ما حقيقة غرق مجموعة من الإسرائيليين في البحر الميت؟

03 مايو 2024
بقي الطلاب لبعض الوقت في عداد المفقودين، 31 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ضجة على مواقع التواصل ووسائل الإعلام حول غرق إسرائيليين في البحر الميت، لكن الحقيقة تكشف عن فقدان ستة طلاب من معهد ديني خلال رحلة شملت ألفي طالب.
- عمليات بحث وإنقاذ مكثفة شاركت فيها الشرطة، الجيش، وفرق الإسعاف، بما في ذلك استخدام طائرة مروحية وقوارب، أسفرت عن إنقاذ الطلاب المفقودين ونقلهم للمستشفى بحالة طفيفة.
- تأكيد على ندرة حوادث الغرق في البحر الميت بسبب الملوحة العالية، مع الإشارة إلى تقلص مساحة البحر الميت بفعل التغير المناخي ومصانع التعدين.

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام، في الساعات الماضية، بأخبار ومعلومات حول غرق عدد كبير من الإسرائيليين في البحر الميت يوم الأربعاء، يوحي بعضها بأن البحر ابتلعهم وماتوا غرقاً، إلا أن الحقيقة مختلفة، فما الذي حدث؟

خلال رحلة منظّمة لمجوعة كبيرة من طلاب أحد المعاهد الدينية اليهودية في مستوطنة موديعين عيليت، ضمّت نحو ألفيّ طالب، فُقد ستة منهم خلال وجودهم على شاطئ نافيه مدبار (واحة الصحراء) في البحر الميت، وهرعت الشرطة الإسرائيلية وقوات من الجيش وفرق الإسعاف والإنقاذ إلى المكان للمشاركة في عمليات البحث عنهم. وقع الحدث المثير في حوالي الساعة العاشرة ليلاً، وتسبب بحالة من الهلع على مصير المفقودين من الطلاب، الذين سحبتهم مياه البحر الميت، وبقوا لبعض الوقت في عداد المفقودين.
واستُدعيت إلى المكان طائرة مروحية تابعة للشرطة للمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى فريق إنقاذ بحري. ورصدت طائرة مسيّرة أطلقت في الجو ستة أشخاص يسبحون باتجاه الشاطئ، فيما وصل عناصر إنقاذ على متن قارب إليهم، وفي نهاية المطاف، جرى تخليصهم، وتقديم العلاج الأولي لهم ونقلهم إلى المستشفى في حالة طفيفة.

وقام منظمو الرحلة بتجميع جميع المشاركين في مكان على الشاطئ، وقراءة أسمائهم للتأكد من عدم وجود مفقودين آخرين. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن شاب كان على الشاطئ، لم تسمّه، قوله: "كانت هنا كثافة عالية جداً من الأشخاص، وهناك من وصلوا في ساعات متأخرة، ولدى دخولهم البحر، لم يرغبوا في الخروج منه. وكل واحد سحبته المياه، كان هناك عدد كبير ممن حاولوا إنقاذه، الأمر الذي تسبب بحالة من الإرباك الكبير".

وأضاف بعد إنقاذهم: "الشعور الآن جيد. لقد شارك في الحفل 3700 طالب وكان هناك مركّز واحد مسؤول عن كل مجموعة منهم، مع قائمة بأسمائهم". وقبل العثور على المفقودين، قال متان مراد، قائد وحدة الإنقاذ "مغيلوت" في البحر الميت التابعة لشرطة إسرائيل: "يدور الحديث عن حدث معقد مع عدد كبير من المستجمين، والذي يتطلب عملاً من قبل طاقم الوحدة من أجل بناء صورة لتقييم الوضع، وفهم من هم المفقودون وأين يوجدون"، موضحاً أن "دخول البحر الميت في ساعات الليل هو أمر خطير، بسبب الرياح الغربية التي تصعّب عملية الخروج من المياه. وقام العشرات من متطوعي الوحدة، بالتعاون مع شرطة إسرائيل واللواء 417 في الجيش وفرق الإسعاف والإطفاء، بالتأكد من عدم بقاء أشخاص يسبحون في الماء".

من جانبها، تطرقت الناطقة بلسان رئيس بلدية معاليه أدوميم غاي يفراح إلى الحدث قائلة: "تلقّينا بلاغاً حول حفل أقيم على شاطئ نافيه مدبار، بمشاركة نحو ألفي شخص. وجزء من المحتفلين سحبتهم المياه عند دخولهم إلى الماء".

يشار إلى إلى أن حوادث الغرق في البحر الميت نادرة جداً، بسبب الملوحة العالية التي تجعل الأشخاص يطفون على الماء. ومع هذا، وقعت بعض حالات الغرق هناك أو حوادث أدت الى إصابات على مر السنوات الماضية. ويعاني البحر الميت من انحسار مياهه وتقلّص مساحته، ليس بفعل التغيّر المناخي والتبخّر فقط، وإنما بسبب مصانع التعدين الموجودة هناك أيضاً وعوامل أخرى.

المساهمون