توفي أمس الأحد في مدينة طنجة، شمالي المغرب، الإذاعي المغربي عبد الصادق بنعيسى، أحد الإعلاميين المؤسسين لإذاعة البحر الأبيض المتوسط ميدي 1، ونجم محتوى الجريمة الإذاعي، ما يجعله أبا بودكاست الجريمة في المغرب كما نعرفه الآن. ونَعَت الإذاعة أمس الراحل عبر حساباتها في مواقع التواصل، حيث كتبت: "فقدت الساحة الإعلامية المغربية، هرماً كبيراً"، "أحد رواد وقيدومي إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية ميدي 1، حيث ترك بصمة مهنية كبيرة في الإعلام المغربي والعربي".
وأوضحت وكالة الأنباء المغربية أن أسرة الإعلام المغربي فقدت عبد الصادق بنعيسى بعد صراع مع المرض، ووصفته بأنه "أحد الأصوات المتميزة التي أثرَت الأثير المغربي بانطلاق أول إذاعة خاصة بالمغرب سنة 1981، حيث عُرِف عن الراحل نبرة صوته المتميزة، وأسلوبه السردي المشوق، ودقة اختياره لكلماته وعباراته"، إذ على مدى 42 سنة من العمل الإعلامي عمل على إعداد وإذاعة نشرات الأخبار، قبل أن يترقى في المناصب ليشغل منصب رئيس تحرير مركزي.
نجم بودكاست الجريمة
لكن أكثر ما اشتهر به الراحل هو البرامج الإذاعية البوليسية، التي تميّزت بطريقة سردية مشوقة، لاقت نجاحاً كبيراً بين المستمعين المغاربة، ومن بينها "ملفات بوليسية" و"هاربون". وهو محتوى بالعربية الفصحى مع تصوير مشهدي واضح وتشويق مستمر، ما يجعل بنعيسى أباً لبودكاست الجرائم في المغرب، والذي يحقق الشهرة عالمياً في الوقت الحالي. كذلك كان الراحل يعمل على نشر المحتوى عبر الإنترنت، لينضم بدوره إلى موجة البودكاست الرائجة في السنوات الأخيرة.
الصحافيون يودّعون نجم "الرسم بالكلمات"
بدا أمس يوماً حزيناً على جدران مواقع التواصل الاجتماعي للجسم الصحافي المغربي، حيث نعى الصحافيون زميلهم القدير مذكّرين بمساره وتجربته ومناقبه، ورووا قصصهم المميزة معه. فتذكّرت المذيعة في "ميدي 1"، حنان تسوري: "كم كنتُ سعيدة وفخورة في ذلك اليوم.. وأنا "تلميذتك" التي اختيرت لتقديم حفل تكريمك من قبل بيت الصحافة.. وكم أنا اليوم حزينة جداً لرحيلك سي عبد الصادق بنعيسى.. تخونني العبارات والكلمات. الله يرحمك ويغفر لك ويجعل مثواك الجنة.. والله يصبر أسرتك الصغيرة والكبيرة وكل محبينك وهم كُثُر. سي عبد الصادق بنعيسى.. سيظل نجمة خالدة في سماء الإعلام المغربي والعربي".
ووصف الصحافي، أنس عيّاش، وفاته بأنها "رزءٌ كبير وفَقدٌ جلل في الإذاعة المغربية"، ودوّن: "الفارس الذي طوّع اللغة وتأنّق في الرسم بالكلمات، بصوت مجلجل شامخ عزّ له نظير، يترجل عن صهوة الميكرفون! وداعاً سي عبد الصادق.. لك المجد والخلود، ولروحك الرحمة والغفران". وكتب المذيع حسام الدين ناصر: "الحقل الإعلامي في حداد.. وداعاً أستاذنا الكبير سي عبد الصادق بن عيسى.. رحمة الله عليك.. إلى جنات الخلد.. وإنّا لله وإنا إليه راجعون".