"كرسي فاضي على الفطار".. حملة تدوين للتذكير بالسجناء السياسيين في مصر

06 ابريل 2023
حذّر أصدقاء الناشط السياسي شريف الروبي من تدهور وضعه الصحي في السجن (فيسبوك)
+ الخط -

بعبارة "كرسي فاضي على الفطار"، ذكّر المئات، منذ مطلع شهر رمضان، بالسجناء السياسيين في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في مصر، داعين للإفراج عنهم قبل انتهاء الشهر.

اقترنت العبارة بوسوم تحمل أسماء السجناء السياسيين والمختفين قسرياً في مصر، حاملةً معها المئات من القصص المأساوية التي يعاني منها أهالي هؤلاء في ظلّ غيابهم.

وكتب عدد من أصدقاء الناشط السياسي شريف الروبي عن وضعه في سجن أبو زعبل، خاصةً مع انتشار حالات الإهمال الطبي التي أودت بحياة تسعة سجناء منذ مطلع العام الجاري.

ونشرت صفحة "الحرية لشريف الروبي" على "فسبوك" منشوراً عنه، السبت الماضي، جاء فيه: "بالتّزامن مع تزايد وتيرة الإهمال الطّبيّ المتعمّد الّذي تنتهجه إدارة سجن أبو زعبل، والذي أودى بحياة عدد من السجناء السياسيين خلال الأشهر القليلة الماضية، في ظلّ غياب أي موقفٍ جاد من قبل السلطات المصريّة المختصة لوقف تصفية المعارضين والعمل على توفير رعاية صحيّة آدمية داخل أماكن احتجازهم، يعاني السّجين شريف الروبي المحبوس احتياطياً داخل سجن أبو زعبل من إهمال طبيّ متعمد، حيث يعاني من التهاب حاد في العصب السّابع، نتجت عنه آلام مبرحة وصعوبة في التحدث، في ظل رفض إدارة السّجن نقله إلى المستشفى أو تقديم العلاج اللازم لحالته الصحية".

وأعادت السلطات الأمنية القبض على الناشط السياسي شريف الروبي، لأنه اشتكى في مداخلة هاتفية مع قناة إخبارية عربية من صعوبة حصوله على عمل أو وظيفة بعد إخلاء سبيله، وذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من الإفراج عنه، بعد حبس احتياطي دام عاماً ونصف عام، على ذمة القضية رقم 1634 لسنة 2022 بتهمة "نشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة إرهابية".

كذلك، دوّن السجين السياسي السابق عبد الرحمن الجندي، عن صديقه أيمن موسى المحكوم عليه بالسجن 15 عاماً، وطالب بالإفراج عنه لانقضاء ثلثي العقوبة.

وكتب الجندي مع صورة من حفلة تخرج دفعة أيمن موسى عام 2016: "أيمن موسى كان طالباً متفوقاً في الثانوية البريطانية، وكان مدرساً مساعداً في مواد علمية مثل الفيزياء والرياضيات.. بعد حبسنا، أيمن كان في العام الثاني في كلية ميكانيكا هندسة الجامعة البريطانية، وأنا كنت في عام الإعدادي بكلية هندسة الجامعة الألمانية.. لأول سنة في السجن كنت أذاكر منهج الجامعة الألمانية وكان صعباً عليّ جداً، وأيمن هو الذي شرح لي الفيزياء والرياضيات بشكل رائع".

وتابع الجندي: "أنا أكملت تعليمي، وبعد 3 سنين، تخصصت ميكانيكا مثل أيمن.. بينما أيمن كان ما زال في نفس السنة قد فُصل من هندسة الجامعة البريطانية كما فُصلت أنا من أول سنة من الجامعة الألمانية لنفس السبب، وحولت لجامعة هندسة عين شمس. وأيمن حول العام التالي لكلية اقتصاد وعلوم سياسية في الجامعة البريطانية".

وأضاف الجندي: "أيمن تخرج بعد 7 سنين كاملة من الكفاح، والآن أمضى 10 سنين في السجن. ومع كل إنجاز في حياتي أجد أيمن على بالي".

وقبض على أيمن موسى عام 2013، وكان عمره 19 عاماً، مع عشرات الشباب الذين ألقي القبض عليهم في ليلة السادس من أكتوبر/ تشرين الأول من ذلك العام، وتمّ ضمه للقضية رقم 10325 لسنة 2013 جنايات الأزبكية (أحداث الأزبكية – رمسيس)، مع 67 شخصاً، وصدر بحقهم حكم جماعي بالسجن 15 عاماً، بعد رفض نقض الحكم بالجملة لجميع المتهمين في القضية.

واتهم نص قرار الحكم موسى والآخرين بارتكاب جرائم القتل العمد والشروع في القتل العمد، والتجمهر بغرض تعطيل تنفيذ القوانين واللوائح ومحاولة اقتحام ميدان التحرير، والتعدي على المواطنين فيه، والتأثير على سلطات الدولة والاعتداء على الأشخاص وإتلاف الممتلكات العامة، ومقاومة السلطات، وحكم عليه بالسجن المشدد 15 عاماً، و5 سنوات مراقبة، وغرامة 20 ألف جنيه.

بدوره، كتب أحمد، نجل القيادي بجماعة الإخوان المسلمين أمين الصيرفي، عن والده المحبوس في سجن بدر 3: "في اشتياق شديد لمنزلنا في مدينة القرين بمحافظة الشرقية. وسماع أذان الفجر من مسجد المنطقة ثم الخروج بصحبة أبي نتمشى سمعاً من المنزل إلى المسجد. ثم يقدم الشيخ علي زيادة إمام المسجد أبي للصلاة، فيصلي بنا الفجر، ثم بعد الركوع دعاء لا مثيل له من الوالد يلمس القلوب ويحركها. ثم حلقة الأذكار داخل المسجد مع شباب المنطقة الكرام والشيخ علي رحمة الله عليه. والله إني لأشتاق لنسيم فجر مدينتي القرين وصحبة أبي".

وأضاف في تدوينة أخرى: "طفح بينا الكيل.. تجاوزنا مرحلة الفجر في الخصومة. منذ أكثر من ست سنوات لا نعرف شيئا عن والدنا. آخر مرة رأيناه كان يوم الحكم عليه في شاشة التليفزيون، ومن بعدها لا نعرف عنه شيئاً. ولأكثر من 7 سنوات ممنوعون من الزيارة. منذ عام 2013 والدي في حبس انفرادي حتى نُقل إلى سجن بدر ولا نعرف عنه شيئاً أيضاً".

وكان أمين الصيرفي السكرتير الخاص للرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وحكم عليه في قضية "التخابر مع قطر" بالسجن المؤبد بتهمة "قيادة جماعة إرهابية أسست على خلاف أحكام القانون، وتسريب وثائق الأمن القومي إلى دولة قطر".

وسبق لمركز شفافية للأبحاث والتوثيق أنّ وثّق آلاف القصص المشابهة حول السجناء السياسيين والمختفين قسرياً، حيث رصد أكثر من 39 ألف واقعة قبض وتوقيف واحتجاز وملاحقات أمنية وقضائية على خلفية سياسية بين 2018 و2022 الحالي.

المساهمون