فنانون غزيون قضوا شهداء: على قيد الموت

بعدما كان المجتمع الفني في قطاع غزة، في يوم من الأيام، يمثّل انعكاساً حيوياً للقدرة الفلسطينية على الصمود، ها هو يصارع الآن من أجل البقاء، بعدما محا عدوان الاحتلال إسرائيلي جيلاً من الفنانين في القطاع.
كشفت وزارة الثقافة الفلسطينية أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 28 فناناً ومثقفاً وكاتباً فلسطينياً، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويصوّر التقرير ببلاغة الأثر العميق للهجوم الإسرائيلي المستمر على النسيج الثقافي في غزة، ويقدّم رواية مؤثرة تؤكد خطورة الوضع. في ما يأتي، أبرز الشخصيات الفنية الفلسطينية التي استُشهدت خلال العدوان على غزة حتى الآن:

هبة زقوت

استشهدت الفنانة البصرية ومعلمة الفنون الجميلة، هبة غازي إبراهيم زقوت، عن 39 عاماً، وابنها، في 13 أكتوبر/تشرين الأول. زقوت خريجة جامعة الأقصى في غزة، وحاصلة على شهادة في الفنون الجميلة. وركّز فنها في كثير من الأحيان على موضوعات مثل المرأة والوطن والطبيعة.

هبة أبو ندى

استشهدت عن 32 عاماً، مع ابنها أيضاً، في غارة جوية إسرائيلية على خانيونس في 20 أكتوبر. وللراحلة رواية منشورة بعنوان "الأكسجين ليس للموتى"، حصلت على المركز الثاني في جوائز الشارقة للإبداع العربي عام 2017.

إسرائيل قصفت أيضاً عمر أبو شاويش

كذلك، استشهد الشاعر والروائي والناشط المجتمعي، عمر فارس أبو شاويش، في 7 أكتوبر/تشرين الأول في أثناء قصف مخيم النصيرات للاجئين في غزة. تميّز أبو شاويش باهتمامه بقضايا الشباب، وشارك في تأسيس جمعيات شبابية عدة، وحصل على جوائز محلية ودولية. وتعزيزاً لتأثيره، كرّمه مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، التابع لجامعة الدول العربية، بجائزة "الشباب العربي المتميز في مجال الإعلام والصحافة والثقافة" عام 2013.
وكانت مساهمات أبو شاويش الفنية على القدر نفسه من الأهمية، إذ صدرت له دواوين شعرية عدة ورواية بعنوان "على قيد الموت" في 2016.

إيناس السقا

كانت إيناس السقا ممثلة وكاتبة مسرحية ومعلمة مشهورة ومتخصصة في مسرح الأطفال، وقد استشهدت في غارة جوية إسرائيلية أواخر أكتوبر/تشرين الأول مع ثلاثة من أطفالها، سارة ولين وإبراهيم. والسقا من الشخصيات المؤثرة في المشهد المسرحي في غزة، إذ كانت من رواد مسرح الأطفال وفنانةً ماهرة في الفنون البصرية. ومساهمات السقا السينمائية شملت أدوارها في فيلمي "سارة" و"عصفور الوطن" عام 2014، وكلاهما يتناول قضايا مجتمعية مهمة، بالإضافة إلى النضال الفلسطيني. وإلى جانب تمثيلها، عُرفت بمساهماتها الثقافية وتعاونها مع الفرق المسرحية في قطاع غزة.

يوسف دواس

في 14 أكتوبر/تشرين الأول، استشهد العازف والكاتب والصحافي والمصور الفلسطيني، يوسف دواس، في غارة إسرائيلية على منزل عائلته في شمال غزة. يتقن دواس اللغتين العربية والإنكليزية، وقد كتب على نطاق واسع وأنتج مقاطع فيديو تناقش مجموعة من المواضيع، بما في ذلك طموحه للسفر واستكشاف العالم، قبل أن تنهي إسرائيل أحلامه. 

محمد قريقع

عن 24 عاماً، استشهد الفنان محمد سامي قريقع، يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وحتى في لحظاته الأخيرة، سعى قريقع للتخفيف من حدة القلق والتوتر النفسي الذي يواجهه الأطفال والمرضى في المستشفى المعمداني من خلال فنّه البصري.

نور الدين حجاج

في 2 ديسمبر/كانون الأول، استشهد الكاتب نور الدين حجاج في غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي على منزله في حيّ الشجاعية. ألّف مسرحية "الرماديون" عام 2022، ورواية "أجنحة لا تطير" في عام 2021، وكان خلالها مشاركاً نَشِطاً في مبادرات مثل جمعية قرطبة ومؤسسة أيام المسرح.
وكانت رسالته الأخيرة للعالم الخارجي هي: "اسمي نور الدين حجاج، أنا كاتب فلسطيني، عمري سبعة وعشرون عاماً ولدي أحلام كثيرة. أنا لست رقماً ولا أوافق على أن يكون موتي خبراً عابراً".