فيلم سن الغزال الفلسطيني في مهرجان كان السينمائي

07 مايو 2024
سيف همّاش أثناء تصويره فيلمه (من المخرج)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فيلم "سن الغزال" للمخرج سيف همّاش، يروي قصة شاب فلسطيني يحاول تحقيق وصية أخيه بإلقاء سنه في البحر، معبرًا عن الصراعات والتحديات التي يواجهها الفلسطينيون.
- المشاركة في مسابقة La Cinef ضمن مهرجان كان السينمائي تمثل إنجازًا لجامعة دار الكلمة والسينما الفلسطينية، مؤكدة على دور الفن في المقاومة الثقافية.
- الفيلم يسلط الضوء على العلاقة بين الفلسطينيين والبحر كرمز للحرية والعودة، ويعكس الصعوبات في الوصول إلى البحر تحت السيطرة الإسرائيلية، محملاً برسالة قوية عن حق العودة والحرية.

اختارت لجنة تحكيم مسابقة La Cinef، وهي إحدى المسابقات الرسمية التابعة لمهرجان كان السينمائي الدولي، والمخصصة لأفلام طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس السينمائية، فيلم سن الغزال الروائي القصير، لسيف همّاش، وهو فيلم تخرّجه من جامعة دار الكلمة في بيت لحم.
أشار الموقع الرسمي لمهرجان كان السينمائي الدولي، إلى أن لجنة تحكيم الجائزة لفئة الفيلم القصير وأفلام الطلاب La Cinef، لهذا العام، اختارت 18 فيلماً قصيراً، منها 14 فيلماً روائيّاً، وأربعة أفلام رسوم متحركة، من بين 2263 فيلماً قدّمتها مدارس السينما في جميع أنحاء العالم. 
اللجنة تكوّنت من الممثلة البلجيكية من أصول مغربية لبنى أزابال، والمخرجة والمنتجة وكاتبة السيناريو الفرنسية ماري كاستيل مينشن- شار، والأكاديمي والناقد مدير العديد من المهرجانات ودور العرض الإيطالية، باولو موريتي، والمخرجة والمنتجة الفرنسية كلودين نوغاريه، والمخرج وكاتب السيناريو الصربي فلاديمير بيريزيتش.
تلفت اللجنة إلى أن برنامج هذا العام لعروض منافسات مسابقة La Cinef للحراك الجغرافي لطلاب السينما، يمثّلها إلى جانب سيف همّاش، مخرج سنغافوري في أستراليا، ومخرج هندي وليتواني في المملكة المتحدة، ومخرج روسي في جمهورية التشيك، وثلاثة أفلام قصيرة جرى إنتاجها في المدارس الأميركية بواسطة مخرجين روس وصينيين وبريطانيين، لافتة إلى أنها ستقوم بتسليم جوائز المسابقة في حفل يسبق عرض الأفلام الفائزة، والمقرر في 23 مايو/أيار 2024، في مسرح "بونويل" (Buñuel).

