في المرحلة الحالية، يتزايد التركيز على أهمية الكولاجين ومختلف الوسائل التي تساعد على تحفيز إنتاج الكولاجين وزيادة معدلاته للحفاظ على بشرة شابة ونضرة. وفق ما يوضحه أخصائي البشرة، الدكتور حسين ياسين، الكولاجين عبارة عن بروتين يشكل مكوّناً أساسياً في البشرة، وهو موجود في الأنسجة والمفاصل والجلد والعين أيضاً، تماماً كما بالنسبة إلى حمض الهيالورونيك الذي لا يمكن الاستهانة بأهميته. ما يفسّر التركيز عليه في العديد من التقنيات التجميلية ومستحضرات العناية بالبشرة.
فالكولاجين كفيل، مع الإيلاستين، بالحفاظ على صحة البشرة شبابها، هذا فيما نبدأ بخسارته تدريجاً من بداية الثلاثينيات ما يؤثر على الأربطة فتصبح مشدودة بمعدل أقل. كما أن تراجع معدلات الكولاجين يرتبط بشكل وثيق بتراجع معدلات الدهون التي تعطي البشرة مظهرها الشاب والنضر فتنتقل إلى مواضع أخرى غير مرغوب بها وتتكدس فيها، كالذقن مثلاً. شيئاً فشيئاً تزيد معدلات الترهل إثر ذلك، فخسارة الكولاجين تحصل على المستويات كافة في البشرة والأربطة، كما تخف كثافة العظام. وفي الوقت نفسه تذوب الدهون، من طبقات مختلفة في الجسم. علماً أنه بقدر ما تزيد معدلات الكولاجين في البشرة تبدو البشرة مشدودة أكثر، وأكثر رطوبة أيضاً ونضارة، كما تخف فيها التجاعيد عندها.
في السنوات الأخيرة، برزَت تقنيّات تجميلية عديدة سُوّق لها لاعتبارها تؤمن الكولاجين للبشرة، بعد أن أثبتت أهميته في الحفاظ على شبابها. فتعددت التقنيات بين حقن الكولاجين والحقن المحفزة على إنتاج الكولاجين والعقاقير التي يهرع كثيرون لتناولها لاعتبارها تؤمن الكولاجين الذي تحتاجه البشرة. في الواقع، يقلل ياسين من أهمية عقاقير الكولاجين لاعتبارها لا تصل إلى الجلد بهذه الطريقة، فهو لا يمتصها بالشكل المطلوب، وبالتالي ما من فائدة من تناولها بهدف تأمين الكولاجين للبشرة. فدورها في مثل هذه الحالة يقتصر على ترطيب البشرة لا أكثر. وبالتالي، كل ما يحكى عنها هدفه تسويقي ليس إلا، على حد قوله. كذلك بالنسبة إلى الكريمات.
في المقابل، تستفيد البشرة من الكريمات الغنية بحمض الهيالورونيك، وهي تحتاج إلى المكملات الغنية بالمعادن الضرورية لها والفيتامينات ومضادات الأكسدة بهدف دعم البشرة والحد من الأكسدة التي تضر بها، والتي تساهم في شيخوختها. أما حبوب الكولاجين، فمن الضروري أن تعرف المرأة أنها ليس فاعلة في الحد من التجاعيد وفائدتها تزيد بحسب المرحلة التي يتم البدء باللجوء إليها. فبقدر ما تبدأ المرأة باعتمادها في مرحلة مبكرة تكون أكثر فاعلية. إضافة إلى أنواع البشرة التي تلعب دوراً في ذلك أيضاً.
كون حبوب الكولاجين لا تفيد في الواقع في تزويد الجسم بالكولاجين المطلوب للحد من التجاعيد أو للحفاظ على بشرة شابة، يركز الدكتور ياسين على أهمية التقنيات التجميلية المحفزة لإنتاج الكولاجين في الجسم والتي لها الدور الأساسي الفاعل. ومن هذه التقنيات "البوتوكس" و"الفيلر"(مواد الحقن) والليزر، فهي تساعد على تجدد البشرة. كذلك تعتبر تقنية الـskin booster من تلك المعتمدة بكثرة بين المشاهير لما لها من أثر إيجابي واضح على نضارة البشرة إذْ تحفّز البشرة على إنتاج الإيلاستين والكولاجين ما يساهم في زيادة نضارة البشرة وجعلها أكثر شباباً. كذلك تبرز أهمية حمض الهيالورونيك في هذا المجال لزيادة مرونة البشرة وترطيبها وتحفيزها على إنتاج الكولاجين.
في الواقع، من هذه التقنيات المحفزة لإنتاج الكولاجين كلّها، لا يعتبر الدكتور ياسين أنه ثمة من لا يستفيد منها، لأن البشرة ستصبح نضرة حكماً ومشدودة ورطبة بمعدلات كافية، خصوصاً في حال الدمج مع تقنية الليزر أو مع تقنيات أخرى لشد العضلة تحت الجلد. لكن اللجوء إلى أي تقنية يرتبط حكماً بكل حالة وبنوعية الجلد وغيرها من العناصر التي تلعب دوراً.