مع إعلان الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب عدم حضور حفل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، رحّب هذا الأخير بالقرار معتبراً "أن عدم حضوره أمر جيد" ورأى أن ترامب "يشكل إحراجاً للبلاد".
وفي قراره هذا يكسر ترامب تقليداً رئاسياً أميركياً، لكنّه ليس أول رئيس تنتهي ولايته يرفض حضور تنصيب خلفه في الولايات المتحدة، بل إنه سيصبح رابع رئيس يتخذ هذا القرار.
المرة الأولى التي شهد فيها الأميركيون قراراً مشابهاً كانت عام 1801، عندما غادر ثاني الرؤساء المنتخبين في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية جون آدامز، البيت الأبيض قبل ساعات من حفل تنصيب خلفه توماس جيفرسون في 4 مارس/آذار. وقتها كتب مراسل صحيفة Massachusetts Spy في تغطيته لحفل التنصيب "أصيب المتفرجون بخيبة أمل... الرجال العقلاء والمعتدلون من كلا الحزبين كان من الممكن أن يسعدوا لو بقي آدامز إلى ما بعد تنصيب خليفته... من المؤكد أنه كان سيكون لتلك الخطوة تأثير جيد"، وفق ما نقلت مجلة "بوليتيكو" الأميركية.
عام 1829 أعاد الرئيس السادس للولايات المتحدة جون كوينسي آدامز، نفس تصرّف والده جون آدامز، فرفض حضور حفل تنصيب خلفه أندرو جاكسون. وبدا تصرّف آدامز الابن طبيعياً وقتها إذ سبق إعلان نتائج الانتخابات حملات تشهير متبادلة بين المرشَّحَين: نشر أنصار جاكسون إشاعات عن الحياة المترفة والأرستقراطية التي يعيشها آدامز وعن نوعية الملابس التي يترديها، بينما اتهم جمهور آدامز منافسه جاكسون بالزواج من زوجته قبل أن تتطلق رسميًا من زوجها السابق.
أما ثالث الرؤساء الذين رفضوا حضور حفل تنصيب خلفهم، فكان أندرو جونسون عام 1869 الذين تغيّب عن تسلّم الرئيس الـ18 للولايات المتحدة يوليسيس غرانت مهامه.
وفي خطوة متوقعة، لم يحضر الرئيس ريتشارد نيكسون الذين استقال من منصبه بعد فضيحة ووترغيت الشهيرة عام 1974، تسلّم خلفه جيرالد فورد الرئاسة. لكنه لا يعتبر تخلفاً عن حفل التنصيب، كون فورد لم ينتخب بل استلم مهام الرئاسة من نيكسون بعد استقالته، بعدما كان يشغل منصب نائب الرئيس.