قرية قدَس الفلسطينية: التراث وعلاقة السكان بذاكرة المكان

حيفا

ناهد درباس

ناهد درباس
17 نوفمبر 2021
قرية قدَس الفلسطينية
+ الخط -

عقدت جمعية الثقافة العربية، الثلاثاء، ندوة عن دراسة وتوثيق قرية قدَس المهجّر أبناؤها منذ نكبة 1948.

وأشرف على الندوة عدد من الباحثين الذين يعملون في مشروع تاريخي أثري أنثروبولوجي، لتوثيق ودراسة قصة حياة وتدمير قرية قَدَس خلال القرن العشرين، وعلاقة سكانها المهجرين مع ذاكرة المكان بعد سنين طويلة.

وشاركت مجموعة من علماء الآثار في عمليات حفر بقرية قدس، كشفت عمّا بقي من معالم القرية، إضافة إلى العثور على حجر معصرة زيتون وحدوة حصان وأغراض منزلية كانت لأصحاب هذه البيوت التي هُجِّر سكانها في عام النكبة، ويقطن أغلبهم في لبنان اليوم.

وتأتي مشاركة العلماء ضمن مشروع التراث المبني، الذي تشترك فيه جمعية الثقافة العربية وجمعية "عيمك شافيه".

فهم تاريخ القرى الفلسطينية

افتتح الندوة مدير جمعية الثقافة العربية مصطفى بصول، وتحدث عن مشروع التراث المبني "الذي يهدف إلى تطوير سبل علمية جديدة لفهم تاريخ القرى الفلسطينية المهجرة وتراثها المبني والإنساني الغني، كوسيلة لإحياء هذه الذاكرة من جديد".

وفي السياق، قال البروفيسور رافي جيرنبرغ من جامعة تل أبيب، وهو شريك في مشروع البحث والحفر في قرية قدس: "مسؤوليتنا كعلماء آثار أن نكشف كيف أخفت السلطات الإسرائيلية القرية. وفي سنة 1966 محت إسرائيل أي أثر للقرية، ودمرتها بالكامل، كما حدث في عدة قرى أخرى".

وقال رامز عيد، العضو في مشروع الجمعية، إنّ "هدف المشروع جمع وجهات نظر علمية وبحثية وتوثيقية"، مشيراً إلى أنّ "قدس، وهي إحدى القرى الشيعية السبع التي كانت داخل فلسطين التاريخية قبل عام 48، وتبعد مئات الأمتار عن الحدود مع لبنان، عندما أغلقت الحدود تكونت عند سكانها الهوية الفلسطينية العربية بشكل أقوى".

وأضاف عيد أنّ البلدة في سنة 1945 "كانت موجودة بشكل واضح، وفيها مصدر غزير للمياه، وكانت تخدم عدة بلدات مجاورة في المنطقة، فكانت مشهورة بمياهها"، معتبراً أنّ طريقة جمع المعلومات عن القرى المهجرة "جريئة جداً، ولم تحصل في آخر 70 سنة".

معلومات عن قريَة قَدس

في أواخر القرن التاسع عشر وُصفت قَدَس بأنها قرية مبنية بالحجارة على حرف جبل، وكان سكانها الذين قُدّر عددهم بين 100 و300 نسمة يزرعون التين والزيتون. وظلت قدس جزءاً من لبنان حتى سنة 1923، حين رُسمت الحدود بين فلسطين ولبنان، وكان سكانها كلهم من المسلمين.

واحتلت القرية، بعد الاستيلاء على صفد في 11 مايو/أيار 1948، حين أُمرت قوات "البلماح" المشاركة في عملية "يفتاح" بالتقدم شمالاً، وفي ليل 14-15 مايو تقدمت كتيبة "البلماح الأولى" في اتجاه قَدَس وجارتها المالكية، وذلك استناداً إلى "تاريخ الهاغاناه".

وتزعم رواية "الهاغاناه" أن قَدَس وقعت في يد تلك الكتيبة عند الصباح، لكن وحدات لبنانية اجتازت الحدود في وقت لاحق من ذلك اليوم، وشنّت هجوماً مضاداً واسع النطاق، مجبرة قوة "البلماح" على الانسحاب من القرية. غير أنّ الجيش اللبناني أُوقِف في قدس ولم يتقدم أكثر، بسبب خسائره الجسيمة في أثناء العملية، وبسبب الغارات الإسرائيلية التي شُنّت على أهداف داخل الأراضي اللبنانية.

بعد ذلك، نشأت مستعمرة "يفتاح" في سنة 1948 على أراضي القرية إلى الشمال الشرقي من موقعها، وذلك بحسب ما ورد في كتاب للكاتب وليد الخالدي، أصدرته مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

ذات صلة

الصورة
خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، 18 سبتمبر 2024 (الأناضول)

سياسة

تبّنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة خلال 12 شهراً، بعد تصويت 124 دولة لصالحه
الصورة
الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرة في حيفا (العربي الجديد)

سياسة

أطلقت محكمة الصلح في مدينة حيفا، اليوم الثلاثاء، سراح تسعة معتقلين من مظاهرة حيفا مساء أمس، التي خرجت تنديداً بالمجزرة التي نفذها الاحتلال في رفح.
الصورة
الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرة في حيفا (العربي الجديد)

سياسة

اعتدت الشرطة الإسرائيلية على المتظاهرين الذين شاركوا مساء اليوم الاثنين في وقفة احتجاجية في حيفا بالداخل الفلسطيني تنديداً بالمجزرة الجديدة في رفح
الصورة
تظاهرة أمام محكمة حيفا للمطالبة بالإفراج عن جبارين وخليفة (العربي الجديد)

سياسة

شارك حشد من فلسطينيي الداخل في تظاهرة أمام محكمة حيفا للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين اثنين سجنتهما السلطات الإسرائيلية لمشاركتهما في وقفة منددة بحرب غزة.
المساهمون