عودة إلى المسرح: الفنانون العرب يودّعون حفلات الأونلاين

31 مايو 2021
أحيت مايا دياب حفلاً افتراضياً (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -

يهرول نجوم الغناء العربي إلى الجمهور معتمدين كل الطرق التي تبقيهم حاضرين تحت الضوء. طيلة أكثر من عام ونصف، حاصرهم فيروس كورونا وأبقاهم في سجن كبير، لكن يبدو أن شباك حفلات الأونلاين لم يُشبع مجموعة المغنين المحظوظين الذين اتيحت لهم الفرصة لكسر عزلة الحفلات للغناء من بيوتهم، فتسابقوا كغيرهم للتواجد في المسارح حالما سنحت الفرصة. 

ثلاث فئات
في أوج انتشار فيروس كورونا، انقسم المغنون العرب إلى ثلاث فئات، الأولى: مغنو منطقة الخليج العربي مثل محمد عبده، وراشد الماجد، وماجد المهندس، ورابح صقر وغيرهم ممن أعجبتهم الفكرة التي أطلقتها "الهيئة العامة للترفيه" في السعودية، وأطلوا مرات عدة في حفلات أونلاين عبر تطبيق "شاهد"، في مناسبات أعياد الفطر لمرتين وعيد الأضحى، وانضم إليهم بعض الفنانين العرب، أمثال: جورج وسوف، وإليسا، ووائل كفوري الذين ساهموا إبان ذروة تفشي الوباء في إحياء حفلات صيفية. أما الفئة الثانية، فهي المغنون المصريون الذين لم يتوقفوا عن إحياء حفلات الزفاف منذ انتشار الوباء وحتى اليوم، فصار عمرو دياب، ومحمد حماقي، وتامر حسني ومغنو المهرجانات وسواهم ضيوفاً دائمين على الأعراس في ظل توقف المهرجانات والحفلات العربية. وضمت الفئة الثالثة، المغنين اللبنانيين ومعهم بعض العرب، الذين أحيوا حفلات التطبيقات (عدا شاهد) مثل: نانسي عجرم، ومايا دياب، ورامي عياش، أو الذين اسثمروا منصاتهم الإلكترونية للإطلالة على الجمهور مثل فضل شاكر، وعاصي الحلاني، وراغب علامة. وقد نجح هؤلاء في إقامة بعض الحفلات المتفرقة ضمن فترات تحسن الوضع الصحي العام ومنها حفلات رأس السنة.

اليوم يبدو المشهد مختلفاً إذ أنهى قبل أيام عدد قليل من المغنين بينهم ملحم زين، وراغب علامة، وصابر الرباعي، وناصيف زيتون، وحسين الديك وسواهم، الموسم الأول من "مهرجان الأغنية العربية" الذي أقيم في جمهورية الدومنيكان، وسط حضور جماهيري. وقد بدا لمن تابع الحفلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنهم لم يسمعوا بفيروس كورونا سابقاً، فيما سيترقب الجمهور تجربة "الهيئة العامة للترفيه" التي ستبدأ اعتباراً من الخميس 3 يونيو/حزيران بإقامة حفلات جماهيرية بمراعاة قواعد التباعد الإجتماعي في العاصمة السعودية الرياض، بحفل يجمع المغنية السورية أصالة نصري والمغني الكويتي نبيل شعيل، فيما سيحيي المغني السعودي محمد عبده حفله في اليوم التالي. 

تهميش إجباري
التهميش الإجباري الذي عاشه المغنون العرب بسبب فيروس كورونا، لم تلغه محاولات البعض منهم في إصدار ألبومات غنائية أو على الأقل أغان "سينغل"، لكن لم يكن الأمر كافياً، فبدو وكأنهم في واد والناس في واد آخر، فحتى قرار عودة إصدار الألبومات بالتزامن مع موسم عيد الفطر لم يكن صائباً لشركة "روتانا" التي رمت مطربيها وإنتاجاتهم في ذورة انشغال العالم العربي بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة ومحاولات تهجير سكان أحياء القدس من بيوتهم. هكذا مرت الأغنيات مرور الكرام، وهو ما يؤكده الناقد الفني الأردني غيث التل الذي قال: "يتحكم الجو العام بمزاج الجمهور، فخوف الناس من فيروس كورونا من جهة، وتفاعلهم مع ما كان يجري في فلسطين المحتلة جعله غير مستعد نفسياً لسماع الأغنيات أو مشاهدة حفلات الأونلاين. على الفنانين أن يكونوا أذكياء في توقيت طرح أعمالهم، وعليهم قبلاً أن يدركوا إهتمامات الناس وأولياتهم، فعن نفسي وأنا المتابع النهم للنشاطات الفنية، لم أكن مستعداً لحضور حفل أو سماع أغنية في الوقت الذي تقصف فيه غزة".

  
سطوة المال
بدوره يشير الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن إلى أن سطوة المال هي من تتحكم في مصير العاملين في الساحة الفنية العربية، مبيناً أن الفراغ الذي عاشته شركات الإنتاج ومعها الفنانون، جعلت فكرة حفلات الأونلاين واقعاً وهو حل وقتي. ويؤكد عبد الرحمن: "سيعود المغنون بشوق إلى المسارح المفتوحة والمهرجانات وكذلك الجمهور بعد انقضاء فيروس كورونا، لكنني أرى أن الفترة الأولى ستجمع بين الفكرتين معاً، بأن يغني الفنان أمام مسرح مفتوح بحضور جماهيري، وفي الوقت نفسه يتاح حضور الحفل على المنصات لمن يرغب بعد دفع المال مقابل تذكرة إلكترونية".

هل يعود "جرش"؟
في الأردن، ومع قرار الحكومة الأردنية بفتح القطاعات تدريجياً اعتباراً من بداية الشهر المقبل بعد تدني نسبة الإصابات، ووصول عدد متلقي لقاح فيروس كورونا إلى نصف مليون شخص، جهزت الحكومة خطة لإنعاش الموسم السياحي انطلاقاً من شهر يوليو/تموز المقبل، وهو الشهر الذي ينطلق فيه عادة "مهرجان جرش للثقافة والفنون" الذي لم يقم العام الماضي كسواه من المهرجانات حول العالم. وتشير مصادر "العربي الجديد" إلى أن إدارة المهرجان جهزت ثلاث خطط لتطبيقها حال سمحت الظروف الصحية بإقامة المهرجان، هي: "إقامة الفعاليات بشكل طبيعي بمشاركة أردنية وعربية وعالمية"، أو "اقتصار الفعاليات على الفنانين الأردنيين في موقع المدينة الأثرية في جرش (48 كلم شمال العاصمة عمان)"، أو "استثمار المنطقة السياحية الآمنة التي يُطلق عليها (المثلث الذهبي وتضم البتراء وووادي رم والعقبة) في إقامة الفعاليات بشكل طبيعي، بعدما وصلت نسبة الحجوزات الصيفية لفنادق المثلث الذهبي منذ الآن إلى 80 في المائة، كون هذه المنطقة لم تسجل إصابات بالفيروس منذ عدة أشهر".

المساهمون