لا للعمل مع مُنبطحٍ أمام إسرائيل

02 أكتوبر 2020
آن ماري جاسر: لا للتطبيع (ماتّ كارّ/Getty)
+ الخط -

 

ليس سهلاً على فلسطينيّ، يفقد أرضه ويُزوَّر تاريخه وتُصادر حياته، أنْ يُسلِّم بتطبيعٍ بين طرفين، أحدهما عربيّ والآخر إسرائيليّ، يسرق أرضه ويُزوِّر تاريخه ويُصادِر حياته. الاتفاق الحاصل بين الإمارات العربيّة المتحدّة والكيان الإسرائيلي المحتلّ، وفيه اتفاق تعاون سينمائيّ بينهما أيضاً، يُثير لدى الفلسطينيّ غضباً جديداً، لن يحول دون التزامه قناعاتٍ له منبثقة من تاريخ وجغرافيا وتراثٍ وثقافة وحياة وحقّ.

اتفاقٌ كهذا يدفع سينمائيات وسينمائيين فلسطينيين، مُقيمين في فلسطين المحتلّة وخارجها، إلى إطلاق نداءٍ يُطالِب، ببساطة شديدة، بما هو أعمق وأهمّ: التنبيه الدائم إلى الحقّ الفلسطيني، وإلى احتلاله من قِبل كيانٍ عنصريّ. يتضمّن النداء سرداً مختصراً لحكاية الفلسطيني مع المحتلّ، ولتحدّيات السينمائيّ الفلسطيني مع مصاعب الإنتاج والعمل، وللعلاقة التي تربطه بالسينما العربيّة، وللإنجازات السينمائية الفلسطينية المصنوعة رغم المصاعب كلّها. ويُطالِب، في نهاية فقراته القليلة والمكثّفة ـ المبتعدة عن ثرثرة لا طائل منها، بهدف قول المُفيد رغم أنّه معروفٌ لكنّه مُغيَّب من أذهانِ عربٍ كثيرين ـ بالكفّ عن التعامل مع محتلّ، وبالانفضاض عن كلّ تواصل مع أنظمةٍ تستهتر بحقوق الناس للتمكّن من تثبيت سلطاتها، في زمن متغيّرات تعيشها بلدان ومجتمعات عربية.

 

 

يدعو هؤلاء زملاءهم في دولة الإمارات العربية، وفي دول العالم العربي والسينمائي، إلى نبذ "الشراكة مع سينما المستعمِر"، وإلى رفض العمل مع أيّ "مؤسّسة سينمائية في أبوظبي أو الوطن العربي تعقد اتفاقات مع المستعمِر المحتلّ الإسرائيلي". يُطالِب النداء بعملٍ جدّي "لقيام مؤسّسات وشراكات عربيّة لدعم السينما الفلسطينية والعربية".

بهذا، يطرح النداء، مواربة وبوضوح في آنٍ واحد، مسألتين أساسيتين: كيفية مواجهة الانبطاح العربي، ثقافياً وفنياً وحياتياً واجتماعياً وسياسياً وإعلامياً واقتصادياً. أمام البطش الإسرائيلي؛ و"غياب" شبه كامل لأي تعاون سينمائي (وغير سينمائي) عربي ـ عربي. ورغم أنّ المسألتين محتاجتان إلى نقاشٍ أعمق، فالنداء يقول بهما، كأنّه يُحرِّض، ضمناً، على ضرورة البحث فيهما، نظرياً وعملياً في آنٍ واحد.

المساهمون