مالكو الإعلام المصري... اتّجار بالبشر والآثار

في أغسطس/آب 2014، طرح رجل الأعمال المصري محمد الأمين، رئيس مجلس إدارة "مجموعة المستقبل للنشر والتوزيع" ومجموعة قنوات CBC، مبادرة تبنتها الجمعية الخيرية التابعة لمؤسسة "المستقبل" لرعاية الأطفال، الخاصة به، لتبني أحد ضحايا التعذيب في دار أيتام، مناشدًا الرئيس عبد الفتاح السيسي العمل على إنشاء "دار رعاية وطنية كبرى" للأيتام، على غرار مشروع الاهتمام بأطفال الشوارع، المطروح ضمن مشاريع صندوق "تحيا مصر"، الذي أوصى به الرئيس. 
ثم في مارس/آذار عام 2021، وقف الأمين بجوار محافظ بني سويف ووزيرة التضامن الاجتماعي المصرية نيفين القباج، لافتتاح دار "الأيدي الأمينة"، المخصصة لرعاية الفتيات والتابعة لمؤسسته. في المحافظة نفسها، وفي اليوم نفسه وضع الأمين حجر أساس مجمع "المستقبل الأمين" لرعاية الأيتام وكبار السن.
لكن سلسلة "إحسانات" محمد الأمين انتهت أول من أمس، في 8 يناير/كانون الثاني 2022، بعدما صدر قرار بسجنه 4 أيام على ذمة التحقيق في قضية تتعلق بتهمة الاتجار في البشر والاعتداء على فتيات في دارَي أيتام أسسهما في محافظة بني سويف.
بشكل غامض، لم يصدر خبر القبض على الأمين من قبل النيابة العامة المصرية، بل إن مصادر صحافية عدة كشفت أن خبر توقيفه وُزّع على رؤساء تحرير الصحف والمواقع التابعة للمخابرات العامة عبر مجموعة على "واتساب"، تضم رؤساء التحرير ويديرها العقيد أحمد شعبان، المسؤول الأول عن وسائل الإعلام داخل جهاز المخابرات. 
لكن من هو محمد الأمين؟ وكيف انتهى به المطاف موقوفاً بتهمة الاتجار بالبشر؟

الأمين، مؤسس مجموعة قنوات "سي بي سي"، و"مودرن"، ووكالة الأخبار العربية AUA، وقناة "النهار"، كما كان شريكاً في مجموعة "عامر غروب".
دخل رجل الأعمال محمد الأمين مجال الإعلام بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، بإنشائه باقة فضائيات CBC، ثم تبعها بقناة ثانية "CBC دراما" ثم ثالثة CBC+2. وفي سبتمبر/ أيلول 2011، اشترى 85 في المائة من قناة "النهار" وقناة "النهار دراما"، لكنه تركهما فيما بعد، ثم اشترى مجموعة قنوات "مودرن" ("مودرن سبورت" – "مودرن كورة" – "مودرن حرية"). وكان للأمين دور بارز في دعم انقلاب 30 يونيو/ حزيران عام 2013، إذ قدم دعماً مالياً كبيراً للنظام، وفتح قنواته التلفزيونية للمخابرات العامة التي استحوذت بعد ذلك على كل أسهمه فيها.

صدر قرار بسجن الأمين بتهمة الاتجار في البشر والاعتداء على فتيات في دارَي أيتام أسسهما

اعتقال النظام الحالي لرجال الأعمال والإعلام التابعين له لم يبدأ مع محمد الأمين فقط، بل سبقته وقائع عدة. فقبل أيام من القبض على الأمين، ألقي القبض على الإعلامي توفيق عكاشة، رئيس مجلس إدارة قناة "الفراعين" الفضائية، داخل مطار القاهرة الدولي، على خلفية تنفيذ عدة أحكام قضائية في قضايا نفقة سابقة.
قبل تلك الواقعة بأشهر عدة، وتحديدًا في يونيو/حزيران 2021، ألقت قوات الأمن المصرية القبض على رجل الأعمال حسن راتب، مالك قناة "المحور"، لاتهامه بتمويل عمليات التنقيب عن الآثار التي كان يضطلع بها النائب السابق علاء حسانين المعروف بـ"نائب الجن والعفاريت".
وأحيل راتب و21 آخرون، جميعهم محبوسون عدا اثنين هاربين، إلى محكمة الجنايات، بعد اتهام حسانين بتشكيله وإدارته عصابة بغرض تهريب الآثار إلى خارج البلاد، وإتلافه آثارًا منقولة بفصل جزء منها عمدًا، واتجاره في الآثار واشتراكه مع مجهول بطريق الاتفاق في تزييف آثار بقصد الاحتيال.
ووجهت النيابة العامة لحسن راتب تهمة الاشتراك مع حسانين في العصابة التي يديرها، بتمويلها لتنفيذ خططها الإجرامية، وكذلك اشتراكه معه في ارتكاب جريمة إجراء أعمال حفر في أربعة مواقع، بغرض الحصول على الآثار من دون ترخيص والاتجار فيها، بينما اتُهم باقي المتهمين بالانضمام إلى العصابة المشار إليها، وإخفاء البعض منهم آثارا بقصد التهريب، وإجرائهم أعمال حفر في المواقع الأربعة المذكورة.
وكان راتب قد أعلن في 2018، بحضور وزيرة التضامن المصرية، آنذاك، غادة والي، التبرع بثلث ثروته لجمعية خيرية لدعم الإبداع في إطار استراتيجية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة. الأمين وراتب وغيرهما من رجال الأعمال وملاك الإعلام المصري كانوا من أوائل المتبرعين لصندوق "تحيا مصر" استجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في يوليو/تموز 2014، وبلغ إجمالي التبرعات آنذاك نحو 5 مليارات و594 مليون جنيه (حوالي 355 مليون دولار)، موزعة على تحويلات نقدية بشيكات وتبرعات عينية.

سوشيال ميديا

التحديثات الحية

جدل حول حبس محمد الأمين ذراع المجلس العسكري لضرب ثورة يناير

وكانت في مقدمة المتبرعين عائلة ساويرس بواقع 3 مليارات جنيه (190 مليون دولار)، ثم رجل الأعمال محمد الأمين بقيمة نصف أسهمه في مجموعة "عامر غروب"، بواقع مليار و200 مليون جنيه (76 مليون دولار)، ورجل الأعمال منصور عامر، صاحب مجموعة "عامر غروب"، بواقع 500 مليون جنيه (32 مليون دولار). 
كما تبرع رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، رئيس مجموعة "حديد المصريين"، بنحو 114 مليون جنيه (7 ملايين دولار)، ورجل الأعمال أيمن الجميل، رئيس مجموعة "كايرو ثري إيه"، بواقع 150 مليون جنيه (9 ملايين دولار)، ورجل الأعمال محمد أبو العينين، رئيس مجموعة "سيراميكا كليوباترا"، بـ250 مليون جنيه (15 مليون دولار) قيمة منشآت تعليمية سيلتزم بها، ورجل الأعمال حسن راتب، رئيس مجموعة أسمنت سيناء، بنحو 100 مليون جنيه، إلى جانب إعلان جمعية مستثمري بدر برئاسة المهندس علاء السقطي إنشاء شركة قابضة للتنمية بواقع 200 مليون جنيه (12 مليون دولار).