ليست مبالغة إن قلنا إن الجزء الثاني من الموسم الثاني لـ "قاتل الشياطين" (Demon Slayer)، استطاع إرضاء الجمهور الذي أحبط من التكرار. 11 حلقة فحسب، كانت أمراً محبطاً للجمهور الذي انتظر طويلاً، وفوجئ بإعادة الفيلم في الجزء الأول من الموسم الثاني، لكن الآن ربما يمكن للجمهور أن يرضى بعد عرض الحلقة الأخيرة.
دخل أنمي "قاتل الشياطين" المنافسة بقوة، عند عرض موسمه الأول عام 2018. ورغم أن القصة ليست بشيء جديد، وتبدو مجرد حكاية أنمي شونين (فئة فتيان مراهقين) أخرى، لكنه تمكن من إتقان الوصفة، التي نادراً ما تخيب وتحظى بشعبية عالية: بطل شونين يفقد عائلته، طيب وبسيط ولديه هدف واضح ويعمل بجد، وتتيح شخصيته هذه إظهار شخصيات أخرى محببة للجمهور أكثر؛ شخصيات كثيرة ومتنوعة، ولكل منها خلفية متكاملة تثير فضول المشاهد للمتابعة.
في عام 2020، تم إصدار فيلم بعنوان Mugen Train كتكملة لأحداث الموسم الأول. وبينما انتظر المشاهدون ما بعده، جاء الموسم الثاني مقسماً إلى جزأين؛ الأول هو الفيلم نفسه، موزّعاً على عدة حلقات، مع تغييرات طفيفة، وحلقة أولى مختلفة تسبق أحداثه.
كان على المتابعين انتظار سبع حلقات ليشاهدوا ماذا سيحدث تالياً، ليأتي الجزء الثاني بـ 11 حلقة فقط، مغطية فصلاً واحداً صغيراً، لكن يبدو أن هذا هو الأسلوب الذي سيتبعه الاستوديو المنتج من الآن فصاعداً؛ مواسم قصيرة عن فصول من المانغا، وكل موسم من بطولة أحد الهاشيرا (كبار فيلق مقاتلي الشياطين).
في إثر الجاسوسات
البهرجة هي الكلمة التي تكررت كثيراً في هذا الجزء، على لسان الشخصية الأساسية فيه، وهي تتناسب تماماً مع أحداثه، وصورته البصرية، على العكس من أحداث فيلم القطار، التي لم تتناسب كآبتها مع الإشراق المبالغ فيه بالألوان.
بمصادفة بحتة، يذهب تانجيرو ورفاقه مع أحد الهاشيرا إلى حي المتعة، للبحث عن زوجات الهاشيرا أوزوي، اللواتي كن جاسوسات هناك وفقد أثرهن. يتنكر الثلاثة كفتيات معروضات للبيع، ويدخلون إلى بيوت مختلفة للتحقيق بشأن اختفاء الزوجات.
حي المتعة يظهر بجماله بشكل طاغٍ، حيث النساء المزينات طوال الوقت، والألوان المختلفة، وحتى الهاشيرا وزوجاته كانوا متناسقين مع الحي. كل شيء يدور هنا حول الجمال والقبح، المكانة العليا التي يتخذها الجمال في حي كهذا والمآسي التي تقبع داخله كوجهه القبيح.
إن تم فصل هذا الجزء عن الحلقات السابقة، فإنه سيحصل على تصنيف "إيتشي"، وهو تصنيف الأنميات المثيرة، لكن من دون إباحية، وكذلك سيحصل على تصنيف "هارم"، أي حريم، وهو تصنيف الأعمال التي تدور حول بطل ذكر وحوله عدة نساء أو العكس. وعادةً ما تكون هذه تصنيفات مبتذلة لأعمال دون المستوى، لكن بالنسبة للأحداث والمكان، كان هذا مناسباً، حتى حجم الصدر المبالغ فيه عادةً في الأنمي الإيتشي لم يكن مزعجاً، كان متسقاً تماماً مع المكان.
ولم تكن هذه صورة خلفية فحسب، القتالات بحد ذاتها كانت أقرب إلى رقصات تقليدية مع الحرير والألوان الجميلة للأزياء اليابانية القديمة، مع الحرص على إظهار ما يقبع تحت هذا الجمال من عبودية وإذلال من خلال المشاهد الداخلية، وماضي الشياطين أنفسهم. لكن إن تم تكرار هذا في المواسم القادمة، فستكون نقطة ضعف كبيرة للأنمي، في الوقت نفسه إن لم تتكرر فستكون نقطة قوة كبيرة.
في الفيلم، أو الجزء الأول من الموسم الثاني، كانت الأجواء قاتمة وكئيبة بوجود أطفال محبطين ومكتئبين، يتم استغلال كآبتهم للإيقاع بالآخرين. والنهاية نفسها كانت محزنة وصادمة بعد موت الهاشيرا رينغوكو. رغم ذلك، كانت الألوان مشرقة بشكل متناقض مع الأحداث، إلا أن هذا خفف الصدمة على المشاهدين. ففي النهاية، لا يبدو أن القائمين على أنمي "قاتل الشياطين" يريدونه أن يكون عملاً كئيباً.
هذا نجح أكثر في الجزء الجديد، إذ استطاع تجاوز الفصل السابق إلى أمل جديد. فإضافة إلى الانتصار هذه المرة، عرفنا تفاصيل أكثر من القصة العامة. تانجيرو يمسك برأس خيط يدله على ما قد يساعده في حربه، ورغم اختفاء الأدلة، كان رأس الخيط كافياً بمعرفته بقوة وراثية ما لم يخبره أحد عنها سابقاً. مع ذلك، لم يخلُ تماماً من اللحظات الحزينة التي ظهرت في ماضي الشياطين.
صورة مذهلة وصوت سيئ
مع بصريات جذابة، كان من المزعج المبالغة بأصوات الشخصيات وثرثرتها الطويلة بصوت عالٍ أقرب إلى الصراخ. في المرة الأولى، كان صوت زينتسو المبالغ فيه والمزعج جزءاً من الكوميديا اللطيفة، لكن الأمر تعدى ذلك، ولم يعد مجرد شيء مقتصر على شخصية كوميدية. أكثر من شخصية هذه المرة تصرخ وتبكي وتتكلم، من دون توقف بصوت عالٍ، الأمر الذي جعل صوتيات الأنمي مجرد ضجيج يطغى على الخلفيات الموسيقية المعدة له.
بالتزامن مع نهاية الموسم الثاني، أُعلن عن الموسم الثالث عبر فيديو مدته أقل من دقيقة، يعرض، بلقطات ثابتة، شخصيتين من الهاشيرا، هما ميتسوري كانروجي، ومويشيرو توكيتو، وهذا يعطي احتمالية أن يكون الموسم الثالث أيضاً من جزأين، للتركيز على كل هاشيرا على حدة.