كيف شجعت "طوفان الأقصى" المصريين على مقاطعة شركات داعمة للاحتلال؟

30 أكتوبر 2023
جاءت الحملة تعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني (محمد عبد الغني/ رويترز)
+ الخط -

انطلقت في مصر حملات لمقاطعة العلامات والمنتجات الأميركية والأوروبية الشهيرة والمعروفة بدعمها لدولة الاحتلال الإسرائيلي، رداً على الاعتداءات المتواصلة والمجازر التي يرتكبها في قطاع غزة منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل الحالي.

وبدأت الدعوات للمقاطعة عبر منصات التواصل كنوع من التضامن مع أهالي القطاع، نظراً لإغلاق معبر رفح وصعوبة دخول المعونات والمساعدات الإنسانية، وقمع التظاهرات والفعاليات من قبل النظام، وكنوع من التعبير عن غضب المصريين من الانتهاكات في حق الفلسطينيين.

وتوسعت حملات المقاطعة، وتبنتها مؤسسات ونقابات مصرية، آخرها نقابة المحامين، التي دعا مجلسها، الأربعاء الماضي، لتبني سياسة المقاطعة، كتعبير عن الغضب بسبب الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق أهل غزة.

وحثّ رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء" محمود العسقلاني المصريين على المقاطعة وتشجيع المنتجات المحلية، وذلك في لقاءات تلفزيونية وتصريحات صحافية متعدّدة.

وانتشرت على مواقع التواصل في بداية الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع صور لجنود إسرائيليين يحملون وجبات من سلاسل أميركية شهيرة مثل "ماكدونالدز" و"بيتزا هات"، وهو ما أشعل غضب المستخدمين العرب والمصريين وشجّعهم على إطلاق حملات مقاطعة لتلك العلامات.

وحاولت العلامات الأميركية والأوروبية التي لها فروع في مصر تجنب المقاطعة، من خلال حملات مضادة بنشر صور العلم الفلسطيني مع منتجاتها من دون أن يجدي ذلك نفعاً.

وعلى موقع "فيسبوك"، تساءل الصحافي محمد عبد الرحمن عن طبيعة العلامات والمنتجات الواجب مقاطعتها، وقال: "سؤال جاد، في فقه المقاطعة، هل احنا مقاطعين البراندات اللي أعلنت مباشرة عن دعمها للكيان؟ ولا البراندات الأمريكاني والأوروبي عموما؟".

ونشرت عبير رشاد فيديو توضيحي لتأثير المقاطعة على العلامات التجارية الداعمة للاحتلال في البورصات العالمية، وكتبت: "شوفوا نتيجة المقاطعة احنا طلعنا قوة لا يستهان بها يا ريت نكمل وما ننساش ان بينا وبينهم ثأر. الشركات دي ضدنا وما ينفعش نساهم في بنائها وهي بتهدنا".

ونشر المنتج محمد العدل منشوراً يوضح غلق فروع مطاعم أميركية شهيرة، وكتب تعليقاً مختصراً قال فيه: "نتيجة المقاطعة".

بينما أعربت إسراء عبد الحافظ عن سعادتها بتجاوب الأطفال والشباب مع حملات المقاطعة رغم تخاذل الأنظمة والحكومات، ودونت: "الواحد حقيقي مبسوط أن الناس في كل مكان متجاوبة مع حملات المقاطعة والولاد الصغار المتأثرين بالموضوع وبيستبدلوا المنتجات بمنتج مصري... عاش يا مصريين ويا شعوب العالم الحر دعمكم لقضيتنا جميعا كشعوب حرة رغم تخاذل حكامنا".

ولفت البعض لجوانب إيجابية عدة للمقاطعة، خاصة الإقبال على المنتجات المحلية، والتي شهدت مبيعاتها انتعاشاً كبيراً نظراً للإقبال عليها كبديل معقول، وكتبت رحمة فتحي: "طب والله بلا مبالغة او تريقة أنا ذهلت فعلا لما عرفت ان الشوكلاتة دي مصرية بعد حوار المقاطعة أول مرة شوفتها ولا خطر علي بالي أنها مصرية، بالعكس أول انطباع جالي عنها ان تلاقيها حاجة مستوردة من سويسرا أو بلجيكا وهتطلع غالية!".

ووافقتها المخرجة نيفين شلبي في أهمية استغلال المقاطعة لدعم المنتج المحلي، وعلقت: "لعله خيرا... المقاطعة اللي احنا بنعملها مش بس لدعم اخواتنا في فلسطين لا كمان بتدعم الاقتصاد الوطني على المدى البعيد. اه ممكن تضر بعض التجار والعاملين في بعض المطاعم، بس الأرزاق في الأول والآخر بيد ربنا... احنا تقريبا عندنا أغلب الحاجات ممكن تكون مش بنفس الجودة بس ايه المشكلة وفيه بدائل صيني كتير كمان... ودي أقل حاجة ممكن نساعد بيها".

وشاركهم أحمد شعيب الرأي، وقال: "عايزين بس نؤكد ان المقاطعة دي مستمرة على طول... كفاية دعم ومكسب لشركات غير الشركات المصرية... دعمك لمنتج بلدك هيفرق كتير في اقتصادها فخليك بس عارف ان المقاطعة دائمة مش يومين وخلاص".

ولفتت هبة عبد الجواد لتحول المقاطعة إلى ثقافة يومية في حياة المصريين، وكتبت: "المقاطعة في مصر تحولت إلى لغة يومية، أصبحت الجملة الأكثر تداولًا (معانا ولا مش معانا) ربما يظهر أثر المقاطعة اقتصاديًا بعد تبنيها مدة طويلة، أما أثرها علينا معنوياً ظهر من الآن: اختفى التهافت على وهم المستورد، وظهر معه الشعور بالندية والشعور بالإمكان الذي أهدته لنا طوفان الأقصى".

ومع التضييق الشديد وحظر شركة "ميتا"، مالكة "فيسبوك" و"إنستغرام"، لكل المحتوى والحسابات التي تنشر عن المجازر التي يرتكبها الكيان في قطاع غزة، أخذت المقاطعة بعداً آخر، وطالب البعض بمقاطعة تلك المنصات ولو ليوم واحد.

وكتب المحامي أحمد أبو العلا ماضي: "شركة ميتا دعمت الكيان الصهيوني وبتكيل بمكيالين وهناك حملة لمقاطعة فيسبوك وإنستغرام لمدة 24 ساعة يوم غد 30 أكتوبر لموقفهم المخزي من غزة وفلسطين ودعمهم للاحتلال الصهيوني. أدعوكم للانضمام لهذه المقاطعة".

المساهمون