قطاع التكنولوجيا: إجراءات جديدة ضد روسيا وموسكو تقيّد "تويتر" وتصوب على "فيسبوك" و"غوغل"

02 مارس 2022
أوكرانيون يشاهدون الأخبار على لابتوب في كاراج تحوّل إلى ملجأ في كييف (كريس مكغراث/Getty)
+ الخط -

ينعكس الغزو الروسي لأوكرانيا والقرارات السياسية المترتّبة عنه على قطاع التكنولوجيا، منذ بداية الاجتياح أواخر الشهر الماضي. وبينما وجدت شركات التكنولوجيا نفسها عالقةً بين معارضة الحرب على أوكرانيا والإجراءات الانتقامية الروسية، وسط العقوبات على روسيا وبروباغندا الكرملين، تستمر الأخبار المتعلّقة بإجراءات هذه الشركات، كما إجراءات روسية مضادّة رداً عليها.

وتواجه شركات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي ضغوطاً للرد على غزو روسيا يوم الخميس الماضي لأوكرانيا، الذي أدى إلى فرض حكومات في أنحاء العالم عقوبات اقتصادية على موسكو. في ما يأتي أبرز المستجدات على هذا الصعيد:

"آبل" تعلّق مبيعاتها في روسيا

أعلنت شركة "آبل" الأميركية العملاقة، الثلاثاء، تعليق بيع كل منتجاتها في روسيا، رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا، وفق ما نقلت كل من "رويترز" و"فرانس برس". وقالت الشركة في بيان: "نشعر بقلق عميق حيال الغزو الروسي لأوكرانيا، ونقف مع كل الناس الذين يعانون نتيجة للعنف. نحن ندعم المساعي الإنسانية وتقديم المساعدة لأزمة اللاجئين المتداعية ونبذل كل ما في وسعنا لدعم فريقنا في المنطقة".

وحددت أبل عدداً من الخطوات، رداً على الغزو، تشمل وقف كل الصادرات إلى قنوات مبيعاتها في روسيا. وقالت الشركة إنها أوقفت كل مبيعات منتجاتها في روسيا، مشيرةً إلى أن "آبل باي" وخدمات أخرى جرى تقييدها. وقال البيان: "لقد قرّرنا تعليق مبيعات كل منتجاتنا في روسيا". وأوضحت الشركة أنه "الأسبوع الماضي، أوقفنا التصدير إلى قناة مبيعاتنا في البلاد".

وظل المستخدمون في روسيا اليوم قادرين على الوصول إلى أبل ستور على الإنترنت، لكن محاولات لشراء هواتف آيفون أظهرت أنها غير متاحة للتسليم.

وياتي ذلك بعدما تحركت أهم مواقع الإنترنت من "يوتيوب" و"فيسبوك" إلى شركتي "تيك توك" و"مايكروسوفت" للحد من الوصول إلى المنافذ الإخبارية الروسية المرتبطة بالدولة، والتي تواجه اتهامات بالتضليل بشأن غزو موسكو لأوكرانيا.

فيسبوك وإنستغرام والإعلام الروسي

تستمرّ إجراءات "فيسبوك" في روسيا، وهذه المرة تطاول الإعلام الحكومي الروسي. إذ أعلن رئيس الشؤون العالمية في شركة "ميتا بلاتفورمز"، نيك كليغ، الثلاثاء، إن شركته بدأت خفض ترتيب المحتوى الخاص بوسائل الإعلام الحكومية الروسية على صفحات فيسبوك وحسابات إنستغرام على مستوى العالم، فضلاً عن المنشورات التي تحتوي على روابط لتلك الوسائل على فيسبوك، وفق ما نقلت "رويترز".

وقال كليغ للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف إن خدمات الشركة تراجعت بشدة في روسيا منذ أن أعلنت السلطات هناك أنها ستقيد منصاتها. وأضاف أن المقاطع المصورة ومحتويات الوسائط المتعددة الأخرى تأثرت بشكل خاص.

وأضاف أنّ ميتا كانت تجري "مناقشات مطولة" مع هيئة تنظيم الاتصالات الروسية (روسكومنادزور) بخصوص قانونها الجديد الذي يلزم بعض شركات الإنترنت الأجنبية بفتح مكاتب لها في روسيا. ووصف بعض أحكام القانون الجديد بأنها "غير متناسبة"، وفق "رويترز". وتواجه "ميتا"، ومعها "تويتر" و"غوغل" المملوكة لـ"ألفابت"، إجراءات عقابية محتملة في روسيا لعدم الامتثال بعد للقانون الجديد.

