فيلم "يانال".. تجربة تحتاج إلى المزيد من البحث

14 فبراير 2024
من فيلم "يانال" (فيسبوك)
+ الخط -

قبل أسابيع بدأ عرض فيلم "يانال"، كتابة وإخراج وتمثيل جاد أبو علي، الذي ظهر قبل سنوات في مسلسل "عروس بيروت"، ثمّ في عددٍ من المسلسلات اللبنانية والمشتركة. ربما من المبكر على أبو علي (1997) الدخول في مجال الإخراج السينمائي في فيلم ينقل مأساة شاب يُدعى "يانال" أصيب منذ طفولته بمرض جلدي نادر، ويحاول التأقلم مع حالته من خلال العلاج اليومي.

واستعان جاد أبو علي بالممثلتين ليليان نمري وريان الحركة، في إطار لم يكن محكمًا، إذ ربما كان من الأفضل الاستعانة برؤية مخرج محترف لتطبع القصة بنمط مختلف عن الذي ظهرت به.

مُشوه الوجه بعدسات لاصقة زرقاء يظهر يانال في المشاهد الأولى عاملاً على سيارة أجرة، من خلال التطبيقات الخاصة بالزبائن، لتلتقي به هـيا (ريان الحركة) وتغرم به من اللحظة الأولى للقائهما. أمام قصة حب بين مراهقين، والوضع الاقتصادي المتردي في لبنان، ومحاولة إنقاذ بائسة، تأخذ قصة يانال منحى مأساويا.

القصة بحسب ما علم "العربي الجديد" حقيقية لشاب عاش فترة المرض النادر، لكن جاد أبو علي حاول إضافة لمسات من الواقع اللبناني المعيشي على القصة المأساوية. هكذا نتابع قصة الشاب الوحيد في بيروت، الذي يحمل سره إلى "دهب" (ليليان نمري) التي التقته صغيراً، وأخذت على عاتقها تربيته.

في المضمون القصة جيدة، لكن الحبكة المصورة تفتقد للكثير من الواقعية في أداء جاد أبو علي، وهو ما يبدو متوقعاً، إذ اختار بنفسه القيام بالبطولة والإخراج وكتابة السيناريو. لكن الثغرات في الفيلم لا تمنع وجود نقاط مضيئة عدة فيه، أبرزها أداء الممثلة ليليان نمري التي أدت دورها بسلاسة وحرفية بدت طبيعية جداً.

في المحصّلة، يحسب لأبو علي جرأته في تنفيذ فيلم لوحده، لكن كان الأجدى دراسة تفاصيل مشاريعه السينمائية بدقة ورويّة، والاستعانة بمتخصصين في هذا المجال بعيداً عن الرؤية الواحدة. وأمام ذلك يمكنه إسقاط الواقع على الخيال والمزج بين يوميات الفقراء المحرومين، وبين الطبقة الميسورة ماليًا التي تحتكر كل المقومات الخاصة بالحياة، بعيداً عن أي كليشيه مستهلك من قبل.

المساهمون