فرقة الفنون الشعبية تتألق في مهرجان فلسطين الدولي للموسيقى

25 يوليو 2023
قدّمت الفرقة أكثر من ألف عرض منذ تأسيسها عام 1979 (العربي الجديد)
+ الخط -

جاءت الليلة الثانية من النسخة الـ 22 من مهرجان فلسطين الدولي للموسيقى مختلفة بكل المقاييس، فنفدت تذاكر عرض "طلّات الفنون 2023" لفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية قبل أكثر من أسبوع، وفاضت قاعة قصر رام الله الثقافي بالجمهور، الأمر الذي دفع القائمين على الفعاليات لدراسة إقامة عرض جديد الأسبوع القادم.

وأشار منسق المهرجان، شرف دار زيد، في حديث مع "العربي الجديد": "اعتدنا على نفاد بطاقات عروض فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية (الطلّات) قبل أيام من إقامتها، لكن الإقبال هذا العام كان أكبر لأسباب عدة، أهمها وجود المغتربين الفلسطينيين، خاصة اليافعين والشباب الذين شكل العرض لهم فرصة لعيش تجربة لم يختبروها سابقاً. إضافةً إلى السمعة التي راكمتها الفرقة على مدار أربعين عاماً، بفضل قدرتها على الابتكار والتجديد والتطوير".

وأضاف دار زيد: "دفعنا ذلك للتفكير بتنظيم عرض آخر للفرقة، لكثرة الاتصالات والمطالبات التي وردتنا مطالبةً بحفل آخر".

وقدّمت الفرقة على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي مزيجاً من لوحات راقصة، بعضها من العمل الفنّي الأخير للفرقة "أشيرة"، وأخرى أنجزت حديثاً وأهديت إلى الأسرى الفلسطينيين في زنازين الاحتلال، وآخرهم راقص الفرقة سامر رمضان، الذي اعتقله الاحتلال قبل أيام، ممّا حال دون مشاركته بالعرض هو وزميله الأسير جهاد الروم.

وخصّصت الفرقة لوحات راقصة من وحي إبداعات الأسير المفكّر وليد دقّة وأهديت إليه، خاصةً أنّه يعاني من ظروفٍ صعبة جرّاء تفاقم وضعه الصحيّ سوءاً، بسبب سياسات الاحتلال في الإهمال الطبيّ المتعمد للأسرى، كما خصصت لوحة راقصة لمراسلة قناة الجزيرة الشهيدة شيرين أبو عاقلة.

وحظيت اللوحات الراقصة باحتفاء كبير من الجمهور، الذي استمتع بأداء راقصي فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، التي قدّمت منذ تأسيسها عام 1979 أكثر من ألف عرض محلي ودولي تجمع بين التراث والحداثة.

وجاءت بداية العرض مع صوت الأسير وليد دقّة، ليبدأ الرقص على خلفية الأغنية الختامية لمسلسل "الزند: ذئب العاصي" الذي حقّق نجاحاً كبيراً في شهر رمضان الماضي، فصدح صوت مها الحموي بكلمات "رفاق الدرب"، من تأليف برهوم رزق وألحان آري جان، للإشارة إلى واقع الأسرى في سجون الاحتلال.

ومع تواصل سرد دقّة بصوته لرسائل، منها رسالة لابنته ميلاد التي ولدت عن طريق نطفة مُهربّة من السجن، كانت "خبطات" أقدام الراقصات والراقصين من أجيال مختلفة تهدر على خشبة المسرح، وامتزجت مع أغان لأميمة الخليل ومارسيل خليفة، مثل "تكبر في الأعمار"، و"منتصب القامة".

وسمع الجمهور صوت المراسلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، قبل أن تنتظم لوحتان. قدّمت فرقة البراعم اللوحة الأولى مع أداء أغنية "لو رحل صوتي ما بترحل حناجركم" لسميح شقير. أمّا اللوحة الثانية فقدمها كبار الفرقة.

كذلك، أعادت فرقة البراعم تقديم عددٍ من اللوحات القديمة للفرقة عن الحصاد وطقوس العرس الفلسطيني المختلفة، مثل الحنة والسهر والزف، إضافةً إلى لوحات ترتبط بمقاومة الشعب الفلسطيني وحق العودة.

كذلك، لم تغب عن "طلّات الفنون 2023" لوحات من أحدث عروض الفرقة "أشيرة"، والذي تميّز بأغنيات أعدّت خصيصاً للعرض، وموسيقى ألفها أبرز الموسيقيّين الفلسطينيين، بالإضافة إلى الأداء الرفيع، والبراعة في تصميم اللوحات، واستخدام التقنيات البصرية المختلفة.

وأشعلت تلويحة الختام الشهيرة، التي باتت طقساً يرافق عروض فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، الحماس في صفوف الحاضرين، الذين شهدوا على ليلة فنيّة مميّزة.

المساهمون