فيديو لشاب يعبر دجلة ركضاً يثير دعوات لإنقاذ العراق من الجفاف

07 مايو 2022
أزمة الجفاف تجتاح العراق (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

تفاعل ناشطون ومدونون عراقيون مع مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي منذ ليل أمس الجمعة، لشاب يعبر نهر دجلة راكضاً من دون أن تغمره المياه، ما يعكس الجفاف غير المسبوق في النهر.

وظهر الشاب وهو يركض وسط النهر، عند مروره في العاصمة العراقية بغداد، ما بين جسري الجمهورية والأحرار، وهي منطقة كانت مستويات المياه فيها عميقة.

وأكد مسؤول في وزارة الزراعة العراقية أنّ "الملف يقع ضمن مسؤولية وزارة الموارد المائية، ونحتاج إلى حلول عاجلة وإلى تفاهمات مع دول المنبع، لإيجاد حلّ للجفاف الذي يحاصر الأنهر العراقية". وأكد لـ "العربي الجديد"، شرط عدم الكشف عن اسمه، أنّ "هناك تفاهمات جديدة مع تركيا، لكن إيران رفضت حتى الحوار، وقطعت روافد دجلة، كما تعمل على إنشاء سدود جديدة على تلك الروافد".

وحذر من أنّ "الجفاف بلغ مراحل خطيرة، والزراعة مهددة في العراق. لا يمكن ترك الملف من دون تحرك دولي والاتفاق مع دول المنبع على تقاسم الضرر".

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، تداول المستخدمون الفيديو على نطاق واسع، ووجهوا الانتقادات للحكومة، لترك الدول الأخرى تتحكّم بمياه البلاد من دون حلول.

وعلّق الناشط سفيان أحمد: "رسالة إلى الحكومة ومسؤوليها... نهر دجلة يحتضر. هل من منقذ؟".

وقالت المدونة آية عبد: "تركيا تأثيرها كبير على دجلة والفرات، وقد بنت سدوداً، لكنها لم تغير مجرى نهر أو تقطع المياه نهائياً، لكن إيران غيرت مجرى أنهر، وقطعت المياه بشكل نهائي عن محافظة ديالى".

وزارة الموارد المائية العراقية التي لم تعلّق على الفيديو تحدثت، اليوم السبت، عن زيادة في الخزين المائي بفعل الأمطار الأخيرة والسيول. وقال مستشار الوزارة، عوني ذياب، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، إنّ "الأمطار الأخيرة في البلاد لها تأثير جزئي نسبي جداً وليس واسعاً، وعلى الرغم من أن بعض المناطق تشكلت فيها بعض السيول، فإنها كانت محدودة، وحققت زيادة طفيفة في الخزين المائي، ولم تشكل تأثيراً كبيراً".

وأضاف ذياب أنّ "ما تحقق من نسبة لا يشكل أكثر من نصف مليار متر مكعب من الكمية التي من الممكن أن نحصل عليها نتيجة هذه الأمطار، سواء من سد الموصل أو سد دوكان"، مشيراً إلى أنّ "ما يطلق من الخزانين أقل مما يدخل لهما، وتأمل الوزارة بأن تستمر هذه العملية لفترة طويلة، لغرض تعزيز الخزين المائي لمواجهة الشح المائي والتحديات والسيطرة عليها".

وكان العراق قد قلّص مساحة الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، فيما استبعد محافظات معينة من الخطة بشكل تماماً، بسبب موجة جفاف غير مسبوقة تعانيها البلاد، نتيجة قطع إيران روافد نهر دجلة، وتقليل تركيا إطلاقات المياه نحوها.

وفيما لوحت الحكومة العراقية مرات عدّة باللجوء الى المؤسسات الدولية للحصول على المياه من إيران، وفقاً لاتفاقيات تقاسم المياه، إلا أنها لم تخط أي خطوة نحو تدويل الملف رغم رفض إيران أي حلول يطرحها العراق.

المساهمون