من خلال أغنية جديدة، تسعى المغنية الأميركية لورين هراقي (Lauren Jauregui) لجمع تبرعات لأطفال فلسطين، في مساهمة تأتي ضمن مساهمات كثيرة قدمها الوسط الفني والموسيقي الغربي، لدعم الجهود الإنسانية في قطاع غزة، ليكون هو الأنشط والأكثر فعالية في هذا الخصوص.
عبر حسابها على منصة إكس، أعلنت عضو فرقة "فيفث هارموني" السابقة، في 22 ديسمبر/ كانون الأول، المبادرة، وقالت: "كتبت هذه الأغنية في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني، لكني أشعر أنها حاولت أن تكتب نفسها عدة مرات من قبل، إنها تشمل الطاقة الكامنة التي كنت أشعر بها منذ فترة حول هذا العالم. كان قلبي في حالة حسرة. والموسيقى، كما هو الحال دائماٍ، هي الشيء الوحيد الذي يساعد".
جاءت الأغنية تحت اسم The Day the World Blows Up، وهي متاحة فقط على موقع Even.biz، مقابل تبرع قدره ثلاثة دولارات، وسيذهب جزء من الأرباح إلى تحالف أطفال الشرق الأوسط لدعم أطفال فلسطين.
الجزء الآخر من المبلغ سيوجه إلى صندوق يدعم الأسر السودانية في مصر، بحسب ما أعلنت هراقي، التي أتبعت إطلاق الأغنية بتعليق عليها: "هي قصيدة للذين يمتلكون القوة والمثابرة ويكافحون من أجل عالم أفضل نتركه لأطفالنا وسط الفوضى، أتمنى ألا نتوقف أبدًا عن الحلم بالحرية حتى تصبح حقًا لنا جميعًا".
تقول كلمات الأغنية التي كتبتها هراقي: "آخذ نفسًا عميقًا وأحبسه في صدري لكنه يجرحني. أحاول أن أتفهم الوضع، لكن هذا يجعل الأمر أكثر سوءًا، لا أطلب المساعدة أبدًا، بل أترك المشكلة على رف حتى تنتهي صلاحيتها، مع ذلك تعود من جديد؛ لأن الحقيقة لا تغادرني، بل إن صوتها يصبح أعلى، يمكننا البدء من جديد ونحن متزنون؛ لأن الجميع ثمل الآن، قد نقترب من بعضنا عندما يخبروننا متى سينفجر العالم".
يذكر أن هراقي من أوائل المغنيات اللواتي أعلنّ الدعم للفلسطينيين ضد الإبادة الجماعية التي يتعرضون إليها، وكثيرًا ما تشارك على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي رسائل مناهضة للعنف. وفي الأسبوع الماضي، استضافت بثًا مباشرًا على "إنستغرام"، مع المرشحة الرئاسية ماريان ويليامسون، لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة.
ومن بين ما كتبته المغنية الأميركية عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على منصة إكس: "إن قلبي يحزن على فلسطين وأطفالها وعلى الإسرائيليين الأبرياء الذين وقعوا في مرمى نيران حكومتهم التي تمارس الإبادة الجماعية".
مبادرة شبيهة أطلقها الفنان البريطاني ديف من خلال أغنيته "حلم السلام"، إذ جمع نجم الراب حتى اليوم ما يزيد عن 500 ألف جنيه إسترليني لصالح كل من فلسطين والسودان.
كشف ديف عن هذه المبادرة في 19 ديسمبر، من خلال حسابه على منصة إكس، مسجلاً: "لقد جمعنا ما يقرب من 500 ألف جنيه إسترليني يوم الأحد الماضي لصالح الجمعيات الخيرية في فلسطين والكونغو والسودان. محبة هائلة للجميع... شكرًا لكل من تبرع وأتاح لي أن ألعب هذا الدور".
تقول كلمات الأغنية المهداة إلى غزة: "لا أريد أن أرى أطفالًا صغارًا يموتون في كل مرة أفتح فيها الهاتف، لكن أقل ما يمكنني فعله هو محاولة فهم ألم الإنسان، أقل ما يمكنني فعله هو الوقوف تحت المطر والاحتجاج... لا أريد أن أتحول إلى ديف السياسي، لكن انظر إلى الأشخاص الذين يقودون الطريق...".
هناك أيضاً المغني الكندي أبيل تسفاي المعروف باسم ذا ويكند، الذي أسس منذ سنوات صندوقًا خيريًا تحت اسم XO. وعبر هذا الصندوق، وجه مبلغ 2.5 مليون دولار إلى برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ومن المفترض أن يغطي هذا المبلغ 820 طنًا من الغذاء، وهو ما يمكن أن يمد أكثر من 173 ألف فلسطيني بالغذاء لمدة أسبوعين، بحسب ما أعلن البرنامج الأممي.
تبرع الفنان الكندي، الذي عُيّن سفيراً للنيات الحسنة ببرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، بمبلغ 1.8 مليون دولار من أمواله الخاصة لبرنامج الأغذية العالمي. إلى جانب ذلك، تعهد تسفاي بالتبرع بدولار واحد من كل تذكرة من حفلات جولة فنية مخطط أن تنطلق في بدايات العام المقبل.
لا تقف المبادرات الموجهة لدعم فلسطين عند المغني صاحب الشهرة العالمية يوسف إسلام (كات ستيفنز) الذي نشر نسخة لم تُذع قبلاً من أغنية The Little Ones التي صدرت عام 1997، وكانت قد أطلقت لأول مرة في أعقاب الإبادة الجماعية البوسنية التي أودت بحياة آلاف الأطفال عام 1995، ومن كلمات الأغنية الشهيرة: "أوه، لقد قتلوا كل الصغار، بينما وجوههم لا تزال مبتسمة، ببنادقهم وغضبهم، محوا حياتهم الصغيرة. لم يعد يضحك، لم يعد طفلاً".
المغني البريطاني الذي أُدرج اسمه في قاعة مشاهير الروك أند رول في عام 2014، حث النجوم على استغلال شهرتهم في الدعوة لوقف آلة الحرب الصهيونية. وفي تصريح له، عبّر ستيفنز عمّا أحسّ به وهو يتابع مشاهد القتل اليومية: "لقد وجدت صعوبة في كبح جماح نفسي، خصوصاً عند رؤية وجوه وملابس الأطفال الأبرياء الملطخة بالدماء، أي أولئك الذين حالفهم الحظ بالهروب من القنابل وما زالوا على قيد الحياة".
كان المغني البريطاني الشهير واحداً من آلاف الموسيقيين الذين وجهوا رسالة مفتوحة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، دعت إليها حركة "موسيقيون من أجل فلسطين"، وحثّ خلال مشاركته، في أكتوبر الماضي، في مسيرة داعمة لفلسطين انطلقت من إسطنبول، على إنهاء "قصف العائلات البريئة ومنازلها، وبخاصة الأطفال الصغار الذين يشكلون نصف عدد الذين قتلوا".