كلفة اقتصادية هائلة لغزوات البرمائيات والزواحف

05 اغسطس 2022
كبدت غزوات ضفدع الثور الأميركي الدول خسائر ضخمة (Getty)
+ الخط -

أشارت نتائج دراسة جديدة إلى أنّ انتشار البرمائيات والزواحف خارج المناطق التي تنتمي إليها، في العقود الأخيرة، كلف الاقتصاد العالمي ما لا يقل عن 17 مليار دولار أميركي بين عامي 1986 و2020. 

تسلط النتائج التي نشرت يوم 28 يوليو/ تموز، في دورية ساينتفك ريبورتس، الضوء على الحاجة إلى سياسات أكثر فعالية للحد من انتشار غزوات البرمائيات والزواحف الحالية والمستقبلية. يمكن أن تؤدي غزوات الأنواع إلى أضرار بينها إزاحة أو انقراض الأنواع المحلية، وانتشار الأمراض، وخسائر المحاصيل. 

فحص المؤلفون التكاليف العالمية لغزو البرمائيات والزواحف باستخدام بيانات من قاعدة بيانات إنفاكوست التي تجمع تقديرات التكاليف الاقتصادية لغزو الأنواع. أخذت البيانات من المقالات العلمية والبحوث التي راجعها الأقران، والوثائق الموجودة على صفحات المواقع الإلكترونية الخاصة بالمنظمات الحكومية والأكاديمية وغير الحكومية، والوثائق المسترجعة من خبراء الغزو البيولوجي.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الباحث في جامعة جنوب بوهيميا في التشيك إسماعيل سوتو ألمينا، إنّ سبب الاستعانة بقاعدة بيانات إنفاكوست هو أنها قاعدة البيانات العامة الأكثر اكتمالاً حول التكاليف الاقتصادية للأنواع الغريبة الغازية والتي تسمح منهجيتها بتوحيد التكاليف بمرور الوقت وعبر البلدان. 

وأضاف ألمينا، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه يجري تحديث قاعدة البيانات هذه باستمرار، إما عن طريق التصحيحات أو عن طريق إضافة بيانات التكاليف الجديدة. وبالتالي، فإنها تتمتع بموثوقية كبيرة لدى الباحثين في هذا الشأن. وعلاوة على ذلك، تحتوي قاعدة بيانات إنفاكوست على إدخالات أبلغ عنها بـ 15 لغة، بطريقة تفصيلية كافية لتحليل تكلفة الأنواع الغريبة الغازية، وبالتالي محاولة سد فجوات المعرفة لدى الباحثين بهذا الشأن.

وجد المؤلفون أنه بين عامي 1986 و2020، تجاوزت الكلفة الإجمالية لغزوات الزواحف والبرمائيات 17 مليار دولار أميركي. على وجه التفصيل، كلفت غزوات البرمائيات 6.3 مليارات دولار أميركي، وكلفت غزوات الزواحف 10.4 مليارات دولار أميركي عالمياً. وكلفت الغزوات التي شملت كلّاً من البرمائيات والزواحف في الوقت نفسه 0.3 مليار دولار أميركي. أرجع الباحثون 96.3 في المائة (ما قيمته 6.0 مليارات دولار أميركي) من التكاليف بسبب البرمائيات إلى نوع واحد، وهو ضفدع الثور الأميركي (Lithobates catesbeianus)، في حين أن 99.3 في المائة (ما قيمته 10.3 مليارات دولار أميركي) من التكاليف التي تسبب فيها غزوات الزواحف نسبت إلى نوع واحد فقط وهو ثعبان الشجرة البني.

ووفقاً للدراسة، ارتبط 99.7 في المائة من التكاليف الناجمة عن البرمائيات (ما قيمته 6.3 مليارات دولار أميركي) بتكاليف التعامل مع الغزوات، مثل طرق ووسائل ومكافحة على الأنواع الغازية. وارتبط 96.6 في المائة (ما قيمته 10.0 مليارات دولار أميركي) من التكاليف الناجمة عن الزواحف بالأضرار الناجمة عن الغزوات، مثل خسائر غلة المحاصيل.

بحسب القارات، تكبدت الدول الأوروبية 96.3 في المائة (ما يعادل 6.0 مليارات دولار أميركي) من التكاليف الاقتصادية الناجمة عن غزوات البرمائيات، في حين تكبدت دول أوقيانوسيا (أستراليا ونيوزيلندا وعدد من الجزر المحيطة) وجزر المحيط الهادئ 99.6 في المائة (ما يعادل 10.4 مليارات دولار أميركي) من التكاليف الناجمة عن غزو الزواحف.

وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة أنه على الرغم من التكاليف الهائلة للحيوانات الزاحفة الغازية، فمن المحتمل التقليل من شأنها بشدة بسبب الفجوات المعرفية، مع تركيز التكاليف على عدد قليل فقط من الأصناف والمناطق مقتصرة على العقود الأخيرة. لذلك، من الضروري بذل جهد أكبر في دراسة التكاليف الناجمة عن هذه الحيوانات من أجل الوصول إلى فهم أشمل لتأثيرات الغزو على هذه الأنواع. 

اقترح المؤلفون خفض التكاليف الاقتصادية لغزو البرمائيات والزواحف من خلال الاستثمار في تدابير للحد من انتقال هذه الأنواع عالمياً، وتمكين الكشف المبكر عن الغزوات. وأضافوا أن هذا يمكن أن يقلل من الحاجة إلى إدارة طويلة الأجل لغزو الأنواع وحجم الضرر الذي يحدث.

المساهمون