غزّاويات: هذا صوت الحقيقة في الشارع المصري

"طيب وإحنا مالنا يعني ما تتقتلوا، مش هنفتح المعبر.. وسيبكوا بقى من نبرة الشقيقة الكبرى والكلام ده". هكذا علّقت مذيعة التلفزيون المصريّ الرسمي، حكمت عبد الحميد، على أحداث غزّة. وهذه واحدة من عشرات الأمثلة الإعلامية التي وقفت مع إسرائيل في عدوانها على قطاع غزّة.

لكن هل هذا هو فعلا صوت الشارع المصري؟ ومن يمثّل الشعب المصري حقا؟ الإعلام الرسمي؟ أم أنّ هناك قنوات بديلة ورديفة تنقل نبض الشارع المصري الحقيقي؟

كان لافتا طوال أسبوعين من العداون على غزّة أنّ فرقا موسيقية شبابية، مصرية ومستقلّة، أعلنت بوضوح وقوفها إلى جانب أهل فلسطين ضدّ الاعتداء الإسرائيلي. منها "مسار إجباري" و"كايروكي" و"إسكندريلا".

"نحن غير متفقين أبدا مع الإعلام المصري، وغير راضين عما صرحت به المذيعة حكمت عبد الحميد ضدّ أهلنا في غزّة"، يقول أيمن مسعود من فرقة مسار إجباري في حديث لـ"العربي الجديد". ويضيف: "نحن نحاول أن نتواصل مع الناس، حتّى نعرف كيف نساعد أو ندعم أهلنا في غزة، من يومين كان عندنا حفل في مول العرب، وغنينا أنا موجود، وبعد الحفل تناقشنا مع الجمهور وحاولنا أن نخرج بأفكار لدعم القضية".

تقول أغنية "أنا موجود": "أنا موجود أنا موجود/لسه قادر ع الصمود/أنا اللي غيرت اللي كان/ واللي جاي راح أغيره/ طعم الكرامه لسه ع اللسان/ والظلم لو نسا أفكره/ أنا أكبر من حدودك/ لسه قادر اكسر قيودك/ أنا صوتي أقوى من بارودك/أنا موجود أنا موجود/صوتي أقوى من البارود/أنا أقوى من البارود".

وأحيت فرقة كايروكي في 15 يوليو/تموز 2014 حفلا في "الساقية" بمشاركة مغنّي الراب زاب ثروت، وقام أفرادها بلفّ الكوفية الفلسطينية على المايكروفونات، وردّدوا أغنية "الخط ده خطي"، وهي من كلمات أحمد فؤاد نجم، وغناء الشيخ إمام، لكنّ الفرقة أعادت توزيعها. وفي 23 يوليو/تموز 2014 كتب مغني الفرقة أمير عيد على صفحته الفيسبوكية : "أنا متضامن مع غزة"، " ومن كلمات أغنية "الخط ده خطي": "الخط دا خطي والكلمة دي ليا / غطي الورق غطي بالدمع يا عينيا / شط الزتون شطي و الأرض عربية / نسايمها أنفاسي وترابها من ناسي / وان كنت أنا ناسي متنسنيش هيا / الخط دا خطي والكلمة دي ليا / لاكتب على كفي والحبر من دمي / ياعزوتي كفي ياهمتي ضمي / أول ما هنوفي بالوعد هنسمي / باسم اللي ماتوا صغار في المدرسه والدار / والمصنع اللي انهار فوق الصنايعيه / الخط دا خطي والكلمه دي ليا".

ووقفت فرقة اسكندريلا، في 18 يوليو/تموز 2014، دقيقة صمت احتراما لأرواح الشهداء في غزّة، خلال إطلاق ألبومها الأول "صفحة جديدة" في "ساقية عبد المنعم الصاوي". وتشتهر هذه الفرقة بتأديتها وإعادة توزيعها أغنيات قومية قديمة للسيّد درويش والشيخ إمام.

هكذا تبدو الفرق الموسيقية الصوت الحقيقي للشارع المصري، في حين أنّ الإعلام تمسك به الدولة أو متموّلون ورجال أعمال يطلبون رضى النظام المصري الجديد وأجهزته الأمنية والإعلامية والمالية.