قطب الموضة بيتر نيغارد المتهم بجرائم جنسية يوافق على تسليمه للقضاء الأميركي

02 أكتوبر 2021
يواجه نيغارد 9 اتهامات بينها الابتزاز والاتجار بالجنس (الأناضول)
+ الخط -

وافق رجل الأعمال الكندي، بيتر نيغارد، المتهم بارتكاب جرائم جنسية بحق عشرات النساء، بينهنّ قاصرات، على مدى سنوات، على تسليمه للمحاكمة في الولايات المتحدة.

مثل قطب الموضة البالغ 80 عاماً، والمسجون منذ ديسمبر/كانون الأول 2020، الجمعة أمام محكمة في مانيتوبا في ولاية وينيبيغ وسط كندا.

وأوضح المدعي العام الحكومي سكوت فارلينغر أن بيتر نيغارد، الذي تابع هذه الجلسة المقتضبة عبر الفيديو من زنزانته، وافق على تسليمه للولايات المتحدة. وقال براين غرينسبان، وهو أحد وكلاء الدفاع عن نيغارد: "يمكن حالياً المضي قدماً في المسار لمحاكمته في الولايات المتحدة". وأشار إلى أن موكله "سيتمكن الآن من تقديم دفوعه والطعن بصحة الأدلة التي استُنِد إليها لإدانته"، مذكّراً بأن نيغارد لا يزال يؤكد "براءته".

ويواجه نيغارد تسعة اتهامات، بينها الابتزاز، والاتجار بالجنس في حق عشرات الضحايا، وفق القرار الاتهامي. وجرت الوقائع المنسوبة إليه بين الأعوام 1990 و2020، وهي تلحظ اعتماد المتهم وشركاء مفترضين، بمن فيهم موظفون في مجموعته، "القوة والتزوير والإكراه، لإرغام نساء وقاصرات على إقامة علاقات جنسية" معهم، وفق الادعاء.

يُتهم نيغارد أيضاً بالاعتماد على نساء يسميهنّ "صديقات" أو "مساعدات"، بهدف "تحديد ضحايا جديدات محتملات"، من بينهن "قاصرات من المارة في أماكن عامة مثل ساحة تايمز سكوير أو متاجر لوس أنجليس".

وهو كان يستهدف نساءً وفتيات من "أوساط اقتصادية محرومة و/أو تعرضن لانتهاكات سابقة"، وكان يتحكم بهن من خلال "تهديدات ووعود زائفة بفرص عمل في مجال عرض الأزياء".

وتقول ليزا هابا، إحدى المحاميات اللواتي يمثّلن نساءً يتهمن بيتر نيغارد بالاغتصاب والاعتداء الجنسي، إن هذا الأخير "أسوأ من (جيفري) إبستين"، الخبير المالي الأميركي الذي توفي في السجن.

وتوضح لوكالة "فرانس برس"، قائلة: "نظن أنه أوقع عدداً أكبر من الضحايا، وكان أكثر عنفاً، إذ إنه ضالع في الكثير من عمليات الاغتصاب العنيفة للغاية". وتضيف أن "الأذى والألم اللذين سبّبهما نيغارد خلّفا تبعات تستمر مدى الحياة" لدى هؤلاء النساء، كذلك فإن "مواجهة هذا الألم تتطلب قوة وشجاعة أكبر مما يمكن أيّاً منا تصوره".

وقبل توقيفه، كان رجل الأعمال هذا، الذي وصل إلى كندا خلال الطفولة مع والديه المهاجرين الفنلنديين، يهوى الحديث عن قصة نجاحه: فهو بدأ مسيرته من الصفر، وأسّس إمبراطورية في قطاع الموضة من مدينة وينيبيغ، وكان يملك طائرة خاصة عليها اسمه بأحرف كبيرة، إضافة إلى أملاك عقارية فارهة، بينها أرض شاسعة في بهاماس.

وتظهر تسجيلات مصورة التقطها ستيفن غيراليو، المصور الشخصي لبيتر نيغارد، ونقلها إلى قناة "سي بي سي" الكندية العامة، حفلات نظمها رجل الأعمال الثري في بهاماس أو لوس أنجليس، ورد ذكرها في القرار الاتهامي.

ويقول ستيفن فيراليو: "لم يكن على نيغارد سوى النزول لاختيار الفتاة التي يريدها. بشكل عام، كانت الفتيات ثملات". وعن قراره عرض هذه التسجيلات المصورة، يوضح فيراليو، قائلاً: "إذا لم أعرضها، سيتمكن (نيغارد) من الإفلات من العقاب، رغم كل ما ارتكبه".

كذلك أعلنت شرطة تورنتو الجمعة في بيان أنها أصدرت مذكرة توقيف في حق بيتر نيغارد، على خلفية ستة اتهامات بالاعتداء الجنسي وثلاثة أخرى بحجز الحرية. وتعود هذه الوقائع إلى الفترة الممتدة من 1987 إلى 2006.

وقد أشهرت مجموعة نيغارد إفلاسها في مارس/آذار 2020، وأغلقت بعد بضعة أشهر متاجرها البالغ عددها نحو 160، أحدها في جوار ساحة تايمز سكوير الشهيرة في نيويورك.

ولا تزال المؤسسة تحمل حتى اليوم صورة عملاقة للمؤسس. وتظهر الوثائق المقدمة للقضاء أن قيمة أصول مجموعة "نيغارد إنترناشونال" تبلغ نحو 175 مليون دولار كندي (138 مليون دولار أميركي). وكانت المؤسسة تضم عند إغلاقها 1400 موظف، بعدما بلغ عدد هؤلاء في أوج نشاطها نحو 12 ألفاً.

(فرانس برس)

المساهمون