عامان في السجن العسكري للصحافي المصري أحمد الطنوبي

24 مارس 2022
قبض عليه في الفجر (فيسبوك)
+ الخط -

يكمل اليوم، الباحث والصحافي المصري، أحمد أبو زيد الطنوبي، عامين في الحبس، منذ القبض عليه وحتى الحكم عليه بالسجن عشرة أعوام أمام محكمة عسكرية بتهمة نشر أخبار وأسرار عسكرية. 

ففي مثل هذا اليوم وفي الساعات الأولى من فجر الرابع والعشرين من مارس/آذار 2020، اقتحمت قوات الأمن بمحافظة كفر الشيخ منزل الباحث والصحافي المصري، أحمد أبو زيد الطنوبي، المفرج عنه في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني 2020، واقتادته معهم قبل أن يعرض في اليوم التالي على النيابة ويتم ترحيله إلى سجن تحقيق طرة.

ودخل الطنوبي في رحلة علاج قبل إعادة القبض عليه في مارس/آذار 2020، بسبب الآلام التي تعرض لها أثناء فترة سجنه السابق وأدت إلى إصابته بمشاكل جسيمة في عينيه وكادت أن تفقده بصره، وازدادت حدتها مع تعنت السلطات المصرية في السماح له بالعلاج في أحد المستشفيات المتخصصة، قبيل إطلاق سراحه في يناير/كانون الثاني 2020.

وفي الأول من فبراير/شباط 2021 قضت محكمة عسكرية بسجنه 10 سنوات، في القضية 18 لسنة 2018 عسكرية، والمعروفة بقضية "طريقة عمل المحشي" والمتهم فيها وآخرين بإنشاء مجموعة على "فيسبوك" باسم طريقة عمل المحشي. وبحسب أمر الإحالة، كان الهدف من المجموعة هو نشر أخبار وأسرار عسكرية.

وبحسب ما نشرته الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، فإنه بالرجوع إلى الاتهامات التي وجهت له، لم تتوافر أدلة مادية أو مشاركات أو إثباتات تدينه، ورغم ذلك أصبح الحكم الذي صدر بحقه نهائياً، ليتم ترحيله فيما بعد إلى سجن المنيا شديد الحراسة، ويبدأ رحلة عصيبة من المعاناة والمشقة الجسدية والمادية لأسرته، التي كانت تحملت أعباء زيارته حيث إنه من ساكني محافظة كفر الشيخ بدلتا مصر، والتي تبعد نحو 500 كيلومتر عن سجن المنيا.

وليست تلك هي المرة الأولى التي يسجن فيها الطنوبي في عهد النظام المصري الحالي، فسبق القبض عليه عدة مرات وحصل على إخلاء سبيل بعد قضاء فترات متفاوتة بالسجن.

وألقت قوات الأمن المصرية القبض عليه للمرة الأولى في 31 يناير/كانون الثاني  2015، ليقضي عدة أيام رهن الاعتقال قبيل أن يطلق سراحه، ثم يعاد اعتقاله مرة أخرى يوم 21 ديسمبر/كانون الأول 2017 ليظهر على ذمة القضية المعروفة إعلامياً بـ"مكملين 2".

وفي العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2019 أصدرت نيابة أمن الدولة العليا قرارها بإخلاء سبيله، ليتم ترحيله إلى قسم الخليفة ومنه إلى كفر الشيخ، ثم يختفي قسرياً لفترة تخطت الأربعين يوماً، أصيب خلالها بأزمة قلبية حادة كادت أن تودي بحياته، وهو ما دفع الأمن لإخلاء سبيله بعدما أمضى أكثر من عامين رهن الحبس الاحتياطي على ذمة القضية 977 لسنة 2017 والمعروفة إعلامياً بـ"مكملين 2".

ثم تم القبض عليه للمرة الثالثة وحوكم أمام القضاء العسكري بالسجن عشرة أعوام، قضى منهم عامين. 

أحمد أبو زيد، كان يعمل بجريدة الديار وهو باحث بالمرصد العربي لحرية الإعلام (منظمة مجتمع مدني مصرية)، وأحد أكثر المدافعين عن حريات الصحافيين ومساند لأسر المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي.

ويشار إلى أن الصحافي والباحث مهدد بفقد بصره في محبسه، ومعرض للعمى نتيجة احتياجه الشديد لإجراء عملية مياه زرقاء، وهو مرض يعتبر ثاني مسببات العمى النهائي.

ولم تكتف السلطات المصرية بالتنكيل به فقط، بل أنه في 1 سبتمبر/أيلول 2020، اعتقلت قوات الأمن المصرية، والده أبوزيد محمد محمد الطنوبي "64 عاماً"، وظل رهن الاختفاء القسري، حتى ظهر في نيابة أمن الدولة المصرية، في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أي بعد مضي 50 يوماً على اعتقاله، قبل أن تخلي سبيله في وقت لاحق.

وبذلك يكون أحمد أبو زيد، هو ثاني باحث وصحافي مصري يحاكم عسكرياً، بعد الباحث والصحافي البارز إسماعيل الإسكندراني، الذي ألقي القبض عليه في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ومحكوم عليه بالسجن عشر سنوات، في القضية رقم  18 لسنة 2018 شمال القاهرة العسكرية، على خلفية عمله ونشاطه البحثي والصحافي الجاد في ملفات شؤون الجماعات الإسلامية والمجتمعات المهمشة بشبه جزيرة سيناء.

المساهمون