فنانون نيوزيلنديون من أجل وقف إطلاق النار في غزة

13 يناير 2024
في رفح (محمد عبد/ فرانس برس)
+ الخط -

رغم محنته القاسية، ألهم قطاع غزة المجتمعات الثقافية نمطاً جماعياً، لم يكن شائعاً، في إيصال أصوات أفرادها، بسبب طبيعة العملية الإبداعية التي تشترط الفردية. أمسى مألوفاً اليوم أن تلك المجموعات المنتشرة حول العالم، تحت مسمى فنانين أو موسيقيين أو مبدعين من أجل فلسطين، لتنتظم عبرها تحركات الدعم والتضامن، إلى جانب المبادرات الفردية التي لا تنقطع.

من أبرز تلك المبادرات الفردية التي شهدتها نيوزيلندا، ضمن أنشطة ثقافية متنوعة ومساندة للقضية الفلسطينية، تصميم جديد للعلم الفلسطيني لفنان قصص مصورة، يُدعى ميشيل موليبولا، تعبيراً عن دعمه لقطاع غزة، مع استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي عليه خلال العام الجديد. كشف موليبولا عن العلم خلال احتجاجات انطلقت من مدينة أوكلاند، كما شوهد بين الحشود في احتجاجات "تي باتي ماوري" (السكان الأصليون) التي نظمت على مستوى البلاد خلال الشهر الماضي.

وقال الفنان النيوزيلندي إن النضال من أجل تحرير السكان الأصليين والمطالبة بحقوقهم كان السبب وراء رفع العلم في هذه الاحتجاجات، وإن تصميمه للعلم جاء بعدما لاحظ أن أهل ساموا (جزيرة نيوزيلندية أغلبيتها من السكان الأصليين)، كانوا غير مكترثين أو مهتمين، خاصة عبر الإنترنت، بالمساهمة في أنشطة متعلقة برفض الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة.

وأفاد الفنان الذي ينتمي إلى الساموا بأن العلم أصبح رمزاً لشعبه يحملونه إظهاراً لتضامنهم مع الفلسطينيين، وأنه سعيد بذلك. وأوضح موليبولا أن "الزخارف والأنماط الساموية المضافة إلى علم فلسطين، هي رمز لوحدة القضية مع فلسطين، فمسألة تحرير شعبه والشعب الفلسطيني والماوري، مترابطة وليست المسألة مجرد تقديم دعم لضحايا الإبادة الجماعية في ذلك البلد البعيد".

من نيوزيلندا أيضاً، انطلقت خلال الفترة الماضية واحدة من أبرز المبادرات الجماعية، بتحريض من حركة "فنانون من أجل وقف إطلاق النار في غزة". ضمت المبادرة عدداً كبيراً من أهم الفنانين في نيوزيلندا، منهم الحائزة جائزة أوسكار كيشا كاسل هيوز، ونجمة هوليوود جيمين كليمنت، والموسيقي ريب فاونتن، والممثلون دانييل كورماك وروبي ماغاسيفا وروبين مالكولم وميرياما ماكدويل وأنطونيا بريبل وسارة وايزمان.
شملت القائمة أيضا فنانين بصريين مثل وجيد تاونسند وأوتيس فريزل وسارة موانا، إلى جانب عدد من أبرز قادة الفنون والناشطين في المجتمع النيوزيلندي بينهم كات روكا، ودومينيك هوي، وسام سنيدن، وأمبر ليبرتي، وموانا مانيابوتو، وهينيموا إلدر، وإليسيا ويلسون-هيتي، ومن الموسيقيين الفائزين بجائزة "سلفر سكرول" فرقة The Beths والمغني تروي كينغي والحائز جائزة الفنون توم سكوت، إضافة إلى تامي نيلسون وليديا كول وليام فِن وروب روها وريا هول.

وجه الموقعون رسالتهم إلى رئيس الوزراء كريستوفر لوكسون، إذ طالبوه بالدعوة إلى "وقف فوري لإطلاق النار وإدانة الحكومة الإسرائيلية بسبب تجاهلها الصارخ لحقوق الإنسان".

وجاء في البيان أنه "منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، شهدنا هجوماً غير مسبوق على السكان المدنيين في غزة أقدمت عليه إسرائيل، بدعم من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وفي الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على قطاع غزة (المنطقة المحتلة التي فرض عليها حصاراً غير قانوني منذ فترة طويلة) وقطعت عن القطاع كل إمدادات الغذاء والماء والوقود". وفي معرض إسهاب البيان حول معاناة القطاع المنكوب، ذكر أن "عدد سكان غزة 2.2 مليون نسمة، نصفهم من الأطفال، وفي هذا تجاهل واضح للقانون الإنساني الدولي ويشكل عقوبة جماعية بموجب اتفاقيات جنيف. في حين يزداد الوضع سوءاً بشكل كبير مع استمرار القصف والخسائر في أرواح المدنيين وعرقلة إيصال المساعدات والغذاء والوقود أو تقييدها بشدة".

وفي ما يخص المطالب، أوجزها الفنانون النيوزيلنديون في:

أولاً: وقف فوري لإطلاق النار لمنع سقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين والسماح بدفن القتلى بشكل كريم، بعد أن اكتظت المشارح في غزة، ما أدى إلى دفن الجثامين في مقابر جماعية، وهذا بالتبعية يزيد من خطر تفشي الأمراض.

ثانياً: طرد السفيرين الإسرائيلي والأميركي من البلاد، إذا لم يشرع بلداهما في اتخاذ التدابير اللازمة من أجل وقف فوري لإطلاق النار.

ثالثاً: العمل على رفع الحصار وإمداد القطاع باحتياجاته من غذاء ومياه ووقود ومساعدات طبية وإنسانية.

رابعاً: تسهيل المرور الآمن للمرضى ذوي الحالات الحرجة والراغبين في الحصول على الأمان، كذلك السماح بدخول الفرق الطبية وفرق الإنقاذ. ونوضح في هذا الخصوص أننا نقف بقوة ضد التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين إلى مناطق خارج فلسطين.

خامساً: إنهاء كافة المساعدات العسكرية الأجنبية لإسرائيل.

سادساً: الاعتراف بدولة فلسطين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني والقضاء على نظام الفصل العنصري. "نحن نؤيد حق العودة للشعب الفلسطيني الذي جرد من أراضيه منذ عام 1948".

إلى جانب هذه المناشدة، أطلقت مبادرة "فنانون من أجل وقف إطلاق النار في غزة" بالتعاون مع "يهود نيوزيلندا ضد الاحتلال" وحركة Anu Healing الفنية، عرضاً سينمائياً عبر معرض أقيم تحت عنوان "من النهر إلى البحر"، واستهدف الفيلم، بحسب ما أعلن مطلقو المبادرة، التعبير الفني إلى جانب تعزيز المناقشة الآمنة.

ضم برنامج المعرض أيضاً أعمالاً للخطاط بلال خالد، الذي نشأ في غزة، وفنانة الغرافيك الفلسطينية منى جبالي، وقد استمر المعرض حتى السادس من يناير/كانون الثاني، رغم اتهامات بمعاداة السامية، وجهها المجلس اليهودي النيوزيلندي، بالإضافة إلى إنذار بالطرد تلقاه المعرض في اليوم التالي للافتتاح من مالك مقر المؤسسة الثقافية، في ممارسة متكررة تجاه الأنشطة المتعلقة بالتضامن مع فلسطين.

المساهمون