- السوق يعرض الفنون الثقافية العربية مثل الحناء والخط والتطريز الفلسطيني، مؤكدًا على "الفرح كمقاومة" ويشكل منصة لدعم القضية الفلسطينية وتعزيز الوعي.
- يسعى السوق لتعزيز الوحدة والتضامن بين المجتمعات المختلفة في شيكاغو، بالتعاون مع منظمات مثل Al Hub Chicago و"لاتينيون من أجل فلسطين"، لتقريب القضية الفلسطينية من المجتمعات الأخرى.
يجمع سوق فني ينظمه "فنانون ضد الفصل العنصري" بين الفنانين الفلسطينيين والعرب من جميع أنحاء ولاية شيكاغو الأميركية، لإعادة شحن طاقتهم، وبناء مجتمعهم، وجمع الأموال من أجل جهود إغاثة الفلسطينيين بالتزامن مع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. ونقلت صحيفة شيكاغو ريدر عن المؤسِّسة الفنانة سجى بيلسان أن "هذا هو الوقت المناسب لنا للتخلص من التوتر داخل المجتمع والاحتفال بالثقافة العربية بطريقة لا نراها ممثلة في كثير من الأحيان".
بدأت مبادرة "فنانون ضد الفصل العنصري" لافتتاح هذا السوق كمحادثة بين بيلسان وصديقتها وزميلتها المنظِّمة أليثيا زامانتاكيس، حول كيفية جمع الأموال لمساعدة فلسطين، وأقامتا أول سوق لهما في ديسمبر/كانون الأول في المقر الرئيسي لحزب الاشتراكية والتحرير في شيكاغو، حضره نحو 150 شخصاً. أما الحدث الثاني الذي أقيم في المقر الرئيسي لمنظمة الصحة المجتمعية هيلثي هود تشي، فاجتذب حشداً يزيد عن 400 شخص. وبحسب بيلسان: "كانت لدينا قائمة انتظار، لقد كان الأمر رائعاً".
وسيُعقَد السوق الفني الثالث في 21 إبريل/نيسان الحالي. وتستعير المجموعة اسمها من "الفنانين المتحدين ضد الفصل العنصري"، وهي مجموعة من الموسيقيين المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية، كانت قد تشكّلت في عام 1985 للاحتجاج على الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. ويجمع السوق الأموال لمساعدة العائلات الفلسطينية الهاربة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولمنظمة SkateQilya غير الربحية لتعزيز صحة الشباب الفلسطيني من خلال التزلج على الألواح.
وبالنسبة لسوقهما المقبل، تتعاون بيلسان وزامانتاكيس مع منظمة Al Hub Chicago التي تهدف إلى إنشاء مركز للبرامج الثقافية العربية في المدينة. ويعقد السوق أيضاً شراكة مع PSL في شيكاغو و"لاتينيون من أجل فلسطين". هذه الأخيرة التي طوّرت برامج للمجتمع اللاتيني في شيكاغو لتقريبهم من القضية الفلسطينية.
نشأت بيلسان في مدينة ميلووكي الأميركية قبل أن تنتقل إلى رام الله في فلسطين في سن 15 عاماً، ولا يزال جزء كبير من عائلتها في الضفة الغربية والأراضي المحتلة في عام 1948. وباعتبارها من سكان شيكاغو، تقول إنه كان من الصعب العثور على مجتمع فلسطيني داخل المدينة. وكانت الأحداث مثل السوق الفني ومجموعة دعم فلسطين التابعة لها وسيلة رائعة لها ولرفاقها العرب في شيكاغو لبناء مجتمع.
يعرض سوق "فنانون ضد الفصل العنصري" الموسيقى والفنون الثقافية العربية، مثل الحناء والخط والتطريز الفلسطيني التقليدي، ويقوم على فكرة "الفرح كمقاومة"، والتي تقول عنها بيلسان: "أعتقد أن الفرح كمقاومة لا يجسد حقاً هذا الحدث فحسب، بل يجسد الفلسطينيين وقوة إرادتهم وصمودها"، بالرغم من أن منسقة الأغاني الفلسطينية والأرمنية، دي جيه ننوس، تذكّر بأنه "نحن نرقص ونستمتع بأنفسنا، إنها مقاومة، لكنها ليست نفس المقاومة التي يواجهها الأشخاص الذين يحاولون أن يعيشوا يوماً آخر".
يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه المدمرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثوله للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية. تقول ننوس إنه "أمر غير مريح للغاية بالنسبة لي أن أضطر إلى القيام بذلك... عندما تراني أبتسم وأرقص، فإنني أقضي وقتاً ممتعاً وأشعر بإعادة تأكيد هويتي مع مجتمعي من خلال الموسيقى. ولكن في الوقت نفسه، أنا منزعجة للغاية".
يوافق الفنان والبائع في السوق الفني، شازاد راجا، على أن مثل هذه الأحداث تخدم غرضاً مهماً في تنظيم الحركة: "الآن هو وقت صعب بالنسبة لكثير من الناس على خلفية الإبادة الجماعية التي تحدث. مع العلم أن الجميع موجودون في السوق لغرض واحد، وهو دعم القضية، ومعرفة أنهم يريدون رد الجميل لفلسطين. يمكنك أن تشعر بهذه الطاقة". ويستخدم راجا الفن التصويري للتطرق إلى القضايا السياسية الكبرى. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول، تحول تركيزه نحو القضية الفلسطينية، وتعود 100% من أرباح متجره الإلكتروني إلى صندوق إغاثة أطفال فلسطين. ويقول إن قوة أسواق الفنانين ضد الفصل العنصري تكمن في قدرتها على تحويل الأشخاص المعنيين عبر الإنترنت إلى مجتمع من المنظمين، و"أعتقد أن الناس يشعرون بالارتباك أو الإرهاق بشأن ما يمكنهم فعله"، "سواء كان الأمر يتعلق بالاحتجاج، أو التبرع، أو المقاطعة، أو التثقيف، أو إنشاء الفن، فكل شخص لديه شيء يمكنه القيام به. تخيل لو أن كل شخص في العالم قام بشيء للمساهمة، ألن يكون عالمنا أفضل؟".
يأتي هذا السوق في ظل حراك واسع تشهده الولايات المتحدة الأميركية يطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويحتج على الإبادة الجماعية. ففي كاليفورنيا، سحب عددٌ من الفنانين الذين يطلقون على أنفسهم "فنانون يهود من أجل فلسطين"، أعمالهم من معرض جماعي يجري التجهيز له في المتحف اليهودي المعاصر في مدينة سان فرانسيسكو. المعرض الذي سينظمه المتحف كان من المقرر أن يضم 47 فناناً يهودياً يعيشون في ولاية كاليفورنيا، في تظاهرة فنية تتمحور حول الثقافة والهوية اليهوديتين. جاء قرار الفنانين بعد خلافات مع القيمين على المتحف حول مصادر تمويله، وكذلك حول كيفية عرض أعمالهم. كان أمام هؤلاء الفنانين الاختيار بين المقاطعة من البداية، أو المشاركة بهدف لفت الانتباه إلى مطالبهم المتمثلة في قطع علاقات المؤسسة الفنية مع الجهات المانحة المرتبطة بدولة الاحتلال الإسرائيلي.