كانت "ميتا" قد أعلنت الاثنين أنها ستقيد الوصول إلى وسيلتي الإعلام الحكوميتين الروسيتين "روسيا اليوم" و"سبوتنيك" على منصاتها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. وقال كليج إن الشركة تلقت أيضاً طلبات من حكومات خارج الاتحاد الأوروبي لحظر وسائل الإعلام الحكومية الروسية. وأضاف أن لا علم لديه إن كانت الإدارة الأميركية قد تقدمت بمثل هذا الطلب.

روسيا تقيّد "تويتر" وتصوب على "فيسبوك" و"غوغل"

في الردّ على إجراءات شركات التكنولوجيا، شنّت روسيا حملة على شركات وسائل التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، وعاودت إبطاء تحميل بيانات "تويتر" على أجهزة الكمبيوتر، في الوقت الذي اتهم فيه مسؤول بوزارة الخارجية شركتي "ميتا" و"غوغل" وغيرهما من عمالقة التكنولوجيا الغربية بالتحريض على الحرب.

وعاودت الهيئة المنظمة لقطاع الاتصالات في روسيا إبطاء سرعة تحميل "تويتر" على أجهزة الكمبيوتر، وهو إجراء كانت قد رفعته في مايو/ أيار الماضي، متهمة الشركة الأميركية بالتقاعس عن حذف ما وصفتها بمنشورات زائفة عن "العملية الخاصة" في أوكرانيا.

وتقيد روسيا "تويتر" على خدمات الهواتف المحمولة منذ نحو عام، في إطار حملة أوسع للسيطرة على الإنترنت، يقول معارضون إنها تهدد الحريات الفردية وحرية الشركات. 

وتقيّد موسكو خدمات "فيسبوك" جزئياً أيضاً. وقالت شركة "ميتا"، المالكة لفيسبوك، إن ذلك حدث بعدما رفضت طلباً حكومياً بوقف عملية تقصي حقائق مستقلة بخصوص عدة منافذ إعلامية حكومية روسية، واجه الكثير منها قيوداً في أوكرانيا وحول العالم مع سعي الدول الغربية لخنق أنشطة التراسل للكرملين.

وقال نائب رئيس إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية، أوليغ جافريلوف، إن سلوك عمالقة التكنولوجيا الأميركية بالأساس، وخصّ بالذكر "ميتا" و"غوغل"، غير مقبول. ونقلت وكالة "إنترفاكس" عنه قوله إنه يجب وضع نظام "لمحاسبة المحرضين الأجانب على الحرب ضد روسيا" من أجل تعزيز أمن روسيا.

ويكيبيديا أيضاً

لم توفّر إجراءات موسكو أيّ موقع ينشر روايةً تخالف روايتها. فقد أعلنت ويكيبيديا الروسية، وهي نسخة اللغة الروسية من ويكيبيديا، يوم الثلاثاء أن سلطات روسيا هددت بحظر الموقع باللغة الروسية بسبب مقال يشير إلى وفيات من المدنيين الأوكرانيين، وكذلك من القوات الروسية التي دخلت أوكرانيا، وفق ما نقلت عنها "رويترز".

ونشرت في تغريدة صورة لإخطار من جهة تنظيم الاتصالات الروسية لإبلاغها بتهديد من جهات ادعاء بالدولة بحظر الموقع على خلفية مقال باللغة الروسية بعنوان "الغزو الروسي لأوكرانيا (2022)". ومن بين "المعلومات المنشورة بما يخالف القانون" التي تضمن الإخطار شكوى منها "تقارير عن وقوع عدد كبير من الضحايا بين أفراد الخدمة في الاتحاد الروسي وكذلك من السكان المدنيين في أوكرانيا، بمن فيهم الأطفال".

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن 136 مدنياً على الأقل بينهم 13 طفلاً قتلوا منذ غزو روسيا لأوكرانيا الأسبوع الماضي. ولم تنشر روسيا أرقاماً محددة للخسائر في صفوف جيشها، لكنها تقول إن خسائرها أقل بكثير من خسائر القوات الأوكرانية.

تستخدم موسكو مصطلح "عملية عسكرية خاصة" لوصف حملتها، قائلةً إنها تريد نزع سلاح أوكرانيا والقضاء على التهديد الذي تشكله على أمن روسيا.

المساهمون