كتيّب تكريمي عن برهان علوية: إنهاء فيلمٍ يعني كسر حلمٍ

10 أكتوبر 2022
برهان علوية: "إليك أينما تكون" (برتران لافوري/ Getty)
+ الخط -

رغم تأخّره في الطباعة، يُصدر "نادي لكلّ الناس" (بيروت) كتيّباً صغيراً (12 سم بـ16،5 سم، 72 صفحة، من دون ذكر اسم دار نشر، وتاريخ الطبعة)، بعنوان "إليكَ يا برهان... أينما تكون". يُفترض بالكتيّب أنْ يترافق وعروضاً ثقافية ـ فنية للنسخة المرمّمة من "بيروت اللقاء"، الذي أنجزه السينمائي اللبناني الراحل برهان علوية (1941 ـ 2021) عام 1981. كتيّبٌ متواضع وغير مُدّع، يبتعد عن التنظير، فالمقالات والشهادات المنشورة فيه عائدةٌ إلى أصدقاء له، ونقّاد وباحثين، يحاول كلّ واحد منهم معاينة المخرج والصديق والمثقف من زاوية مختلفة، وبعض تلك المقالات/الشهادات يستعيد بعض ذاكرة وذكريات عن الفيلم نفسه، والتحضيرات السابقة عليه.

12 مقالة/شهادة مكتوبة غداة رحيل علوية في 9 سبتمبر/ أيلول 2021: أحمد بيضون (كاتب سيناريو "بيروت اللقاء") وإبراهيم العريس وهيثم الأمين (مؤدّي دور الشخصية الأساسية في الفيلم نفسه) وكريم مروّة ووليد شميط ومحمد ملص وفادي إسطفان ومحمد سويد وهادي زكّاك والزميل نديم جرجوره وسليمان بختي وربيع الشامي (لا ذكر لتواريخ نشر المقالات/الشهادات، ولا لأسماء المطبوعات/المواقع المنشورة فيها)، إضافة إلى نصٍّ أخير باسم "نادي لكلّ الناس" بعنوان "الحبيب برهان"، جاء فيه أنّ هناك "علاقة خاصة" ناشئة بين النادي وعلوية منذ تأسيسه، وأنّ أول عرض للنادي مرتبطٌ بـ"كفر قاسم" (1975). يُشير النصّ إلى اقتراح برهان علوية أنْ يؤرشف النادي أفلام السينما اللبنانية والعربية المستقلّة، وأول تجربة في الأرشفة متمثّلةٌ بأفلام علوية نفسه، الذي سيتابع كلّ مشاريع النادي، خاصة أرشفة أفلام مارون بغدادي (1950 ـ 1993)، والأعمال الأدبية والفنية للشاعر الشعبي عمر الزعنّي (1898 ـ 1961، بحسب دراسة لأكرم الريس (باحث في أنثروبولوجيا الفنون) منشورة في مجلة "بدايات"، العدد 22 عام 2021؛ فتاريخ الولادة يتغيّر في مراجع أخرى).

 

سينما ودراما
التحديثات الحية

 

يُضيف نصّ النادي أنّ برهان علوية يتابع مشروع "بيت السينما" أيضاً، الذي "سيحتضن وثائق وصُوراً وأفلاماً لمخرجين لبنانيين وعرب، وخاصة لبرهان، وسيكون مكاناً لمحبّي السينما المستقلّة والبديلة". بقية النصّ تسرد سيرة حياة المخرج، وعناوين أفلامه الروائية والوثائقية، وسيناريوهات غير مُنجزة، وغيرها من المعلومات: "تمتاز أعمال علوية بالتقريب بين الصورة السينمائية أو اللوحة المنتمية إلى فنّي التصوير الآخَرَين: الفوتوغرافي والتشكيلي". أما "البطء" الذي يطبع شريط برهان، فـ"يمنح الصورة ما يكفي من الوقت لتتّخذ لنفسها نوعاً من الشخصية القائمة برأسها. هكذا تغدو مُشاهدة الشريط شبيهة، على نحو ما، بزيارة لمتحف أو لمعرض".

من الكتيّب مقتطفات من نصّ للناقد والمنتج والمخرج اللبناني محمد سويد، بعنوان "إليه أينما كان":

"قبل أعوام طويلة تناهز نصف عمري ويزيد، استفتت جريدة "ليبراسيون" سينمائيي العالم، وطلبت منهم الإجابة عن سؤال "بمَ تحلم؟" بأربع كلمات. أجاب برهان علوية: "أحلم بفيلم لا أعمله".

"تمضي السنون، وأعمل مساعداً له في آخر أفلامه الوثائقية، "إليك أينما تكون"، عن شخصيات هجرها النوم في ليل بيروت. بعد التصوير، انفضّ عن فريق عمله ودخل غرفة المونتاج. لا خبر. أربعة أشهر وبرهان أمام الشاشة ساعياً من غير جدوى إلى وضع اللمسات الأخيرة. لم يُحدّثني عن صعوبة ما في تركيب الفيلم. حدّثني عن صعوبة إنهاء مخرج لفيلمٍ يوشك على فراقه في الدقائق الأخيرة من علاقة استمرّت ردحاً واستنفدت بعض العمر. أنْ تُنهي فيلماً ليس إلّا أنْ تكسر حلماً".

المساهمون