كيف غيرت الحرب طريقة استخدام التطبيقات في أوكرانيا؟

06 مارس 2022
حمّل الأوكرانيون تطبيق "ستارلينك" (نيكولاس كوكوفليس/Getty)
+ الخط -

غيّرت الحرب الروسية على أوكرانيا طريقة التعامل مع مختلف التطبيقات والمنصات على الإنترنت، فتبدلّت شعبية المواقع، تماماً كما غيرت الشركات نفسها طريقة عملها لتتماشى مع التطور السريع للأحداث.

على سبيل المثال، توجّه الأوكرانيون منذ بدء الغزو إلى تطبيقات الخرائط غير المتصلة بالإنترنت وتطبيقات الدردشة المشفرة. 

أما شركات التكنولوجيا الكبرى، فتتعامل مع هذه الحرب بشكل يختلف تماماً عن تعاملها مع الحروب الأخرى التي شهدتها الألفية الجديدة. فتسعى المنصات إلى تغيير محتواها والخدمات التي تقدمها وتعديل استراتيجياتها.

الأولوية للتشفير وعدم الاتصال بالإنترنت

وفقاً لما نقله موقع "تيك كرانش" عن بيانات شركة "آبتوبيا" لتحليل متاجر التطبيقات، نزّل الأوكرانيون على مدار الأيام الأخيرة تطبيقات اتصال متنوعة وخرائط غير متصلة بالإنترنت، بالإضافة إلى التزود بما يمكّنهم من مواكبة آخر الأخبار والمعلومات، مثل "تويتر" وإذاعات الراديو.

والتطبيقات الخمسة الأولى في متجر iOS في أوكرانيا حالياً هي "سيغنال" و"تيليغرام" و"تويتر" وتطبيقات التراسل غير المرتبطة بالإنترنت "زيلو" و"بريدجفاي". 

وتشمل قائمة التطبيقات العشرة الأكثر تنزيلاً كلاً من "واتساب" و"مابس مي"، وهو تطبيق خرائط غير متصل بالإنترنت، تجاوز بست مراتب تطبيق "غوغل مابس" الشهير. 

وقفز تطبيق خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك"، من "سبايس إكس" التي يملكها رجل الأعمال إيلون ماسك، 39 مرتبة نحو الأعلى بعدما أعلن ماسك إتاحة الخدمة في البلاد.

وشهد تطبيق "تليغرام" زيادة كبرى في التنزيل خلال الأيام الأخيرة، بنسبة 25 في المائة خلال أيام قليلة جداً، سواء في "آب ستور" أو "غوغل بلاي".

وشهد تطبيق التراسل في وضع عدم الاتصال "بريدجفاي" قفزة هائلة في عمليات التنزيل تجاوزت نسبتها 4730 في المائة.

وتقدمت تطبيقات البث الإذاعي مثل "راديوس يوكرين" و"سيمبل راديو" إلى أعلى تصنيفات متجر "آب ستور" أيضاً، وباتت تحتل الآن المراتب 19 و21 على التوالي.

المنصات تقاوم وتتضامن

ويواجه الأوكرانيون الغزو الروسي على جبهتين: على الأرض وعلى الإنترنت. فعلى الشبكة تغرق وسائل التواصل الاجتماعي بالمنشورات والصور ومقاطع الفيديو التي تكشف حقيقة ما يجري على الأرض.
وأعلنت صفحات كثيرة حول العالم تضامنها مع الشعب الأوكراني من خلال تغيير رموز التطبيقات والصور والأغلفة إلى ألوان العلم الأوكراني الأزرق والأصفر. بينما اختارت تطبيقات أخرى استحداث لافتة ترحيب، عند الدخول إليها، تحمل عبارة "أوكرانيا تحتاج إلى دعمك"، كتحفيز لتقديم الدعم المالي للاجئين.
أما في الداخل الأوكراني، فتكيفت المنصات مثل المواطنين مع الغزو، من خلال تعديل أولوياتها لمقاومة الغزو الروسي، يقول موقع "ذا فيردج". 

وتطوع العاملون في صناعة التكنولوجيا في البلاد في ما يسمى "المقاومة الإلكترونية" على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبالإضافة إلى إرسال الإشعارات وتقديم الخدمات، كان لدى المنصات الأوكرانية هاجس تأمين الخوادم خارج أوكرانيا للحفاظ على تشغيل التطبيقات في مستقبل غير مؤكد.

"تيك توك" ساحة معركة أخرى

مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، لجأ المستخدمون الشباب إلى تطبيق "تيك توك"، لمتابعة الأحداث. وارتفعت شعبية التطبيق كثيراً خلال الأيام الماضية، بسبب النقل المباشر للأحداث، ونشر مقاطع فيديو حية من مختلف المدن الأوكرانية. واستخدم التطبيق مؤثرون روس للمطالبة بالسلام، والتعبير عن موقفهم المناهض للحرب.

وبالرغم من أن انضمام "تيك توك" إلى الحرب صحيح، لكن هذه ليست الحرب الأولى التي تُغطى من دون تعديل أو فلاتر.

فمنذ عام 2011، أي قبل أكثر من عقد، غطت مواقع التواصل لحظة بلحظة ما يجري في ساحات القتال في سورية واليمن وفي ساحات التظاهرات في العالم العربي، من مصر إلى السودان، ومن الجزائر إلى باقي الدول العربية. 

واستخدم العرب الوسوم والصور والمقاطع والكلمات لفضح وحشية الأنظمة والجيوش من دون تعديل أو تصفية أيضاً.

 

في حديث مع شبكة "سي أن أن"، ترفض الأستاذة المساعدة للعلاقات الدولية في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، ليسيل هينتز اعتبار هذه الحرب مختلفة عن غيرها من الحروب التي عرفها العالم في السنوات الأخيرة، من ناحية استخدام التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي: "نعم، هناك (تيك توك). نعم، ربما هناك المزيد من المستخدمين على المنصات وربما انتشار أوسع للإنترنت على عكس اليمن أو سورية... لكن، بشكل عام، الطريقة التي تنشر فيها المعلومات ليست جديدة. فنحن لا نشهد تطوراً يغير ساحة نشر المعلومات تماماً، كما حصل مع الهواتف المزودة بكاميرات".

المساهمون