- ناي البرغوثي، فنانة فلسطينية، قدمت أعمالاً مثل "قدّوس" و"بدري علينا"، تسلط الضوء على معاناة أطفال غزة وتستخدم الرسوم المتحركة لتوصيل رسالتها، مؤكدة على النضال الفلسطيني.
- الأغاني والأعمال الفنية المذكورة تجسد الإبداع في مواجهة الظلم وتعبر عن الهوية والمقاومة الفلسطينية، مع تحديات مثل التضييق على محتواها في منصات مثل "يوتيوب".
تحت عنوان "غزة العزّة"، أطلق المطرب الفلسطيني محمد عسّاف في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، أغنية جديدة عن كلمات سامي عفانة، وألحان وتوزيع وائل الشرقاوي، فيما شارك في التصوير عدد من الفلسطينيين من قطاع غزة، من بينهم المصوّر الصحافي الشهيد مصطفى ثريا، فيما كان إخراج الأغنية، لكل من ثائر منير ويوسف شاهين. وتعرّضت الأغنية إلى تضييق على "يوتيوب"، إذ يصطدم الراغب بمشاهدتها بعبارة "قد يتضمن المحتوى التالي صوراً عنيفة أو مشاهد قاسية، نوصي بالحذر عند المشاهدة".
لكن هذا لم يمنع عسّاف من إنتاج أغنية جديدة قبل ثلاثة أسابيع، حملت عنوان "سأموت حرّاً"، من كلمات طارق شخاترة، وألحان وتوزيع محمد ولويل، وفكرة وإعداد وإشراف محمد قنداح. اعتمد تصوير الأغنية التي قدّمها عسّاف بالفصحى على تقنيات الذكاء الاصطناعي في محاكاة واقع المآسي المتواصلة جراء العدوان على قطاع غزة. كتب عسّاف على صفحته في "فيسبوك": "نحن نرى كل الأشياء التي نعرفها تتساقط رويداً رويداً، حتى باتت هذه المدينة غير المدينة التي نعرف، تساقط فيها كل شي نعرفه، الأصحاب والحجر والشجر، لا شيء يمكننا أن نشعر به، حتى الألم يقف متبلداً من شدة الذهول، فلا شيء بوسعه أن يكون طبيعياً وسط هذا الجنون، حتى الألم لم نعد نميزه لأنّ الأحداث كلها تراكمت علينا دفعة واحدة دون أن نأخذ حقنا في عيشها كما يجب، لقد سلبوا منّا وجه المدينة الجميل، وجه الأقارب الحنون ووجه الأصحاب البشوش وتركوا لنا قلوباً خاوية لا تعرف كيف تشعر، وماذا عليها أن تشعر حيال هذا الجنون".
بدوره، أطلق المطرب الفلسطيني عمّار حسن، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عدداً من الأغاني التي تحاكي ما يحدث في فلسطين عامة، وقطاع غزة خاصة، علاوة على استعادته لأغان سابقة له. وكانت أولى هذه الأغاني بعنوان "أتحداك"، وعمّمها عبر صفحاته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد عشرة أيام من السابع من أكتوبر. "أتحداك" من كلمات عبد قدورة، وألحان أحمد بركات، وتوزيع زاهر أديب. ووصف عمار حسن في حديث إلى "العربي الجديد" أغنية "أتحداك" بأنها رسالة دعم للمُقاوم الفلسطيني أينما كان.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أطلق حسن أغنية "مثل الكذبة"، من كلمات وألحان أحمد بركات، وتوزيع زاهر أديب، وتحاكي الواقع المعيش في قطاع غزة، ما بين الغصّة جراء جرائم الاحتلال المتواصلة، وما بين الصمود على الأرض. ولفت عمار حسن إلى أنه أطلق واستعاد أغنيات منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، من بينها "غزة يا أم الصبر" التي أطلقها خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع عام 2018، ونشيد "موطني" بصوته، و"ريتكم معنا". وعن "ريتكم معنا" التي كتبها اللبناني نزار فرانسيس، أشار حسن إلى أنها أنجزت وأطلقت وقت انتظام كأس العالم في قطر، ولكن استُعيدت مُجدداً كونها تحاكي بأبعاد إنسانية الهمّ الفلسطيني المتواصل، لا سيما الأطفال الذين يعايشون الظلم نفسه بفعل الاحتلال.
وقبل أكثر من ثلاثة أشهر، وتحديداً في 25 ديسمبر/كانون الأول، قدّمت الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي ترنيمة "قدّوس"، مشيرة إلى أنها "بمناسبة الميلاد المجيد الذي ألغيت احتفالاته في بيت لحم، أهدي هذه الترنيمة إلى شعبنا الفلسطيني الصامد في غزة، وإلى الفلسطينيين المسيحيين، وإلى كل مسيحيي العالم ممن لم يساهموا في الإبادة، وأتمنى للجميع عاماً أكثر سلاماً وعدالة ومحبة". وبعدها بشهر، قدّمت البرغوثي أغنية "بدري علينا"، التي تتناول معاناة الأطفال الفلسطينيّين عامة، وأطفال قطاع غزة على وجه الخصوص، وصُوّرت بطريقة الرسوم المتحركة مع ترجمتها للإنكليزية، وهي من كلمات وألحان جلال نادر، ومكساج وماسترينغ لسليمان دميان، الذي شارك ناي إنتاج الأغنية، كما استعادت "نشيد الأرض" الذي أنتجته قبل عام عن كلمات أوس شاهين، لقناعتها بأن كلماته تنطبق على واقع الحال، وخاصة ما يحدث من حرب إبادة في قطاع غزة.
وتجاوزت أغنية الفنان الفلسطيني مهند خلف "حرّة فلسطين" أكثر من نصف مليون مشاهدة عبر "يوتيوب"، غير تلك التي سُجلت عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي من كلمات عامر لوند، وألحان حسين عيسى، وتوزيع راين، واعتمد تصويرها على مشاهد من الحرب على قطاع غزة.
ومن كلماته وألحانه، أنتج الفنان الفلسطيني شادي زقطان، قبل شهر، أغنية بعنوان "بكرا"، أعدّ الفيديو الخاص بها يزيد أبو لبن، تحدث فيها عن الحرب المتواصلة على قطاع غزة، وما ترتب عليها من مآس، مع ربطها بمآسي المنطقة العربية تحديداً، جراء الحروب المستعرة فيها أيضاً، إذ يقول في مطلعها: "اليوم وبكرا رح يشبهوا الأمس، انسرقت الشمس من بلاد الشمس.. بالعتمة كل واحد في واد، بعاد بلاد بلاد.. طوابق من سكوت، فصل خامس بسنينا استقر الموت، في غزة في السودان في بنغازي في دير الزور في كرصور في بيروت. عالم ضبع رح تاخده يوم الريح، واقف لا شايف ولا سامع، بحتفلوا كل سنة بميلاد سيدنا المسيح وأولاده ع الشاشات كل يوم بنعدموا فالشارع".