هاجمت الممثلة والكوميدية بلانش غاردان في رسالة نشرتها على صفحتها على "فيسبوك"، الخميس الماضي، الملياردير جيف بيزوس مالك شركة أمازون، من خلال رفضها العلني للمشاركة في برنامج يعرض على منصة تمتلكها الشركة، كرسالة احتجاج على ممارساتها. ولم تتأخر "أمازون" في الردّ على غاردان، وذلك في بيان صحافي صدر يوم الأحد.
"العزيز جدّاً جدّاً السيد بيزوس، يؤسفني أن أرفض دعوتكم للمشاركة في الموسم المقبل من لعبة لول (برنامج تلفزيوني) الذي يُعرض على منصتكم أمازون. لقد فهمت جيداً أن التصوير سيتمّ خلال يوم واحد فقط، وفي هذا اليوم، لدي موعد عند طبيب الأسنان. وأنت، كونك صاحب ثالث أكبر ثروة في العالم، تعلم جيداً، أننا نحتاج إلى أسنان قوية وطويلة من أجل تحقيق النجاح في هذا العالم".
بهذه الكلمات بدأت الممثلة والكوميدية الفرنسية، بلانش غاردان، رسالتها الموجهة إلى مالك "أمازون" جيف بيزوس.
"لول: من يضحك، يخرج!"، برنامج تلفزيوني فرنسي يُعرض على منصة أمازون برايم منذ عام 2021. وهو مقتبس عن نسخة يابانية بدأت عام 2016، واستنسخت في أكثر من دولة حول العالم.
تقوم فكرة البرنامج على دعوة 10 كوميديين ليمضوا ست ساعات سويّاً، ومهمة كل واحد منهم إضحاك الآخرين وعدم الضحك، فمن يضحك يخسر. وكل مشترك من هؤلاء العشرة يختار جمعية خيرية يلعب في سبيلها. يحصل الرابح على مبلغ 50 ألف يورو (نحو 55 ألف دولار)، بينما يتلقى الباقون خمسة آلاف يورو (نحو 5500 دولار). بدأ عرض الموسم الأول من النسخة الفرنسية من البرنامج في إبريل/نيسان من عام 2021، بينما عرض الموسم الثالث في مارس/آذار من العام الحالي.
أثار منشور غاردان ضجة، وأعاد الجدل حول شركة أمازون. فهذا الرفض العلني للمشاركة في البرنامج جاء اعتراضاً على سلسلة من الأمور وتسجيلاً لموقف: "سأكون محرجة من تقاضي مبلغ 200 ألف يورو (نحو 220 ألف دولار) مقابل يوم عمل واحد، حتى لو خسرت في اللعبة، بينما ستحصل الجمعية الخيرية التي سأختارها على 50 ألف يورو، أي أربع مرات أقل، ومن جديد، ذلك فقط في حال فوزي". وأضافت: غاردان "نعم، سأكون مُحرجة، من أجل 8 ساعات عمل، أن أتقاضى هذا المبلغ المُخيف".
لكن اعتراض الكوميدية الفرنسية على هذا المبلغ يتمحور حول ممارسات "أمازون" التي ستدفع هذا المبلغ لكنها في المقابل "لا تدفع الضرائب في فرنسا... تُساهم بـ55.8 مليون طن من غازات الاحتباس الحراري سنويّاً... تستخدم يداً عاملة من معسكرات اعتقال الإيغور... تقضي على الوظائف الصغيرة... تخلق وظائف من خلال تدمير فرص عمل أخرى في حين أن الوظائف التي تقدمها هي أعمال شاقة في ظروف غير إنسانية، حيث تتمّ معاملة الموظفين مثل الروبوتات..."
بعد أيام من هذه الاتهامات، ردّت الشركة من خلال بيان صحافي على أبرز ما علقت عليه غاردان، مستنكرة "الكلام غير الدقيق والخاطئ". فالشركة بحسب بيانها " تدفع ما يتوجب عليها من ضرائب في فرنسا، وقد بلغت مليار يورو في عام 2021، كما أنها توفر لموظفيها في فرنسا الذين يزيد عددهم عن الـ20 ألف بيئة عمل آمنة وحديثة، برواتب تنافسية ومزايا اجتماعية ممتازة". كما أشارت "أمازون" في البيان إلى التزامها ببرنامج لمكافحة التغير المناخي، بهدف تحقيق حياد كربوني مع حلول عام 2040.