عالمة آثار من الدومينيكان تسعى لاكتشاف موقع قبر كليوباترا

14 نوفمبر 2022
بدأت كاثلين مارتينيز بحثها في العام 2005 (كريس بورونكل/ فرانس برس)
+ الخط -

منذ 17 عاماً، تبحث عالمة الآثار في جامعة سانتو دومينغو، كاثلين مارتينيز، عن قبر كليوباترا المفقود منذ أكثر من ألفي عام، ويبدو أنّها وصلت اليوم إلى تحقيق تقدّم محوري في بحثها، بحسب موقع قناة سي أن أن الأميركية.

وكشفت مارتينيز وفريقها النقاب عن أنفاق بطول 1305 أمتار، وتقع على عمق 13 متراً تحت الأرض، بحسب ما أعلنته وزارة السياحة والآثار المصرية مؤخراً، وهو ما وصفه خبراء التصميم المعماري بأنّه "معجزة هندسية".

وقالت مارتينيز لـ"سي أن أن": "كشفت الحفريات عن مركز ديني ضخم فيه 3 معابد، وبحيرة مقدسة، وأكثر من 1500 قطعة أثرية، وتماثيل نصفية، وتماثيل بالحجم الكامل، وقطع ذهبية، ومجموعة ضخمة من العملات التي تصوّر الإسكندر الأكبر والملكة كليوباترا والبطالمة".

وأضافت: "الاكتشاف الأكثر إثارة للاهتمام هو مجمع الأنفاق المؤدية إلى البحر الأبيض المتوسط ​​والهياكل الغارقة".

وسيكون استكشاف هذه الهياكل تحت الماء المرحلة التالية من بحثها عن قبر الملكة المصرية المفقود، وهي رحلة بدأتها عام 2005. وقالت مارتينيز: "أنا مثابرة لا مهووسة، أنا معجبة بكليوباترا كشخصية تاريخية. كانت ضحية دعاية من قبل الرومان بهدف تشويه صورتها".

علوم وآثار
التحديثات الحية

وأشارت إلى أنّ كليوباترا كانت امرأة متعلّمة، مضيفة أنّها "ربمّا تكون أوّل امرأة درست في الإسكندرية التي كانت مركز الثقافة في ذلك الزمن"، كما عبّرت عن إعجابها بكليوباترا "كطالبة ولغوية وأم وفيلسوفة".

لم تعش كليوباترا طويلاً بعد وفاة زوجها الجنرال الروماني مارك أنتوني بين ذراعيها عام 30 قبل الميلاد، وانتحرت من خلال السماح لأفعى سامة بعضها، وفقاً للاعتقاد السائد.

خُلدت هذه اللحظة مراراً في الفنون والأدب، ولكن بعد مرور أكثر من ألفي عام على وفاتها، لا يُعرف الكثير عن المكان الذي دفنت فيه الملكة.

لكن سلسلةً من الأدلة دفعت مارتينيز إلى الاعتقاد بأنّ مقبرة كليوباترا قد تكون موجودة في معبد أوزيريس في مدينة تابوزيريس ماجنا الغارقة على الساحل الشمالي لمصر، حيث يلتقي نهر النيل بالبحر الأبيض المتوسط.

كان أهم هذه الأدلة هو الاسم نفسه. بحسب مارتينيز، اعتبرت كليوباترا في عصرها "التجسيد البشري للإلهة إيزيس"، فيما كان أنطوني يعتبر "التجسيد البشري لزوجها، الإله أوزيريس".

تعتقد مارتينيز أنّ كليوباترا ربّما اختارت دفن زوجها في المعبد لتأكيد هذه الأسطورة. وقالت مارتينيز إنّه من بين جميع المعابد العشرين التي درستها في محيط الإسكندرية، "لا يوجد مكان آخر أو هيكل أو معبد يتوافق مع أدلتي مثل معبد تابوزيريس ماجنا".

في عام 2004، نقلت مارتينيز نظريتها إلى عالم الآثار المصري زاهي حواس الذي كان آنذاك وزير الآثار المصري. وبالفعل، تمّت الموافقة على مشروعها بعد عام.

اليوم، وبعد سنوات من البحث، تشعر مارتينيز أنّها تقترب من هدفها، إذ كشفت الحفريات حتى الآن أنّ "المعبد كان مخصصاً لإيزيس". واعتبرت مارتينيز ذلك علامةً أخرى على وجود القبر المفقود، وكذلك الأنفاق الموجودة أسفل البحر، في مكانٍ قريب.

وقالت مارتينيز إنّها الآن في "بداية رحلة جديدة"، وهي الحفريات في الأنفاق، وتعبّر الباحثة عن تفاؤلها على الرغم من أنّه "من السابق لأوانه معرفة إلى أين ستقودنا هذه الأنفاق". وتضيف: "في حال أوصلتنا الأنفاق إلى قبر كليوباترا، فإنّ ذلك سيكون أهم اكتشاف في القرن الحالي".

المساهمون