"ع راس الجبل".. رام الله في مقطوعات موسيقيّة مُبتكرة

29 مايو 2023
تنوّعت الأنماط الموسيقية التي قدمها العازفون في الحفل (العربي الجديد)
+ الخط -

تحت عنوان "ع راس الجبل"، قدّم فنّانون فلسطينيون وأجانب مقيمون في رام الله، مقطوعات موسيقية من تأليفهم حول المدينة، في اختتام فعاليات أمسيات "العتبة" على خشبة المسرح البلدي، وسط حضور متنوّع.

و"العتبة"، بحسب مديرته الفنانة الفلسطينية دينا الشلة، مشروع موسيقي أنهى موسمه الأول بحفل يوم أمس، ويستعد لإطلاق موسمه الثاني بعد أشهر، ويركز على صناعة الموسيقى الجديدة التي يؤلفها ممارسو الموسيقى في فلسطين.

ويهدف المشروع، المدعوم من مؤسسة عبد المحسن القطان الثقافية، إلى توفير فرص للموسيقيين المحترفين لتأليف وإنتاج موسيقاهم، وذلك من خلال توفير فضاءات مختلفة، وتشجيع التعاون الفني بين الموسيقيين، وبناء جمهور ذواق من خلال زيادة المعرفة حول الموسيقى، والطرق المختلفة التي تتم بها صناعة الموسيقى.

وإضافة إلى الشلة، شارك في الحفل كل من: مايا الخالدي، وطارق عبوشي، وسارونا، وماكي مكوك، وروبن برلتون، وهو الأجنبي الوحيد من بين المشاركين.

وبدأ "ع راس الجبل" بمقطوعة موسيقية من تأليف دينا الشلة، بمشاركة موسيقيين آخرين، وحملت عنوان "لوحة فنّية".

وجاءت مقطوعة الشلة من وحي جولاتها في شوارع مدينة رام الله، كمحاكاة موسيقية لنقاش ما يمكن تسميته بـ"الانتفاضة المعمارية" في المدينة التي باتت بمثابة العاصمة الاقتصادية والثقافية، علاوة على كونها العاصمة الإدارية وحتى السياسية، وإن كان الخطاب العام يصف حالتها هذه بالمؤقتة لحين تحرير القدس.

وقدّمت مايا الخالدي مقطوعة موسيقية غنائيّة بعنوان "بوظة"، باعتبار أن مدينة رام الله تشتهر بالعديد من محلات البوظة (الحلوى المثلجة)، ومن بينها "بوظة ركب" التي تأسست عام 1941، وحملت اسم العائلة المؤسسة، حتى صار الشارع الرئيسي في رام الله يحمل اسم شارع ركب، بالإضافة إلى "بوظة بلدنا"، التي تأسست عام 1992، وتحظى بشهرة واسعة.

أما روبن برلتون فألف مقطوعة موسيقية تحاكي مباني مدينة رام الله، خاصة القديمة فيها، وتحديداً ما يعرف بـ"رام الله التحتا"، وهي البلدة القديمة في المدينة، وتعود إلى قرون خلت، منذ تأسيسها ككيان منفصل على شكل قرية مقتطعة من أراضي البيرة، من قبل راشد الحدادين القادم من مدينة الكرك الأردنية، منتصف القرن السادس عشر.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

وآثرت ماكي مكوك وسارونا تقديم عرض يحمل عنوان الحفل نفسه "ع راس الجبل"، فالعنوان الذي اختارته المجموعة لتتويج مشروع "العتبة"، أحالهما إلى جولات في جبال رام الله، خرجتا من خلالها بهذه المقطوعة الموسيقية التي لقيت تفاعلاً لافتاً في الحفل، فعكستا طبيعة المدينة التي تعد من بين مصايف فلسطين الشهيرة.

واختتم العرض بمقطوعة موسيقيّة لطارق عبّوشي عكست التغيّرات التي كان يلاحظها على المدينة في أكثر من جانب، حين كان يزورها وهو طالب يدرس الموسيقى خارج فلسطين، وهي تغييرات متسارعة منها ما هو ظاهر، ومنها الانطباعي.

وتراوحت الموسيقى التي اختارت مرام الله ثيمة لها، ما بين موسيقى غربية وشرقية، وكلاسيكية وإلكترونية، فشكّلت انعكاساً برؤى موسيقية جديدة لفنانين فلسطينيين في أغلبهم، قدّموا إبداعاتهم بشكل حرّ على مدار عام كامل، في إطار "العتبة"، المشروع الذي ينتظر في موسمه الثاني المزيد من المبدعين.

المساهمون