فيلم سن الغزال في 16 دقيقة

يروي فيلم سن الغزال في 16 دقيقة، قصة مؤثرة لرحلة شاب من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في مدينة بيت لحم، وصراعاته الداخلية والخارجية، لتنفيذ رغبة أخيه الطفل الشهيد في إلقاء سِنِّه في البحر، بالرغم من كلّ الصعوبات والعراقيل التي يواجهها من أجل تحقيق تلك الرغبة. في هذا السياق، يلفت سيف همّاش مخرج فيلم سن الغزال في حديث إلى "العربي الجديد"، إلى أن التسمية جاءت من حكاية شعبية وممارسة طفولية دارجة في فلسطين، تتعلق بمخاطبة الشمس كي تبدل السنّ التالف بأفضل منه، أو بـ"سنّ غزال".
يحضر البحر في الفيلم تأكيداً على علاقة الشعب الفلسطيني برمزيته، وارتباطه بالحريّة وحق العودة، وذاكرة الشعب الجمعية، خاصة أنه لا يوجد في الضفة الغربية إلا البحر الميّت، وهو تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، وليس من السهل الوصول إليه، في ظل التعقيدات التي تفرضها سلطات الاحتلال على تنقل الفلسطينيين من منطقة إلى أخرى، خصوصاً بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، علاوة على الاعتداءات المتواصلة وعمليات قطع الطرق التي تمارسها قطعان المستوطنين، الذين ارتفعت وتيرة جرائمهم في السنوات الأخيرة.
وبوصول فيلم سن الغزال إلى مهرجان كان، يحقق طلاب جامعة دار الكلمة حضوراً سينمائياً مميزاً في التظاهرة الدولية، حيث سبق اختيار فيلم الطالب سيف همّاش لهذا العام، فوز فيلم "أمبيانس" للمخرج وسام الجعفري في عام 2019، حين كان طالباً في الجامعة ذاتها، بجائزة مهرجان كان السينمائي بدورته الثانية والسبعين عن فئة أفلام الطلاب (La Cinef).
وأشارت الجامعة إلى أنها، وضمن رسالتها الأكاديمية والفنية، تسعى دوماً إلى خلق مساحات تعبيرية بنَّاءة للطلاب والطالبات، تساهم في تعزيز حالة من المقاومة الثقافية، تكون قادرة على الانتصار، من دون تمييز، لمفهوم الحرية والإبداع وحق الشعوب في التعبير عن ذاتها ضد مختلف أشكال الاضطهاد، معبّرة عن فخرها بالإنجاز الذي تحقق من خلال اختيار فيلم "سنّ الغزال" للطالب سيف همّاش، "المخرج الواعد"، للمنافسة في هذه المسابقة الدولية المهمة.
يشير همّاش إلى أن اختيار فيلمه لمهرجان عالمي بحجم مهرجان كان السينمائي، خلق لديه شعوراً مُختلطاً؛ فمن جهة يريد أن يشعر بسعادة داخلية بذلك، باعتباره فيلمه الأول، وقد بذل فيه وطاقم العمل مجهوداً كبيراً، بإشراف المخرج مجدي العمري، الأستاذ في جامعة دار الكلمة. ومن جهة أخرى، تبدو السعادة صعبة في ظل العجز الذي يتملكنا نحن الفلسطينيين من حرب الإبادة على قطاع غزة، وممارسات الاحتلال والمستوطنين جرائمهم في الضفة الغربية، لكن المهم "رسالة الفيلم التي تمثّل صوتي في هذه التظاهرة العالمية".

مخيم الدهيشة للاجئين

يلفت همّاش إلى أن الفيلم يتناول قضية اللاجئين، بشكل أو بآخر، خاصة أنه صُوّر في مخيم الدهيشة للاجئين، حيث وُلد ويعيش، مؤكداً أن لا تنازل عن حق العودة لمن هُجرّوا من ديارهم عنوة في عام 1948، كما حال أبنائهم وأحفادهم، وهو حق متوارث، فالمخرج ابن الجيل الرابع للاجئين لا يزال متمسكاً بهذا الحق، بل ويصنع فيلماً من داخل المخيم الذي كان ولا يزال أهله على قناعة بأنه مؤقت منذ 76 عاماً.
يقول: "أمارس المقاومة بالفن، الذي هو وسيلتي في تحدّي الاحتلال والتعبير عن أبناء شعبي، ولا سيّما في مخيمات اللجوء، ونحن على باب ذكرى النكبة". 
وهمّاش (24 عاماً) بدأ موسيقيّاً، واحترف عزف القانون، ومن ثم التحق بدراسة السينما في جامعة دار الكلمة في بيت لحم، ويعيش في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين؛ إذ اتّجه إلى السينما لقناعته بقوة تأثيرها في المجتمع، كما يشير في حديثه إلى "العربي الجديد"، خاصة أن "الصورة هي اللغة المشتركة في عصرنا الحالي بين كل الشعوب، ومن السهل أن تقدّم عبرها للآخرين المعلومة والإحساس في الوقت ذاته"، كما أن السينما، من وجهة نظره، قادرة على توظيف جميع أنواع الفنون، علاوة على كون خبرته في الموسيقى ساعدته في بناء إيقاع داخلي في فيلمه هذا، وربّما أفلامه القادمة، وإلى حد ما قد تقوده إلى أسلوب خاص به.

المساهمون