه حول العالم من عتبة المليار شخص، لن يواجه في القريب العاجل خللاً كبيراً في أدائه أو حتى تراجعاً في وتيرة تحديث الميزات الجديدة التي يخطّط لها قبل مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر من اعتمادها.

وقال خاريتونوف لـ"إزفيستيا": "في حال إطالة أمد النظر في القضية فلا مفر من الركود في نمو التطبيق. لكن احتمال إغلاقه بشكل كامل يظل ضئيلاً"، في الوقت نفسه حذّر من أنّ إدانة دوروف ستعني أن "تراجع مستوى الخصوصية والمراجعة المسبقة للمحتوى بواسطة الشبكات العصبية وحجب القنوات والمجموعات أمرٌ حتمي".

وتوقع الصحافي المتخصص في شؤون تكنولوجيا المعلومات رستام باغريموف هو الآخر أن أداء التطبيق لن يتأثر في القريب العاجل، موضحاً أن هذه المنظومة معقدة تكنولوجياً وتعمل على تشغيلها شركة كاملة لا تحتاج إلى "زر خاص" من دوروف، على حد قول باغريموف.

ومع ذلك، رجح باغريموف أن مشكلات قد تنشب في حال بدأ التضييق على التطبيق، متوقعاً في الوقت نفسه أن تتم معالجة الخلل على وجه السرعة نظرا للهيكل اللامركزي لشبكات الاتصالات الحديثة، كما خلص إلى أن "الاتحاد الأوروبي لا يستطيع حظر التطبيق سوى على أراضيه هو".

من جهته، أكد رئيس قسم بحوث المعلومات والتحليل في شركة "تي هانتر" إيغور بيديروف أنه لا داعي للقلق على سلامة بيانات مستخدمي "تليغرام" حتى الآن، كونها لا تحفظ في فرنسا.

من "فكونتاكتي" إلى "تليغرام": لا تعاون مع الأمن

منذ تأسيسه شبكة فكونتاكتي الروسية للتواصل الاجتماعي في عام 2006، ثم "تليغرام" في عام 2013، تبنى بافيل دوروف نهج الحفاظ على سرية مراسلات المستخدمين ورفض التعاون مع أجهزة الأمن في أي دولة.

وبعد اعتقال دوروف في فرنسا، استعاد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف محادثة سابقة له مع مؤسس "تليغرام"، حذّره خلالها من "مشكلات كبيرة في أي دولة" بسبب رفضته التعاون مع السلطات.

وكتب مدفيديف عبر "تليغرام" أمس الأحد: "ذات يوم سألت دوروف لماذا لا يريد التعاون مع الجهات الأمنية في قضايا الجرائم بالغة الخطورة. قال لي هذا موقفي المبدئي، فقلت له إذن ستواجه مشكلات كبيرة في أي دولة".

واعتبر أن دوروف أخطأ في حساباته عندما غادر روسيا، مضيفاً: "إنه روسي في عيون جميع أعدائنا المشتركين، ولذلك هو ليس في خطر. إنه من دماء أخرى، وليس إيلون ماسك أو مارك زوكربرغ الذي يتعاون بالمناسبة مع مكتب التحقيقات الفدرالي بنشاط. حان وقت أن يدرك دوروف أنه لا يمكن اختيار الوطن والزمن".

وكان بافيل دوروف، البالغ من العمر 39 عاماً، والذي تقدر مجلة فوربس ثروته بـ15.5 مليار دولار، قد أعلن في عام 2014 أنه لا يعتزم العيش والعمل في روسيا، مرجعاً قرار الهجرة إلى "سبعة أسباب"، ذكر من بينها "انعدام المحاكم النزيهة والمستقلة" و"كثرة القوانين المتعارضة بعضها مع بعض".

وقبل مغادرته روسيا، سُرّح دوروف من منصبه كمدير عام لشبكة فكونتاكتي، وذلك بعيد رفضه طلب جهاز الأمن الفدرالي والنيابة الروسية الكشف عن بيانات القائمين على مجموعات تنسيق تظاهرات "الميدان الأوروبي" المناهضة للرئيس الأوكراني الأسبق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، وعزوفه عن حجب مجموعة داعمة للمعارض السياسي الروسي ومؤسس "صندوق مكافحة الفساد" أليكسي نافالني الذي رحل في فبراير/ شباط الماضي.

وكانت النسخة الروسية من مجلة فوربس قد ذكرت في إبريل/ نيسان 2022 أن مؤسس "تليغرام" حصل على الجنسية الإماراتية في فبراير/ شباط 2021، علماً أنّه مقيم في دبي منذ عام 2017. كما نال دوروف الجنسية الفرنسية في عام 2021، إضافةً إلى حمله جنسية دولة سانت كيتس ونيفيس الواقعة في الكاريبي، بجانب جنسيته الروسية الأصلية.

المساهمون