علماء آثار يغوصون في المياه السويدية لحماية سفن تاريخية غارقة

14 فبراير 2021
ضابط في خفر السواحل السويدي يقدم إحاطة لضباطه قبل الغوص (فرانس برس)
+ الخط -

على شواطئ أرخبيل استوكهولم، يتحضّر أربعة علماء آثار للغوص في أعماق مياه البلطيق التي تكتنز حطام سفن تاريخية محفوظة بوضع ممتاز، في مهمة ترمي إلى تفحّص سفينة تجارية غرقت قبل حوالي خمسمائة سنة، والتحقق من عدم تعرّضها للسرقة مجدداً.

في ظل ازدياد حالات سرقة الآثار خلال السنوات الأخيرة، طلب فريق المتاحف البحرية في العاصمة السويدية تعزيزات من البحرية وخفر السواحل والشرطة، في الربيع الفائت، لتوثيق وضع الحطام ومراقبته، ورصد أي انتهاكات.

وفي هذا اليوم، يغوص جيم هانسون وفريقه إلى عمق 28 متراً في مياه بحر البلطيق حتى موقع حطام سفينة من القرن السادس عشر.

إرث بحري غني

وقد رأى علماء الآثار عند اكتشافهم الحطام في 2017 أنه قد يكشف تفاصيل منسية عن التجارة البحرية في المنطقة. لكن خلال رحلة غوص بعد بضعة أشهر، لاحظ هانسون تغيراً في هذا الكنز البحري المدفون في المياه، بعدما تبخر قدر للطبخ كان بين الحطام.

وتكتنز أعماق المياه في البلطيق ما يصل إلى 20 ألف حطام لا تزال محفوظة في وضع جيد، بفضل مزيج المياه المالحة والعذبة في هذا البحر، خلافاً لتلك الموجودة في بحور أخرى، والتي تؤدي إلى تدهور وضع الحطام بسرعة كبيرة.

غير أن البعض، من هواة جمع أو تجار، لا يتوانون، وفق علماء الآثار، عن التفتيش في أعماق المياه للاستحواذ على هذه القطع التاريخية... ونسف عمل المؤرخين.

ويقول هانسون "لو بقيت القطع كلها موجودة في الحطام، لأمكننا أن نروي قصة تكون الأقرب إلى الواقع، إذ لا وجود لكتب أو مجسمات أو خرائط عن هذه القطع".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، اكتشف عالم الآثار وفريقه خلال مهمة للبحث عن حطام بهدف عرضه في متحف مستقبلي في استوكهولم، سفينة حربية جديدة قبالة استوكهولم.

ويعتقد الخبراء أن هذه القطعة البحرية هي "شقيقة" السفينة الشهيرة "فاسا" التي غرقت في القرن السابع عشر خلال رحلتها الأولى قبل تعويمها سنة 1961 لتحويلها متحفاً ضخماً في وسط العاصمة.

ومذاك، جرى حفظ هذه القطعة البحرية من عمليات النهب. غير أن علماء الآثار لاحظوا مؤشرات حديثة إلى عمليات تسلل إلى حطام سفن أخرى في مياه الأرخبيل، حيث يتعين الاستحصال على ترخيص من أجل الغوص.

وقد زالت قطع من الخزف وأوانٍ فخارية من أربع سفن على الأقل تعود إلى القرن السابع عشر. وعُثر في المكان على أقنعة غوص وسكاكين.

ومطلع 2020، تقرر تكثيف عمليات التفتيش لرصد الزيارات بصورة أفضل. ويقول باتريك هوغلوند، وهو أحد علماء الآثار "يمكننا العودة والتحقق (...) من إمكان مجيء أناس إلى هنا للنهب أو لمعرفة ما إذا كان وضع الحطام يتدهور لأسباب طبيعية".

وقد أتت الخلاصات هذه المرة إيجابية، إذ لاحظ جيم وفريقه، بالاستعانة بخريطة ثلاثية الأبعاد للموقع، أن الحطام لم يتزحزح ولا تزال القطع كلها في مكانها.

قيمة عالية

وفي ظل الحاجة لمراقبة حوالى 1500 كيلومتر من السواحل السويدية على بحر البلطيق، لبّت السلطات نداء علماء الآثار الذين يتشاركون الصور والفيديوهات، والخرائط ثلاثية الأبعاد عن الحطام.

ومنذ الربيع، يغتنم خفر السواحل فرصة طلعات المراقبة اليومية فوق الأرخبيل لمراقبة المواقع ورصد أي أثر لعمليات غوص غير مرخص بها. وعند السطح، يقر القائد البحري باتريك دالبرغ بأن العمل يختلف كثيراً عن مهامه اليومية. لكنه يقول "ندرك قيمة هذا العمل وفائدته".

ويشير جيم هانسون إلى أن قيمة بعض القطع كبيرة لدرجة يصعب ثني اللصوص عن سرقتها. لكن الباحث يأمل في أن تؤتي الجهود ثمارها، قائلاً "عندما يكون هناك مال سيحاول الناس أخذه، لذا مهمتنا تقضي حالياً بمحاولة تحسين النظام".

(فرانس برس)

المساهمون