قالت المغنية كارول سماحة، في تصريح متلفز، إنها ضد النسوية، ولن ترضى مثلاً أن تدفع فاتورة المطعم، وشريكها إلى جانبها. الموقف نفسه عبرت عنه زميلتها نجوى كرم، منذ عام، عندما ردّت على الجدل الذي أثير سابقاً حول تصريحها عن أدوار المرأة الاجتماعية، وأنها ليست ضد منح الرجل أو المرأة حقوقهما، ولكن تميل لأن تكون الأنثى مصدراً للفرح والجمال في العائلة، ومدرسة للأبناء.
قالت كرم هذا، في إطار لا يخلو من تغليب عقلية "الرجل الشرقي"، كما فعلت زميلتها سماحة قبل أيام، وحصدت ما حصدته من جدل وهجوم على مفهومها الخاص تجاه العلاقة بين الرجل والمرأة. ولم تقف عند ذلك، بل تذرّعت في ردودها على المنتقدين بأنه حتى التيار النسوي في أوروبا متهم بالعنصرية.
منذ سنوات، تحاول المغنية اللبنانية كارول سماحة الحفاظ على "النجومية"، بعد أعوام من تأسيسها لخط ونهج فنّي يتماشى مع ما هو سائد اليوم.
بدأت كارول سماحة حياتها الفنية متسلحة بإرث وتشجيع آل الرحباني. الراحل منصور الرحباني وأبناؤه عملوا على اكتشاف الطالبة التي أدهش صوتها منصور، فكتب لها المسرحيات، وطلب من ابنه أسامة مساندتها.
ربما تكون "خاصية" الرحباني لكارول سماحة أجمل وأفضل ما حصل معها في مسيرتها الفنية، قبيل إعلان انتفاضتها عام 2008، ودخولها بازار زميلاتها في لبنان والعالم العربي، بدعم يومها من الملحن نقولا سعادة نخلة الذي انفصلت عنه لاحقاً، وتخوض المحاكمات التي كسبها الملحن كاملة.
خرجت كارول سماحة نهاية العقد الماضي من عباءة الرحباني بشكل كامل، واستقلت قطارها الخاص بعد زواجها من وليد مصطفى، واستطاعت بذكاء وحنكة أن تصل إلى مرادها.
في السنوات الأخيرة، أولت سماحة نفسها كمنتجة منفذة لكل أعمالها الغنائية والموسيقية. ورغم تفاوت نجاح إصداراتها، ركزت على هذا الشق، بعد خلافها الشهير مع "روتانا" عام 2011، الشركة التي تبنت توزيع إصدار واحد لها، والمشاركة كراع رسمي في مسرحيتها الاستعراضية "الليدي" من إخراج طوني قهوجي.
في القاهرة، أسست سماحة لقاعدة جماهيرية جيدة، وحجزت مكانها على الخارطة المصرية بوجود دائم، بحكم إقامتها إلى جانب عائلتها. وفي لبنان، ظلت متمسكة ببعض أصدقائها، من دون أي تجدد في عملية إنتاج الأغاني التي تدور حول خط واحد، ترى فيه سماحة أن يشد من ثباتها على أرض رمال فنية متحركة، ويضمن لها الحضور أمام منافسة شرسة مع محيطها الفني.
لكن ذلك لا يعفيها من ضرورة مواجهة المفاهيم والعادات بطريقة تنقذها من زلات اللسان المتكررة، فقبل عام أعطت رأيها بلقاح فيروس كورونا، وقالت إن بإمكان اللقاح أن يصيب الناس بالتوحد؛ الأمر الذي أثار انتقادات لاذعة لسماحة على المواقع البديلة.
لن تكون كارول سماحة الأخيرة التي تقع في لُبس حول مفاهيم "النسوية" و"الذكورية" في العالم العربي. وهنا تكمن المعاناة بين المغنين أنفسهم، بسبب تفاقم أزمة انعدام الثقافة، والإصرار على خطاب المصالح الذي يتوافق مع رغباتهم.