عودة مركبة سبايس إكس إلى الأرض بعد أول عملية سير في الفضاء

15 سبتمبر 2024
(من اليسار) آنا مينون، سكوت بوتيت، جاريد إيزاكمان، سارة غيليس (جوناثان نيوتن/Getty)
+ الخط -

هبطت كبسولة مهمة "بولاريس دون" Polaris Dawn التابعة لشركة سبايس إكس اليوم الأحد قبالة سواحل فلوريدا في جنوب شرق الولايات المتحدة، بعد أن أجرى طاقمها أول عملية سير في الفضاء لمهمة خاصة هذا الأسبوع.

وهبطت مركبة دراغون عند الساعة 03:37 بالتوقيت المحلي (07:37 بتوقيت غرينتش)، على ما أظهرت لقطات من بث مباشر بالفيديو لشركة سبايس إكس. وانتشر فريق على الفور لاستعادة الكبسولة وأفراد الطاقم الأربعة. وهم: قطب التكنولوجيا جاريد إيزاكمان، ومهندسان من "سبايس إكس" هما سارة غيليس وآنا مينون، بالإضافة إلى سكوت بوتيت وهو طيار سابق في منظومة ثندربيرد التابعة لسلاح الجو.

نفذ الأربعة أول رحلة خاصة للسير في الفضاء أثناء الدوران على ارتفاع 740 كيلومتراً تقريباً فوق الأرض، وهو ارتفاع أعلى من محطة الفضاء الدولية وتلسكوب هابل الفضائي. حيث وصلت مركبتهم الفضائية إلى ارتفاع بلغت ذروته 1408 كيلومترات بعد إطلاقها، الثلاثاء.

أصبح إيزاكمان الشخص رقم 264 فقط الذي نفذ عملية سير في الفضاء منذ أن سجل الاتحاد السوفييتي السابق أول عملية سير في الفضاء عام 1965، وسارة غيليس أصبحت رقم 265. فحتى الآن، تمت جميع عمليات السير في الفضاء بواسطة رواد فضاء محترفين.

خطوة تاريخية لـ"سبايس إكس" 

ويوم الخميس الماضي، أظهر بثّ حيّ للحدث وفّرته "سبايس إكس" أن قائد البعثة الملياردير الأميركي جاريد إيزاكمان كان أوّل من خرج من الكبسولة ببزته البيضاء والرمادية مربوطاً بهيكل معدني أطلقت عليه تسمية "سكايووكر" موجود في مقدّم الكبسولة ومكوّن من قضبان.

وبعبارة "هذا رائع"، علّق إيزاكمان على المشهد خلال تجوّله في الفضاء على ارتفاع حوالى 700 كيلومتر فوق الأرض، أي في نقطة أعلى بكثير من محطة الفضاء الدولية التي تتمركز على ارتفاع نحو 400 كيلومتر.

وتلَته في الخروج من المركبة سارة غيليس التي نفذت بخطوات لاختبار أحدث بزات "سبايس إكس"، وهي الأولى المخصصة للتجوّل في الفضاء، منجزة أحد الأهداف الرئيسية للمهمة.

ومكث كلّ منهما خارج المركبة دراغون نحو عشر دقائق، وانتهت العملية بعد ساعة و45 دقيقة من بدئها.

أما عضوا الطاقم الآخران، الطيّار السابق سكوت بوتيت، والموظفة الأخرى في "سبايس إكس" آنا مينون، فبقيا داخل الكبسولة دراغون للتأكد من أن كل شيء يسير كما هو مخطط له، لكنهما تعرّضا أيضاً لفراغ الفضاء لدى فتح الفتحة، نظراً لأن المركبة غير مجهزة بغرفة لمعادلة الضغط.

وكانت بزّات أفراد الطاقم الأربعة مربوطة بالكبسولة بواسطة حبال يصل إليهم الأكسجين من خلالها.

ونظمت مهمة بولاريس دون بدفع من الملياردير الأميركي جاريد إيزاكمان (41 عاماً) الذي يموّل جزئياً الرحلة بمبلغ لم يُكشف عنه. وتشكّل المهمة محطة تاريخية جديدة في الاستكشاف التجاري للفضاء.

وسارع رئيس وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، بيل نيلسون، فوراً إلى تهنئة "سبايس إكس"، معتبراً أن هذا الحدث "خطوة جبّارة للصناعة الفضائية التجارية".

بزّات جديدة من "سبايس إكس"

خضع أفراد الطاقم الأربعة لتدريبات مكثفة لأكثر من عامين، خصوصاً أن كل عمليات التجول في الفضاء، منذ عام 1965، تولاها رواد فضاء محترفون.

وتدوم عملية التجوّل حول محطة الفضاء الدولية ساعات طويلة، وينفذ خلالها رواد الفضاء مهمات فنية جداً.

ورغم كل شيء، ونظراً للعلوّ والظروف، فإن "خطر" عملية الخروج من مركبة "سبايس إكس" لم يكن معدوماً، على ما أفاد قبلها الرئيس السابق لـ"ناسا"، شون أوكيف. وأكد لوكالة فرانس برس "أنه بلا شك أهم من أي شيء أنجزه القطاع التجاري حتى الآن".

واستُمِدَّت بزات المغامرين الأربعة من تلك التي تستخدمها "سبايس إكس" أصلاً داخل مركباتها، لكنها حُسِّنَت لتكون قادرة على تحمل درجات الحرارة القصوى أو تحسين قدرة من يرتدونها على التحرّك. كذلك فإنّها مجهزة بكاميرا، وتظهر معلومات الضغط ودرجة الحرارة والرطوبة الخاصة بالبدلة مباشرة على الخوذة.

وتأمل "سبايس إكس" أن تتمكن من إنتاج "الملايين" منها، لتمكين البشر من أن يصبحوا كائنات متعددة الكواكب، بحسب هدفها المعلن.

وكان جاريد إيزكمان، وهو رئيس شركة شيفت 4 المالية، قد قال خلال مؤتمر صحافي في أغسطس/آب الماضي: "ذات يوم، قد يرتدي شخص ما نسخة منها على المريخ"، واصفاً مشاركته في اختبارها تالياً بأنه "شرف كبير".

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون