فارس كرم بعدّة زوجات في كليب جديد

04 مارس 2022
تكرار وتنميط لدور المرأة في كليب كرم الجديد (المكتب الإعلامي)
+ الخط -

حتى الأيام الأخيرة لم يكن الوفاق تاماً بين شركة "روتانا" والمغني اللبناني فارس كرم. السبب هو الخلاف على بعض العائدات المالية، التي تؤكد "روتانا" أنها تريدها من فارس كرم، بينما تفيد مصادر كرم بأن مثل هذه الخلافات تحصل دائماً، لكن ذلك لن يفسد الود، ولن يصل الأمر إلى طريق الطلاق الفني بين المغني والشركة.

يجمع فارس كرم بين جيلين من المغنين اللبنانيين. ورغم التزامه باللون الغنائي الشعبي البسيط، يدرك جيداً حجمه ومكانه على الخريطة الغنائية والمنافسة، لكنه لا يريد أن يغيّر من هذا اللون، خصوصاً بعدما وجد ضالته في أغنية "التنورة" (كلمات ناشد إسكندر وألحان سليم سلامة، 2006) التي يعترف بأنها الأغنية التي رسمت نجاحه حتى يومنا هذا، بعدما تُرجمت إلى لغات عدة، وما زالت تُطلب أكثر من مرة في جميع حفلاته.

واظب فارس كرم على هذا النوع من الأغاني، وفق المفهوم الشعبي للنظم في الكلمات، أي مفردات شعبية يتداولها اللبنانيون بوفرة في يومياتهم، وتحولت إلى عناوين عريضة، مثل "يقبرني" و"نسونجي" و"بلا حب وبلا بطيخ" و"الأرغيلة"، وغيرها من الأعمال التي ساهمت في نجاح كرم طوال السنوات السابقة، وكرسته ضمن المعادلة الغنائية لمغنّي الصف الأول.

في جديده الغنائي، يعود فارس كرم إلى النمط نفسه، بل ويعيد الكرة مرة جديدة مع المخرج اللبناني جو بو عيد الذي وقع له من قبل كليب أغنية "عالطيب"، من كلمات أريج ضو وألحان سليم سلامة.

سينما ودراما
التحديثات الحية

لم يسلم كليب "عالطيب" من انتقادات لاذعة بسبب الذكورية التي ظهرت واضحة، لكن كرم لم يأبه بالانتقادات، واختار عام 2016 الولايات المتحدة الأميركية لتصوير أغنية "بلا حب وبلا بطيخ"، كلمات طوني أبي كرم وألحان ملحم بركات، في قصة فاضت ذكورية وتسليعاً للمرأة، بقالب لا يخلو من الاستهزاء أو استغلال جميلات الكليب، وكأنهن لمجرد لفت النظر. من جهته، يلتزم فارس كرم الصمت تجاه هذا النقد، لا بل يعتبره طريقة أخرى للترويج المجاني للأغنية، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى الصحف والمجلات التي تناولت الأغنية.

اليوم، يعود فارس كرم للعمل مجدداً مع المخرج جو بو عيد في أغنيته الجديدة "ع موعدنا ولا شو"، من كلمات حياة إسبر، وألحان فضل سليمان، وتوزيع عمر صباغ. محاولة تكرار واضحة لألحان تذكرنا بأغنيات نجوى كرم، لكن اللافت أكثر هو تمادي كرم في استغلال النساء في مشاهد بدت هي الأخرى ضعيفة من الناحية التقنية أو التنفيذية التي أوجدها المخرج جو بو عيد هذه المرة أيضاً، وكأن الكاميرا ثابتة في ثلاثة مواقع، إلى جانب القصة التي تعيد "تسليع المرأة"، لكن هذه المرة من خلال الزواج الشرعي، ليخطف كرم أربع نساء على ذمته في صورة نمطية غير مؤثرة، ولا تعتمد على الجدية أو الكوميديا، بل تاتي مُستهلكة جداً، أمام رؤية فنية متواضعة للمخرج.

لكن الكليب، من اللحظات الأولى، بدا هزلياً. وهذا لا ينفي مأخذ التكرار الذي اعتمده كرم منذ أكثر من عشر سنوات في كليب "الأرغيلة" (2007)، وهو اليوم يعد نفسه لاستعادة هذا النجاح، في انتظار ما ستحققه الأغنية.

المساهمون