"ليلة كأس الماء": حرب مصغرة وتمرد نسائي

في أول روائي طويل له بعنوان "ليلة كأس الماء" (ترجمة حرفية للعنوان الفرنسي La Nuit Du Verre D’Eau)، يعود كارلوس شاهين إلى عام 1958، في لحظة اندلاع حربٍ أهلية سيُكتشف سريعاً أنّها مُصغّرة، خاصة مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية في 13 إبريل/ نيسان 1975.

صيف ذاك العام، السابق بعامٍ واحدٍ على ولادته، تمضي 3 شقيقات إجازتهنّ في قرية نائية في الجبل اللبناني: ندى المتمرّدة، وإيفا الرومانسية، وليلى أكبرهنّ سنّاً، التي يُقدّرها الجميع. لكنْ، في ذاك الصيف، تقترب الحرب من القرية الريفية الهادئة، ما يجعل سكّانها يشعرون بخطر ما، ويصل إليها شخصان فرنسيان. هذا كلّه يدفع ليلى، الأم والزوجة المثالية، إلى التخلّص من المظاهر، والتمرّد على المجتمع الأبوي/ البطركي، الذي يُبقيها تحت سيطرته.

أحد الفرنسيَّين سيرتبط بعلاقة حبّ مع ليلى، المرأة الشابّة، التي لم تعثر في زوجها على ملاذٍ أو مكانٍ آمن، في بيئةٍ ضاغطة اجتماعياً وتربوياً وسلوكياً. تُصبح هذه العلاقة المحرَّمة "أكثر من قصّة حبّ حقيقية، قائمة على التبادل في المشاعر بين شخصين"، كما يكتب سيدريك لوبين في موقعه الخاص على صفحة Le Club De Mediapart (2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022)، بعد 4 أيام على فوز الفيلم بجائزة الجمهور، في الدورة الـ44 (21 ـ 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2022) لـ"مهرجان البحر الأبيض المتوسط في مونبيلييه (سينيماد)". يُتابع لوبين قوله إنّ كارلوس شاهين "يأخذ وقتاً كافياً ليصف صورة اجتماعية مُصغّرة على أنها انعكاس أكبر للانقسامات التي تتطوّر في البلد كلّه (لبنان)"، مُضيفاً أنّ هذه "وجهة نظر" ستُثير "تفكيراً ثرياً في تاريخ لبنان، من خلال التدرّج الدقيق الذي يترك مكاناً حقيقياً للشخصيات في نظام اجتماعي أوسع، خاصة بالنسبة إلى النساء".

يُمثّل في "ليلة كأس الماء" (إنتاج فرنسي لبناني، 2022، 85 دقيقة) مارلين نعمان وجوي حلّاق وناتالي باي وبيار روشفور وأحمد قعبور وكريستين شويري وطلال الجردي. سيناريو كارلوس شاهين، بالتعاون مع تريستان بونوا، واستشارة ماغالي نِغْروني وأن ـ لويز تريفيديك. تصوير: توماس باتاي. مونتاج: غلاديس جوجو. موسيقى أصلية: أنتونان تاردي. كاستينغ: نيكول كاماتو. إنتاج جهات فرنسية ولبنانية عدّة، منها: "أرجوان للإنتاج" (سابين صيداوي، المنتجة المنفّذة).