"كليرفيو": الشرطة الأميركية استخدمت تقنيتنا للتعرف إلى الوجوه مليون مرة

28 مارس 2023
أقرت شرطة ميامي بأنها تستخدم برامج التعرف إلى الوجه (جوناثان فيري/ Getty)
+ الخط -

أجرت شركة كليرفيو المتخصصة بتقنيات التعرف إلى الوجه مليون عملية بحث لصالح الشرطة الأميركية، وفق ما كشف رئيسها التنفيذي هوان تون-ذات، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). 

وأفاد الرئيس التنفيذي لـ"كليرفيو"، اليوم الثلاثاء، بأنها تملك حالياً 30 مليار صورة مأخوذة من منصات بينها "فيسبوك"، وذلك من دون إذن أصحابها. هذه الشركة غرمت أكثر من مرة في أوروبا وأستراليا، على خلفية قضايا انتهاك الخصوصية.

ويقول منتقدون إن استخدام الشرطة لتقنية "كليرفيو" يجعل من الجميع أهدافاً محتملة، "فكلما حصلت على صورة لمشتبه به، قارنتها بصورتك، وهذا إجراء عدواني للغاية"، وفقاً لما صرّح به ماثيو جواراجيليا من " إلكترونيك فرونتير فونديشن" Electronic Frontier Foundation التي تعنى بالحقوق الرقمية وحرية التعبير على شبكة الإنترنت. ويريد الناشطون في مجال الحقوق المدنية من قوات الشرطة التي تستخدم "كليرفيو" أن تكون أكثر شفافية، ويطالبون بفحص الخوارزمية على يد خبراء مستقلين.

من جهة ثانية، لم تؤكد الشرطة الأميركية المعلومات التي كشفت عنها "كليرفيو". ولكن في توجه نادر، أقرت شرطة ميامي، لـ"بي بي سي"، بأنها تستخدم برامج التعرف إلى الوجه في كل أنواع الجرائم.

تسمح تقنية "كليرفيو" بتحميل صورة للوجه والعثور على ما يطابقها من قاعدة بيانات تضم مليارات الصور، ثم توفر روابط إلى مكان ظهور الصور المتطابقة على الإنترنت. تعتبر واحدة من أقوى شركات التعرف إلى الوجه وأكثرها دقة في العالم.

"كليرفيو" ممنوعة من بيع خدماتها لمعظم الشركات الأميركية، بعد رفع الاتحاد الأميركي للحريات المدنية (ACLU) دعوى قضائية ضدها أمام محكمة في إلينوي، بتهمة خرق قانون الخصوصية. لكن هناك إعفاء للشرطة، وقال تون-ذات إن برامج شركته تستخدم من قبل المئات من قوات الشرطة في أنحاء الولايات المتحدة كافة.

لا تكشف الشرطة في الولايات المتحدة بشكل روتيني عما إذا كانت تستخدم هذه البرامج، وهي محظورة في عدد من المدن الأميركية، بينها بورتلاند وسان فرانسيسكو وسياتل.

يذكر أن الحالات الموثقة لحصول أخطاء في تحديد الهوية باستخدام تقنيات التعرف إلى الوجه قليلة. ومع ذلك، فإن الافتقار إلى البيانات والشفافية حول استخدام الشرطة لهذه البرامج يعني أن الرقم الحقيقي لمثل هذه الحالات من المرجح أن يكون أعلى بكثير من المكشوف عنه. في حديث تون-ذات لـ"بي بي سي"، أكد إنه ليس على علم بأي حالات خطأ في تحديد الهوية باستخدام "كليرفيو". ووافق على أن الشرطة قامت باعتقالات خاطئة باستخدام تقنية التعرف إلى الوجه، لكنه عزا ذلك إلى "ضعف الشرطة".

المساهمون