كواليس وقف شركة المخابرات المصرية التعامل مع مخرج "نسل الأغراب"

15 مايو 2021
انتُقد أداء أحمد السقا وأمير كرارة في "نسل الأغراب" (فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت "المتحدة للخدمات الإعلامية"، وهي شركة يملكها جهاز المخابرات العامة في مصر، وقف التعامل مع المخرج وكاتب السيناريو محمد سامي، بعد الانتقادات والسخرية التي قوبل بها مسلسله "نسل الأغراب" الذي عُرض خلال شهر رمضان.

مسلسل "نسل الأغراب" من بطولة مي عمر (زوجة محمد سامي)، وأمير كرارة، وأحمد السقا. وتبدأ الأحداث بمشاجرة راح ضحيتها أكثر من نصف عائلتي "غفران" (أمير كرارة) وعساف الغريب (أحمد السقا). يخرج "عساف" من السجن، محاولاً إعادة توازن القوى بينه وبين عدوه اللدود "غفران"، خاصة أن الأخير أصبح مركز القوى في البلد، وتزوج "جليلة" (مي عمر) حبيبة "عساف" وطليقته.

في الحلقة الأخيرة من المسلسل، تقف "جليلة" وسط أهل القرية، وتحاول الاستنجاد بهم ضد "عساف" و"غفران" اللذين قتلا أولادها وأخوتها، وتقول إنهما يحرقان في الأرض ويستبدّان فيها، وتحثهم على الثورة وتخليص البلد منهما ومن ظلمهما. يصيح أهل البلد مطالبين بقطع رقبة "عساف" و"غفران"، ثم يسيرون بالمشاعل إلى سرايا "غفران"، فيحرقونها ويقتلون كل الموجودين فيها، وهو المشهد الذي يحاكي مشهد النهاية في الفيلم المصري "شيء من الخوف".

وواجه فيلم "شيء من الخوف" (1969)، من تأليف ثروت أباظة وإخراج حسين كمال، مشكلة مع الرقابة التي اعتبرت أنه إسقاط سياسي على النظام المصري آنذاك، وأن شخصية "عتريس" (محمود مرسي) هي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومنعت عرضه، ثم سمح الأخير لاحقاً بعرضه بعدما شاهده.

وبحسب مصدر مقرب من مؤلف "نسل الأغراب" ومخرجه، فإن محمد سامي لم يكن يقصد أي إسقاط سياسي في مسلسله، لكنه كان متأثراً بقصة "عتريس" و"فؤادة" (شادية) في فيلم "شيء من الخوف" وحاول تقليدها. وقال المصدر نفسه إن بعضهم ربطها بقصة الصراع على السلطة في مصر بعد ثورة يناير/ كانون الثاني عام 2011، ورأى أن المؤلف وضع مي عمر موضع مصر في القصة، وأن الصراع يدور بين البطلين للفوز بها، وهو ما أعجب محمد سامي، واعتبره تعميقاً لقصته.

أشار المصدر نفسه إلى حوار صحافي أجراه سامي أخيراً مع صحيفة "الوطن"، التابعة أيضاً لـ"المتحدة للخدمات الإعلامية"، قال خلاله إنه كان يقصد مصر بشخصية "جليلة"، وأضاف أنّ من الجائز أنّ حديثه لم يعجب المسؤولين، فمنع نشر الحوار، وصدر قرار وقف العمل معه، ولا سيما أن المشهد الأخير من المسلسل بدا كأنه "ثورة على الظلم".

وأكد مصدر في المسلسل في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد"، أن فشل العمل لم يكن سبباً في إيقافه، لكن ما حصل، أن المخرج محمد سامي وقّع مع تامر مرسي على تنفيذ "نسل الأغراب"، وسلّم المخرج 13 حلقة فقط، ولضيق الوقت عرضت بعض الحلقات مباشرة من دون تمريرها على الرقابة، وقد حملت مشاهد معيّنة "إساءة بالغة إلى جهاز الداخلية في مصر حيث انتصرت البلطجة عليها وهو ما يخالف توجهات الشركة، وبالطبع لم يستطع تامر مرسي فعل شيء، وقد وقعت بين تامر والمخرج محمد سامي، وأعلن هذا الأخير أنه لا يقصد الإساءة إلى الداخلية".

وكان العمل قد تعرّض بعد نهاية عرض كل حلقة منه، على مدار ثلاثين يوماً، لهجوم شديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين انتقدوا أداء كرارة والسقا واستعانة المخرج بزوجته الممثلة مي عمر وشقيقته الممثلة ريم سامي في أدوار لم تناسبهما. ووصف الكثيرون قصة المسلسل التي كتبها سامي بأنها خيالية، ولا تمت إلى المجتمع الصعيدي بأي صلة.

وقال الناقد الفني طارق الشناوي، في تصريح تلفزيوني سابق، إن المنافسة الشديدة بين بطلي العمل، السقا وكرارة، تسبّبت بإفراط في المبالغة في أدائهما. وأوضح الشناوي أن إطلالة مي عمر ودورها لم يكونا متناسبين.

وقال الناقد نادر عدلي، في تصريحات صحافية منسوبة إليه، إن بطلي العمل يعاب عليهما الأداء المبالغ فيه، مؤكداً أن الشخصيات غير واضحة المعالم.

جدير بالذكر أن سامي تولى إخراج فيلم "سري للغاية" الذي انفرد "العربي الجديد" بقصة إنتاجه، بداية من نص كتبه المؤلف الراحل وحيد حامد، وحتى التخلص منه، لأنه لم يعجب الرئيس عبد الفتاح السيسي. وكان الفيلم يحكي أحداث ما بعد انتخاب الرئيس الراحل محمد مرسي حتى الانقلاب عليه.

 
المساهمون