علاج القلق... الموسيقى عوض الأدوية والجلسات المكلفة؟

15 مارس 2022
الموسيقى تحدّ بشكل فعال من القلق (ديلمين دونسون/Getty)
+ الخط -

ارتفعت نسبة المصابين بالقلق في صفوف المراهقين والشباب البالغين حول العالم بشكل كبير، وفق ما كشفت عشرات الدراسات التي أجريت حول العالم في العقود الأخيرة. وتطرّقت أغلب هذه الدراسات إلى دور الموسيقى في تخفيف هذا القلق، لكن من دون تقديم بيانات كمية حول الموضوع.

في دراسة جديدة نشرت يوم الأربعاء 9 مارس/آذار في مجلة PLOS ONE قال باحثون من جامعة رايرسون في كندا، إنّ العلاجات التي تدمج الموسيقى بتحفيز النبضات السمعية قد تكون فعالة في تقليل قلق الحالة لدى بعض المرضى. 

في الدراسة الجديدة، اختار الباحثون 163 مريضاً يتناولون أدوية مضادة للقلق ــ بشكل عشوائي ــ للمشاركة في جلسة علاج في المنزل تتضمن الموسيقى، أو تحفيز النبضات السمعية. اختار الباحثون الموسيقى المناسبة لحالة كلّ مريض باستخدام الذكاء الاصطناعي الذي يراعي اختيار الموسيقى بناء على الحالة العاطفية للمريض وتفضيلاته الموسيقية. 

تزايد القلق باطراد بين المراهقين والشباب البالغين. وقد تفاقم أخيراً بسبب تفشي كورونا

تضمّن تحفيز النبضات السمعية مجموعات من النغمات، تُلعب في إحدى الأذنين أو كلتيهما، وهي مصممة لإحداث تغييرات في نشاط الدماغ. في جميع المجموعات، طُلب من المرضى تنزيل تطبيق مخصص على هواتفهم الذكية للعلاج، وإغلاق أعينهم، والاستماع إلى جلسة موسيقى مدتها 24 دقيقة.

ووفقاً للمؤلف الرئيسي في الدراسة آدييل مالك Adiel Malik وهو باحث ما بعد الدكتوراه في قسم علم النفس في جامعة رايرسون الكندية Ryerson University فإنّ النتائج التي قدّمتها هذه الدراسة مثيرة للاهتمام لأنها تشير إلى أن الموسيقى الشخصية تمثّل أحد الحلول التي يمكن استخدامها في الحد بشكل فعال من القلق لدى شرائح معينة من السكان الذين يعانون من هذا المرض. 

وأضاف مالك في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه يتوقع أن يتمكن هذا البحث في المساعدة في بناء قاعدة أدلة قوية تدعم بشكل أكبر استخدام الموسيقى الشخصية كأداة إضافية في صندوق أدوات الطبيب، يمكن استخدامها للمساعدة في تقليل القلق لدى المرضى.

اختار الباحثون 163 مريضاً يتناولون أدوية مضادة للقلق للمشاركة في جلسة علاج في المنزل تتضمن الموسيقى، أو تحفيز النبضات السمعية

على مدار العقدين الماضيين، تزايد مرض القلق باطراد بين المراهقين والشباب البالغين. وقد تفاقم هذا المرض أخيراً بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد. وبالتزامن مع انتشار الوباء واتساع فرص العمل عن بعد، عرف العالم ارتفاعاً ملحوظاً في استخدام أدوات الصحة الرقمية لدعم الصحة العقلية، إذ واجه المصابون بالقلق حواجز حالت بينهم وبين العلاج، مثل عدم إمكانية الوصول إلى أخصائيي الصحة العقلية. 

تشير نتائج هذه التجربة السريرية إلى فرص كبيرة لاستخدام أدوات الصحة الرقمية، مثل العلاج بالموسيقى الرقمية، في التعامل مع القلق وحالات الصحة العقلية الأخرى. "نعتقد أنه من المناسب والمهم بشكل خاص دراسة هذه المشكلة واستكشاف خيارات فعالة من حيث التكلفة وسهولة الاستخدام، ويمكن نشرها بسهولة على نطاق واسع، وخيارات علاج القلق الفعالة، مثل الخيار الذي نقدمه في ورقتنا البحثية" يقول مالك.

استنتج المؤلفون أنّ العلاجات القائمة على الصوت يمكن أن تكون فعالة في الحد من القلق

واستنتج المؤلفون أن العلاجات القائمة على الصوت يمكن أن تكون فعالة في الحد من حالة القلق، ومن المحتمل أن تقدم طريقة بسيطة وسهلة لعلاج القلق لدى شريحة كبيرة من الناس. إذ يعتقدون أنّ الآثار المترتبة على هذه الدراسة ستكون هائلة لأن العديد من الناس لا يمكنهم الوصول إلى العلاج، وبعضهم الآخر لا يستجيب بشكل كاف للعلاجات التقليدية. لكن هذه الطريقة العلاجية البسيطة وسهلة الاستخدام لديها القدرة على تقليل أعراض القلق من تلقاء نفسها أو المساهمة في برنامج رعاية يتمحور حول العلاجات القياسية.

وأمل مالك أنّ يساعد هذا البحث في بناء قاعدة أدلة قوية تدعم بشكل أكبر استخدام العلاج بالموسيقى الرقمية كأداة إضافية في مجموعة أدوات الطبيب التي يمكن استخدامها للمساعدة في تقليل القلق لدى المرضى. ويوضح أن الخطوة الرئيسية التالية التي يعمل عليها في هذا النوع من البحث هي إصدار معدل من هذه الدراسة، بحيث يشارك المشاركون في جلسات متعددة على مدار 4 ــ 6 أسابيع أو أكثر. 

المساهمون