- تميزت فرقة مسرح الحي، المؤسسة عام 1986، بتقديم عروض كوميدية هادفة تحمل رسائل اجتماعية وسياسية قوية، واشتهرت بشعبيتها الواسعة في التسعينيات، حيث كانت تعرض أيضًا على شاشة التلفزيون المغربي.
- استغرق تحضير مسرحية "سدينا" قرابة السنة، مع التركيز على تقديم عرض متنوع وعصري يحافظ على إرث فرقة مسرح الحي الغني، وذلك تحت إدارة المخرج أمين ناسور وبمشاركة فنانين مخضرمين وشباب، مؤكدين على أهمية الفرقة في المشهد الثقافي المغربي.
عادت إلى الخشبة فرقة مسرح الحي المغربية مساء الأربعاء، وذلك بعد نحو 27 عاماً من الغياب. واستأنفت الفرقة التاريخية مسيرتها بمسرحية جديدة عنوانها "سدينا"، يخرجها أمين ناسور وألّفها عبد الفتاح عشيق، مع سينوغرافيا طارق الربح، وتأليف موسيقي لياسر الترجماني، بدعم من وزارة الثقافة المغربية.
وعلى خشبة مسرح محمد الخامس في العاصمة المغربية الرباط، عاد عبد الإله عاجل وحسن فولان، مؤسِّسا فرقة مسرح الحي. وقدّما العرض الأول لمسرحية "سدينا" برفقة وجوه فنية شابة، هي منية لمكيمل ومريم الزعيمي ومهدي فولان وأيوب أبو نصر. وقال ناسور لموقع العمق المغربي إن الفنان حسن فولان هو من "كان وراء فكرة إحياء فرقة مسرح الحي بعد غيابها الطويل، إذ بعد التشاور وضعا ثقتهما في تجربتي المتواضعة من أجل قيادة إخراج العمل، فانطلق البحث عن عرض مسرحي متنوع وعصري مليء بالفرجة والمتعة بإضافات جديدة، مع المحافظة على مسار فرقة مسرح الحي التي تميزت بعروضها الكوميدية الهادفة ورسائلها الاجتماعية والسياسية القوية". وأضاف لصحيفة الأحداث المغربية: "تطلبت منا هاته المسرحية وقتاً مهماً للتحضير، قرابة سنة ما بين الأخذ والرد، وبين مجموعة من الإقامات الفنية، إقامة للكتابة، وأخرى للاشتغال على موسيقى العرض، ثم إقامة من أجل التدريبات على كل مكونات العرض، فأخذنا وقتنا لكي نخرج بمنتَج فني محترم يليق بسمعة وقيمة مسرح الحي ويليق بأسمائه".
فرقة مسرح الحي تجربة مغربية فارقة، إذ اشتهرت في تسعينيات القرن الماضي عندما كانت تبيع التذاكر الكاملة لعروضها، وكانت مسرحياتها تحقق الفرجة والشعبية بين الجمهور المغربي، وقد تربى المغاربة على عروضها التي كانت تُقدم كذلك على شاشة التلفزيون.
تأسّست فرقة مسرح الحي عام 1986 على يد الممثلين المغربيين حسن فولان وعبد الإله عاجل، وهما من مواليد الحي المحمدي في مدينة الدار البيضاء، الحي الذي أنجب مجموعات فنية عدة أبرزها "ناس الغيوان" و"لمشاهب" و"مسناوة" و"تكادة" و"السهام"، بالإضافة إلى ممثلين وموسيقيين وشعراء وأدباء، بينهم محمد مفتاح وعبد الخالق فهيد وحسن فلان، وحميد باسكيط وعبد الله راجع وحسن نرايس. وأنتجت الفرقة بعضاً من أهم الأعمال المسرحية في المملكة، من أبرزها "شرّح ملح" و"حب وتبن" و"حسي مسي".
عبد الإله عاجل ممثل ومخرج مسرحي وتلفزيوني من مواليد 1957، وهو من أبرز المسرحيين في المغرب، وأهم الوجوه الفنية الحديثة للحي المحمدي، وقد أغنى الخزانة الفنية المغربية بأعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية عدة، آخرها مسلسلا "حياة خاصة" و"بنات لحديد" هذا العام. أما حسن فولان فهو ممثل مغربي مواليد 1954، التحق بالمعهد البلدي للموسيقى والمسرح عام 1973، وتتلمذ هو وآخرون على يد الفنان الطيب لعلج وأحمد الصعري وفريدة بورقية، وتعرّف إليه الجمهور المغربي في مسرحيات عدة وأفلام ومسلسلات أبرزها "زايد ناقص" و"المستضعفون".